عامان على الرحيل.. نظرات في المشروع الكبير للإمام المجدد

مفخرة من مفاخر الفكر الإسلامي، وعلم من أعلام الأمة وأئمتها، حباه الله بكرامة الشهادة في سبيله، وساق على يده علما غزيرا فياضا..

أنت، مخاطبي العزيز الديمقراطي الفاضل، صديق قبل كل اعتبار. وأنت أقرب من عرف طبعي ومناحي تفكيري ومعايب شخصي. فالحوار معك إنما هو تجديد لعهد، وتوثيق لرابطة، قبل أن يكون مطارحة فكرية سياسية بين رأيين قد يتفقان وقد يختلفان..

علال العالم الفقيه النابغةُ كانَ ذا عقليةٍ واسعة الأفق، وذا اطلاع موسوعي كتب كتابه “النقد الذاتي” بعد أن قرأ لكل فصل من فصولِه، المناهزة للستين، عشراتِ المؤلفات بالعربية، وبالفرنسية التي تفرغ لها فأتقنها..

رجل خبيرٌ بما يجري في العالم لأنه تقلّب منذ فجر الاستقلال في مناصب دبلوماسية، منها في الأمم المتحدة. خبير بما يجري من حوله لأنه شارك وأسَّسَ وتجرع المرائر. فهو يعرف ما يقول. ومواقفه الشجاعة مَهْرٌ وسياق وبرهان على صدقه.

الفقيهُ البصريُّ -شاهدُنا في هذه الفقرة- رجُل من الجيل الوطنيِّ الثاني. دخل الوطنية من بابها الواسع: من باب شرف المقاومة البطولية التي زعزعت أركان الاستعمار..

“الإيمان، والإيمان وحدهُ” كان الكلمةَ النهائيةَ لملحمة تاريخيةٍ أبطالها من طينةٍ غيرِ طينة النفاق، من معدن إسلامي خالص.

كان للمختار السوسي ولسلفه من العلماء الشلوح والأمازيغ غيرة شديدة على لغة القرآن لأن غيرتهم على العربية التي أنزل بها القرآن من غيرتهم على الدين الذي علمه الرسول المبعوث بالقرآن..

يسر موقع الجماعة نت أن يعرض، في حلقات ابتداء من الأربعاء 10 دجنبر، شهادته في بعض هؤلاء الرجال، من مشرق الأمة ومن مغربها، مستقاة من ثنايا كتاباته رحمه الله..