يجتمع المسلمون على صعيد واحد في عرفات، موقف واحد، وعمل واحد، ولباس واحد قربة لرب واحد، ليس بينهم تفاضل ولا اختلاف، يتعارفون بينهم تجردوا لله يجأرون إليه بالدعاء والتلبية، وحدة في المشاعر والشعائر. الوحدة،

إذا كانت قضية حجاب المرأة المسلمة هي من القضايا المثارة للجدل في أوروبا المحظورة لباسا في فرنسا، فقد كان إلى عهد قريب في عقول المسلمين السويسريين أن سويسرا وطن يتسع لهم كمواطنين ولا يضيق بمآذنهم وشعائرهم، إلى أن تحطم هذا الحق الديمقراطي على ضجيج استفتاء الأحد 29 -11-2010

نريد أن نضمد هذا الجرح العميق الأليم في جسم الأمة، نريد أن نجتمع على الحق نستسقي من النبع النوراني حب الآل والصحب حبا لا ينفصم بعضه عن بعض نأخذ الإيمان قلبا عن قلب كما أخذه التابعي الجليل من قنوات القلوب المؤمنة الموصولة بحب الله وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم…

ولم تنفك خلايا هذا العقل تنكب على الدراسة والإبداع عفوا إنه ليس إبداعا تكنولوجيا ينفع البلاد والعباد بل إبداع وسائل جديدة لحصار كل كلمة حرة تأبى ان تأخذ مكانها في القاموس المخزني. حصار بيوت، حصار شواطئ، حصار مواقع الكترونية، حصار وحصار…

ظن المتخاذلون الذين باعوا فلسطين بفتات موائد اللئام أن هذا جزاء كل من رفض الدخول في لعبة الاستسلام والخنوع وفي حقيقة الأمر هذه المحنة محك رباني ليميز الله الخبيث من الطيب، فلا الحصار ولا التجويع ولا القتل سيطوع أو يركع شعبا اختار العزة وعبادة رب العباد…

ﺇنه الشيء الذي يسعد به اﻹنسان ولو فقد كل شيء، وإذا فقده فلن يستطيع أن تشتريه بمال الدنيا كلها، ولو اجتمعت هذه الحضارة المتقدمة صناعة على أن تصنعه ما استطاعت لذلك سبيلا، إنه اطمئنان النفس وسكينتها. فكيف السبيل إلى هذه النعمة الكبرى في عالم موار يصول ويجول وسط الشهوات والغفلات؟.

هو شهر عظيم مبارك فضل على باقي الشهور بأعماله وأحداثه وبجزائه خصت به أمتنا، فطوبى لمن سبق له من الله فضل ومنة وعقد العزم على أن يكون له رمضان فرصة ربانية للحاق والسباق والتقرب إلى الله بالفرض والنفل، فرصة للمغفرة والرحمة والعتق. هذه أيام معدودات فهل من مغتنم؟…

حكمة أخرى وشرط ضروري لتحقيق التقوى هي الإرادة، والصوم أسلوب عملي لتقوية الإرادة فتترسخ معاني الصبر والثبات والإرادة. ألم تر عزيزي القارئ كيف كانت أكبر أحداث الإسلام في هذا الشهر العظيم: غزوة بدر الكبرى، فتح مكة، بل وأعظم أمر؛ نزول القرآن الكريم على قلب الحبيب …

وبعيدا عن الاستدلال الفقهي الذي أحيطت به سيرة السيدة رفيدة رضي الله عنها في جواز خروج المرأة للعمل قبل أن يمنعها فقه منحبس -لم تمنعها سنة– فإننا نجد في سيرتها معاني التهمم بأمر الأمة والعطاء وروح المبادرة والابتكار مما جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضرب لها بسهم لحسن بلائها…