في مسيرة الرباط.. المغاربة يوقعون على عرائض تدعم المقاومة وتدعو الدولة إلى إنهاء التطبيع

Cover Image for في مسيرة الرباط.. المغاربة يوقعون على عرائض تدعم المقاومة وتدعو الدولة إلى إنهاء التطبيع
نشر بتاريخ

تنوعت إبداعات الشعب المغربي الحر الأبي، وتعددت أشكال تعبيره عن التضامن التام والدعم غير المشروط مع أهلنا الأشاوس الأبطال الصابرين المرابطين في غزة الإباء، فهذه شعارات جديدة وتلك لافتات متنوعة وهناك توقيعات ورسوم وهنالك مشاهد مسرحية وكلمات نصرة…

ومن تلكم المشاهد التي شدت أنظار عدد من المشاركين في المسيرة الحاشدة اليوم بالرباط، عريضة كبيرة كتبت بلغات متعددة، خصصت لدعم المحاصرين في غزة وعموم فلسطين، وطالبت بوقف المحرقة والمذبحة غير المسبوقة في العصر الحديث، ودعت الدولة المغربية إلى وقف التطبيع وإنهائه. وقد فتح الباب لتوقيع المشاركين والمشاركات كبارا وصغارا عليها، في دلالة عملية على دعمهم الكامل لهذا المطلب.

وقد جاء في نص العريضة التي كتبت على لافتات كبيرة “نحن الموقعين أسفله – بنات وأبناء الشعب المغربي الأحرار- نندد بالإجرام الصهيوني الغاصب ضد أهلنا في غزة، ونطالب المنتظم الدولي بالتدخل العاجل لإيقاف قتل المدنيين الأبرياء وتهجيرهم والاعتداء على المقدسات، كما ندعو الدولة المغربية لإيقاف التطبيع مع الكيان الصهيوني، والتحرك العاجل لمساندة إخواننا الفلسطينيين بكل الإمكانات المتوفرة، وندعو الشعب الفلسطيني للصمود ومواصلة مقاومته للاحتلال حتى تحرير آخر شبر من فلسطين. وعاشت فلسطين حرة أبية عاصمتها القدس”.

وأثناء معاينة بوابة العدل والإحسان لهذا العمل الرمزي المليء بمعاني النصرة والدعم، شدنا كيف أن أسرة قدمت مجتمعة من مدينة تمارة تتكون من الزوج والزوجة والإبنة، لتشارك في المسيرة ولم تفوت الفرصة لتذيل أسماءهم في العريضة. قال الزوج العابد الفقي وهو يحتضن صغيرته “نعتبر الشعب المغربي وفلسطين شعبا واحدا، لا يمكن التفريق بين قضاياهما”، وأضاف “نحن مستعدون للتضحية بأنفسنا وأموالنا وأولادنا فداء لقضية الصحراء واستكمالا للوحدة الترابية، وأيضا من أجل توحيد المسلمين أينما كانوا، لا نفرق بين الهوية الوطنية والهوية الإسلامية والتي نعتبرها أعلى”، وأكد قاطعا “لا يمكن أن نتنازل قيد أنملة عن حقنا كمسلمين في الأقصى، ولا عن شعبنا الشقيق حتى ينال استقلاله من هذا الاستعمار الغاشم، الاحتلالي الإحلالي الإبادي”.

من جهتها زوجته كلثوم مساوي أبت إلا أن تضيف بأن القضية الفلسطينية “قضية عقدية، وقضية وحدة”، قد تفصلنا الحدود والجغرافيا، تقول ثم تضيف: ولكن من حيث المبدأ هي قضية مقدسات وعقيدة، ونحن حريصون على تربية أبنائنا كما ربانا آباؤنا على حب فلسطين، والإيمان بمقدساتنا والدفاع عنها إلى آخر رمق.

ولم يفتها أن تشدد على ما تقول به، ويقول به معظم المغاربة، “التطبيع لا يعنينا، نحن كنا ضده ابتداء، واليوم ازددنا تشبثا بهذا الرفض”. وأضافت “خرجنا مع أطفالنا كي نقول إننا كلنا مع فلسطين وكلنا مع غزة، نستنكر الإبادة الجماعية ونقول حسبنا الله ونعم الوكيل ولا غالب إلا الله”، معتبرة أن هذا التظاهر أقل ما يمكن تقديمه لإخواننا في غزة، وأنا أعتبره محتشما، فالمغرب يقطنه 40 مليون شخص، فأن ينزل منه مليون واحد فهذا جد محتشم مقارنة مع التضامن الغربي، ولكن نقول ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وأن تنزل هذه الفئة القليلة خير، نتمنى أن ينزل البقية حتى تصير مليونية في جميع المدن لا فقط في العاصمة، لأنها قضية دين وقضية مقدسات وقضية أمة. ليعلق الزوج مجددا “هذا موقف أصيل عند المغاربة، فكل عمل له أجره وله أثره، والمغاربة لا ينسون، والأجيال اللاحقة ستحتفط بالقضية”.

وقد تكرر هذا المشهد، وتعددت أيضا لافتات التوقيع في مواطن مختلفة من سير المسيرة، خصص بعضها إلى توجيه مباشرة إلى الحكومة والدولة من أجل إنهاء التطبيع ووقف كل أشكال التعاون مع هذا الكيان اللقيط الذي يرتكب محرقة العصر والذي لا يشرف المغاربة أن تربطهم به أي صلة.