مع الأستاذ حمداوي في حديث عن معاني قوله تعالى “وسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ…”

Cover Image for مع الأستاذ حمداوي في حديث عن معاني قوله تعالى “وسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ…”
نشر بتاريخ

اعتبر الأستاذ محمد حمداوي، عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان، أن عادة الإنسان وطبعه أنه إذا خاف شيئا أو خطرا أو أمرا يزعجه هرب منه، “لكن قصة المؤمن مع الله عز وجل أنه إذا خاف منه هرب إليه”.

وانطلق في تأمله لهذه القصة من قوله تعالى في سورة آل عمران: وسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِين (133)، موضحا أن الله عز وجل يدعونا إلى المسارعة بقوله سارعوا وفي آية أخرى سابقوا وفي آية أخرى ففروا إلى الله.

واعتبر حمداوي في كلمة مصورة بثها في قناته بموقع “يوتيوب” أن المؤمن في هذه الحياة “ينبغي أن يسابق ويسارع ويفر إلى الله تبارك وتعالى”. موضحا أن الفرار إلى الله يكون من عذاب الله ومن غضب الله إلى رضا الله، ومن سخط الله إلى رضاه سبحانه جل وعلا.

وتابع: هذه دعوة في القرآن الكريم إلى أن يسارع المؤمن إلى الأعمال الصالحة وإلى التوبة إلى الله تبارك وتعالى، ويعلم بأنه في هذه الأرض مكلف بأن يعمل الصالحات وأن يهجر المعاصي وأن يطيع الله تبارك وتعالى وأن يعمل على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فالمطلوب من المؤمن يضيف المتحدث، أن يسارع وهذه المسارعة هو أمر نكتسبه خصوصا في فترة الشباب باعتبارها فترة قوة ونشاط وقدرة على العبادة من صيام وقيام وقراءة وحفظ للقرآن. وأضاف “فالمفروض هذه القوة ينبغي أن تصرف في طاعة الله. وفي طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي جمع الأعمال الصالحة. لأن الشخصية المؤمنة تصنع على عين الله تبارك وتعالى بإذنه.

فهذه الفترة مهمة جدا من تاريخ الإنسان وينبغي استثمارها ليحصل النشوء في طاعة الله حتى يكتب هذا الشاب ضمن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، كما نعلم ذلك في الحديث الصحيح لرسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي جعل فيه من بين السبعة المصطفين الأخيار عنده سبحانه وتعالى منهم “شاب نشأ في عبادة الله”. وفق كلمة الأستاذ حمداوي.

واسترسل موضحا أن هذه النشأة “تتطلب منا استعجالا واستنفارا إلى التوبة وإلى القيام بما فرض الله وفرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكي تنطبع بذلك نفوسنا وضمائرنا وعقولنا وقلوبنا، وتصبح سجية وطبعا فينا، وعندما يكبر المؤمن يكبر على طاعة الله وعلى الأعمال الصالحة”.