الدعوة والحاجة المالية: البذل مصدرا
روح الحركة الدعوية تذكير دائم بالله والعبودية له سبحانه وجسدها تنظيمات ولقاءات ومجالس وروابط تحتاج في تسييرها وتدبيرها إلى قدرة مالية ضرورية ضرورة الماء للزرع.
بذل في لسان العرب
البَذْل: ضد المَنْع. بَذَله يَبْذِله ويَبْذُله بَذْلاً: أَعطاه وجادَ به. وكل من طابت نفسه بإِعطاء شيء فهو باذل له.
فأما من أعطى واتقى
بسم الله الرحمن الرحيم ‘فأما من أعطى واتقى، وصدق بالحسنى، فسنيسره لليسرى. وأما من بخل واستغنى، وكذب بالحسنى، فسنيسره للعسرى. وما يغني عنه ماله إذا تردى’ سورة الليل من الآية 5 إلى الأية11.
فيما يلي تفسير بعض المفسرين الأجلاء لهذه الآيات البينات من سورة الليل:
أحاديث في البذل
قال طبيب القلوب وحبيب علام الغيوب رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‘ما ذئبان جائعان أُرسِلا في زريبةِ غَنَمٍ بأفسد لها من الحرص على المال والحسب في دين المسلم’.
كلمات مضيئة للأستاذ المرشد عن البذل
كلمة بذل وردت في الحديث النبوي معناها لغة إعطاء الشيء والجود به استهانة به في مقابل الفضل المرجو.
الذئبان الجائعان
نعرف صدق السالك من بذله للدنيا، أي من إعطائه ما في يده من جاه ومال ابتذالا للدنيا واستهانة بها في جنب الآخرة ثم في جنب الله.
المال والشرف
حب المال وحب المحمدة عند الناس عائقان نفسيان عن اقتحام العقبة إلى الله.
من كلام الإمام القشيري رحمه الله عن الجود والسخاء
وقيل: لقي رجل من أهل منبج رجلا من أهل المدينة، فقال: ممن الرجل؟ فقال: من أهل المدينة، فقال له: لقد أتانا رجل منكم يقال له الحكم بن عبد المطلب فأغنانا. فقال له المدني: وكيف؟ وما أتاكم إلا في جبة صوف! فقال: ما أغنانا بمال، ولكنه علمنا الكرم. فعاد بعضنا على بعض حتى استغنينا.
من أقوال الإمام أبي حامد الغزالي رحمه الله عن البذل
اعلم أن البخل سبب حب المال. ولحب المال سببان أحدهما حب الشهوات التي لا وصول إليها إلا بالمال مع طول الأمل، فإن الإنسان لو علم أنه يموت بعد يوم ربما أنه كان لا يبخل بما له…