مجالس الإمام رحمه الله: إنك لا تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوها

Cover Image for مجالس الإمام رحمه الله: إنك لا تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوها
نشر بتاريخ

في هذا المجلس الذي يعود تاريخه إلى 11 أبريل 2004، يتناول الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله حديثين للصحابي أبي الدرداء رضي الله عنه، تدارس معانيهما مع ثلة من المؤمنين والمؤمنات.

كان الصحابة يوصي بعضهم على بعض، الذين يحبون الخير للناس لم يكونوا مناعين للخير، يوصي بعضهم بصحبة بعض. وسيدنا عبد الله بن عباس كان يقول: “أكثروا من ذكر عمر”. كان سيدنا عمر يقول لسيدنا عبد الله بن عباس: “غص غواص”. كان بعضهم يعترف ببعض.

كان سيدنا عبد الله بن عمر يقول: “حدثونا عن العاقلَين، فيقال له وما العاقلان؟ فيقول: “معاذ وأبو الدرداء”. بعضهم يحب بعضا.

يقول أبو الدرداء رضي الله عنه: “إِنَّكَ لا تَفْقَهُ كُلَّ الْفِقْهِ حَتَّى تَرَى لِلْقُرْآنِ وُجُوهًا”، اختلف العلماء والمفسرون، وهذا الاختلاف هو اجتهاد في فهم القرآن. سيدنا علي ابن أبي طالب رضي الله عنه لما أرسل سيدنا عبد الله ابن عباس ليناقش الخوارج وليجادلهم: “جادلهم بالسنة فإن القرآن حمال أوجه”. ويقصد أن الخوارج سيحرفون الكلمة عن مواضعها، وهذا الجدل في القرآن لا ينبغي.

وفي الشق الثاني لكلام الصحابي الجليل: “وَإِنَّكَ لا تَفْقَهُ كُلَّ الْفِقْهِ حَتَّى تَمْقُتَ نفسك فِي جَنْبِ اللَّهِ” ومقت النفس بكرهها والمقصود هنا النفس الأمارة بالسوء. 

“وَإِنَّكَ لا تَفْقَهُ كُلَّ الْفِقْهِ حَتَّى تَمْقُتَ النَّاسَ فِي جَنْبِ اللَّهِ”، أي الناس البعيدين عن طريق الله.

والفقه الكبير: “ثُمَّ تَرْجِعَ إِلَى نَفْسِكَ فَتَكُونَ لَهَا أَشَدَّ مَقْتًا مِنْكَ لِلنَّاسِ”، أي تمقت نفسك أشد من مقتك للناس.

وقال رضي الله عنه قال: “لا تُكَلِّفُوا النَّاسَ مَا لَمْ يُكَلَّفُوا، وَلا تُحَاسِبُوا النَّاسَ دُونَ رَبِّهِمْ، ابْنَ آدَمَ عَلَيْكَ نَفْسَكَ، فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ مَا يَرَى فِي النَّاسِ يَطُلْ حُزْنُهُ وَلا يَشْفِ غَيْظَهُ”.

يفد على الجماعة من يريد أن يكون منا، فلا نثقل عليه، فماذا نعمل؟ نتدرج معه من الطهارة والصلاة…

عليكم أن تكونوا كلكم أساتذة تعلمون الناس، والأستاذ الأكبر هو من يدخل إلى قلوب الناس هم الآخرة.

“واعبدوا الله كأنكم ترونه وعدّوا أنفسكم في الموتى”. سألوه قالوا له ما تحب لمن تحب: فقال: الموت. الموت هي الخروج من سجن الدنيا إلى سعة الآخرة إن كانوا مومنين وصالحين، وإن كانوا يعملون السيئات يحب لهم الموت لئلا تزيد سيئاتهم. “قالوا له فإن لم يكن موت؟ قال: المرض”. لأن من يمرض ويصبر ينل بها درجات عليا.

“وَاعْلَمُوا أَنَّ قَلِيلا يُغْنِيكُمْ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ يُلْهِيكُمْ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْبِرَّ لا يَبْلَى وَأَنَّ الإِثْمَ لا يُنْسَى”.

شاهد الشريط كاملا: