طـوبى لمـن سـبـقـوا

Cover Image for طـوبى لمـن سـبـقـوا
نشر بتاريخ

طـوبى لمـن سـبـقـوا بـالدار وارتحلوا**‎وجـمَّـعُـوا الـزاد كـل الـزاد وارتـحلـوا
طـوبى وطـوبى وطـوبى حيثمـا نـزلـوا**‎هذي الـعـنـاية والألـطـاف تـنـهـمـل
قـد أدلجـوا وجـمـوع الـنـاس راقدة**‎الركـب فـات عـلى النُوَّام مـن غـفـلـوا
هـذي رواحـلـهـم سـارت لمقصدهـا**‎الـشـوق يـبـعـثـهـا واللحن والـرَّتَـل
تخدي، وبالأمـل المنشود غـايـتـهـا**‎وكيف تُـبـطئ عـنـه الأَنْــوُقٌ الـذُّلُـل
يـا قـلـب هـل تـدري أيَّان أطلبهم**‎مَـرُّوا هـنـا أم هـنـا، حَلُّـوا ولِمْ رَحَـلُـوا
هـلا تُخـبـرني عـن رائــد لهـم**‎يـُطـفي حُمَيَّ غـرام بــات يـشـتـعـل
ما كنت مُـلـتـفـتـا لو قَـيْـدَ أُنملة**‎هـل مـن يـر الـبـدر تـَمّـًا يـرضه زحل
يـا قـلـب إني قد أبصرت مـن بـعـد**‎سـعـدا يـشع فـتـهـوى نحـوه المُـقَـل
قـد كـان مُنطلقـا في الليل في عـَجـَل**‎يـبـدو بمـراكـش الحـمـرا ويـنـتـقـل
لـكـنـني اليوم مـا عـدت أشـهـده**‎هـل جـاء الـقـدر المـحـتـوم والأجـل
قـد كـنـت أطلبـه ثم ارتـأى لِيَ عـن**‎قُـرب فـسُـر جنـاني، والــرؤى رَمَــل
ذا حـب خـيـر رجــال في زمـنـي

‎أجـرى دمـوعـي وجسمي منـه منـهـزل


قـد خـصـه الله بـالمصحوب يصحبـه**‎فـكـان هـو وهـو الـظـلُّ والـقَـَبـل
وقـدر الله أن يُـدعـى لـمـكـرمـة

‎هـذي الـرسـالـة فـرد مـا لـه مـثـل


وخُـيِّـر الرجل الراضي فما وهـنـت

‎تـلـك القوى وصميم العـزم يـنـسـحـل


وكـان صـبـر ولي الله تـدعـمـه

‎بـشـرى تُثَبِّتـُـه والـصـدق والـعـمـل


أكـرم بـهـا صحبـة الله بـاركـهـا

‎هـذي الجـمـوع وهـذا الـزحف والـقُلَل


أكـرم بـهـا صحبـة الله نـورهــا

‎بالذكـر حيث قـلـوب النـاس تـبـتـهـل


أكـرم بـهـا صحبـة الله علـمـهـا

‎عـلـمـا فزُكِّيَ فـضلاً بـعـده الـعـمـل


هذا هو الـعـلـوي الـسـيـد البطل

‎هذا الأبـي إذا الـشـجـعـان ينجـفـلـوا


هذا الـتـقـي الخفـي الذاكر الورع

‎هذا الـولـي، وهذا الــعـــارف الـبـدل


هذا الـرجي عـطـاء الله يـطـلـبـه

‎هذا الـبـَكِّـي بـدمـعٍ سـَحَّـه الـوجـل


رمـز الـجـداء فـلا كـف تنازعـه

‎يـسـعـى إلـى الـخيـر لا ضَنٌ و لا مـلـل


هذا الـخـدوم لأهـل الله مبتسمــا

‎تـلـقـاه والبـشـر في خـديـه، والجـذل


هذا الـعـطـوف على الصبيان يكنفهم

‎بـالحـب، رفـق أَبٍ يحـنـو ويـحـتـمـل


هذا الـغـيـور على الأعـراض شيمته

‎صـدق المـقـال إذا مــا فــاسـق يَـغِـل


هذي المـسـاجـد كم آوته من وجل

‎هذي المـجـالـس إن ضـاقـت به الـحِـيَـل


هذي مـواضـع سجدات لكم لثمـت

‎أفـضـى إلـيـهـا فـتَـمَّ الـوصـل والقُبـل


هذا المُقَـدَّم دومـا في مـنـابـرنـا

‎مـن ذا يــطـاول شـمـا نِـدُّهُ الـجـبـل


هذا المـعـلـم والمـوجـه والــذي**‎أعطى سـخـيـا وهـانـت عـنـده الـنِّـحل
هـذا المـديـر الـذي ربـى أساتـذة

‎وخـرج الجـيـل تـلـو الجـيـل فانبـتـلـوا


هذي الـدروس عليه الـيـوم شاهـدة

‎هـذي الـعـبــارات والألـفـاظ والجـمـل


هـذي الـطـروس عليه اليوم نائحـة

‎هـذي المـكـاتـب والـقـاعـات والسـبـل


إن كنت تـسـأل عن فضل وعن شرف

‎فـالأصـل مـعـتـمـد والفـرع مـعـتـدل


أوكنت تسأل عن عـلـم وعن عمـل

‎فـمـعـارفٌ جمـعـت في قـلـبـه تـَجِـل


أوكنت تسأل عن جـود وعن كـرم

‎فالخُـلْـق عـنـد ولـي الله مُـكـتـمـل


الله يـسـكـنـه روضـات جنـتـه

‎حيـث النـبي وحيـث الـقـوم قـد نـزلـوا


الله يـرحـمـه خيـر الـرجـال فقد

‎كـان الفقيد أحبائي هو الرجل