قواعد ذهبية في تربية الأبناء والبنات.. أولادنا والعطلة الصيفية

Cover Image for قواعد ذهبية في تربية الأبناء والبنات.. أولادنا والعطلة الصيفية
نشر بتاريخ

مفهوم العطلة الصيفية

يختلف مفهوم العطلة الصيفية لدى عدد من الآباء وأولياء الأمور، فمنهم من يرى أن العطلة الصيفية هي التحرر من كل الالتزامات والتسيب في الأوقات، ويراها البعض أنها فرصة لتدارك ما يعانيه الأولاد من نقص في بعض المواد الدراسية، فتبدأ مرحلة جديدة من التعلم من الصباح إلى المساء، في حين يراها أخرون فرصة سانحة للجمع بين الترفيه والتعلم، وممارسة عدد من الأنشطة المفيدة التي تسهم في بناء شخصية الطفل. وقد أجمع الخبراء في مجال تربية الطفل أن الصيغة المثلى لقضاء عطلة صيفية متميزة، هي الجمع بين الترفيه والتعلم، وممارسة عدد من الأنشطة المفيدة المساعدة على بناء شخصية الطفل وانفتاحه على شؤون الحياة.

ويؤكد الخبراء أن العطلة الصيفية ذات أهمية كبرى بالنسبة للأطفال، فأهميتها قد تضاهي فترة الزمن المدرسي، فهي وسيلة متميزة ليحظى الأطفال ببرامج مختلفة تجمع بين التعليم والتربية والترفيه، وبناء شخصية متوازنة لدى الأطفال. ومن ثم تظهر الحاجة الماسة لوضع خطة محكمة للاستفادة من هذه الفترة الصيفية. كما يجب العمل على تغيير تلك النظرة السائدة لدى أغلب الآباء من أن العطلة الصيفية هي فترة لهدر الأوقات والتحرر من كل الالتزامات، بل يجب أن نرسخ في الأذهان أن هذه الفترة الزمنية فرصة جد هامة لممارسة عدد من الأنشطة خصوصا تلك التي تسهم في بناء شخصية متوازنة لدى الأطفال، وتغرس فيهم حب العمل الجماعي والتعاون والتطوع.

الحكمة “ضالة المؤمن”.. أطفال اليابان وكوريا الجنوبية والعطلة الصيفية

لا بأس أن نعرض لتجربتين هامتين في توظيف العطلة الصيفية لبناء شخصية الطفل، وهما تجربتان حظيتا باهتمام كبير من لدن عدد من دول العالم وذلك بسبب نجاعتهما، ونتائجها المتميزة. ونخص بالذكر هنا تجربتي اليابان وكوريا الجنوبية، علما أن المدارس في هاتين الدولتين لا تغلق أبوابهما في فترة الصيف بل هي من يسهر على تنفيذ هذا البرنامج الصيفي، وهو أمر غير متاح في عدد من الدول، لكن يمكن الاستعاضة عنه بالمخيمات والمعسكرات والخرجات الجماعية المنظمة.

أهم الأنشطة الصيفية لدى أطفال اليابان

يشارك الأطفال:

-في حملات النظافة وتجميل الساحات العامة

 -في المسابقات الخاصة بتنمية الذكاء

-في مُسابقات الرياضة البدنية  

-في الرحلات وإقامة مُعسكرات الكشافة

-في إنجاز واجبات دراسية في دفاتر خاصة بالعطلة الصيفية تعدها المدارس

-في إنجاز مشاريع علمية، اختراعات، إبداع……

-في المشاركة في الفنون القديمة ذات طابع تراثي

ولكل هذه الأنشطة أثرها التربوي في بناء شخصية الطفل، إذ تسهم في:

-تدريب الأطفال على تحمل المسؤولية وتعزيز الثقة في النفس

– تعلم الحوار وآدابه

-تقدير قيمة العمل والإنتاج ونبذ الخمول والكسل

-الاستجمام والترفيه وإشباع الرغبات

-تنمية حس الابتكار

– السلوك السوي، والتأثر بالقدوات الصالحة

-غرس قيم العمل التعاوني، وحس الانتماء

– حب الطبيعة والاعتناء بها، وبصحة الجسم والحرص على النظافة

أهم الأنشطة الصيفية لدى أطفال كوريا الجنوبية 

-الانضمام إلى مخيمات يتدرب فيها الأطفال على عدد من المهارات الحياتية

-ممارسة الأنشطة المتعلقة:

·      بالرسم

·      والموسيقى

·      والأعمال اليدوية

·      والمُسابقات الرياضية

 -تعلم اللغات، والتعبير الكتابي، والرياضيات، والحاسوب، والعلوم

ولهذه الأنشطة الصيفية وغيرها أثرها التربوي لدى الأطفال، إذ تسهم في:

-التدريب على العمل الجماعي وتنمية حس الانتماء

-التحفيز على الإبداع والابتكار مع الاطلاع على مستجدات العلوم.

-التدريب على احترام الوقت، وتقدير قيمة العمل.

– اكتساب مهارات لحل المُشكلات.

– التمرس على اكتساب القيادة الحكيمة والانتماء المنضبط

– تهذيب الطباع والميول.

ـــ غرس حُب الجندية والخدمة والتطوع

ـــ التحفيز على القراءة ومحبة الكتب والمكتبات، ومهارة اختيار أفضل الكتب

أهمية الأنشطة الجماعية خلال العطلة الصيفية

للأنشطة الجماعية خلال العطلة الصيفية وغيرها إيجابيات كثيرة نذكر منها على سبيل المثال:

   وقاية الأطفال من حب الانطواء والانعزال.

   تشجيع الطفل على الإفصاح عن مشاعره وأفكاره بشكل عفوي.

   تنمية مداركه لمعرفة الآراء الأخرى.

   وقايته من الخجل المرضي حتى يستطيع الحديث مع الآخر.

   تدريبه على اتخاذ القرارات.

   تنمية قدراته الذاتية للتأثير في الآخر.

   تعزيز الروح الجماعية والتعاون مع الآخر.

مقترحات لقضاء أجمل عطلة صيفية

إلى الآباء والمشرفين على العطل الصيفية والمخيمات الخاصة بالأطفال:

  • أشركوا أولادكم في الإعداد للعطلة الصيفية تخطيطا وبرمجة، مع تحديد ميزانية معينة خاصة بتكاليف السفر، واطلبوا إليهم أن يحددوا المسافات بين المدن التي تودون السفر إليها. 
  • احرصوا على إشراك أولادكم في المخيمات الصيفية والنوادي.
  • نظموا رحلات استكشافية لمدن أخرى رفقة أولادكم، مع تحفيزهم على أخذ نبذة عن المدينة مكان الزيارة من خلال قراءة بعض الكتب. 

 يقول “هاريس كوبر”، أستاذ علم النفس بجامعة “ديوك” الأمريكية في نصيحة للآباء: “إذا كنت لا تزال مترددا بشأن اختيار المكان الذي ستقضون فيه العطلة، فابحث عما سيدرسه طفلك في العام الدراسي الجديد”.

  • لا تنسوا زيارة المتاحف والمنتزهات رفقة الأولاد.

 وينصح الخبراء بأن يطلب الآباء إلى أولادهم بأن يبحثوا مسبقا عن معلومات تخص هذه المتاحف والمنتزهات من خلال شبكة الإنترنت.

  • أشركوا أولادكم في ناد صيفي للكتاب، وإن لم يكن أحدثوه بمساعدة بعض الأصدقاء.
  • لا تنسوا أن تشركوا أولادكم في إعداد بعض الوجبات في المطبخ، فمن خلال هذا النشاط سيتم تطبيق مفاهيم رياضية مثل تحديد المعايير والكميات المطلوبة.
  • حفزوا أبناءكم على العمل التطوعي في أعمال تناسب سنهم. 
  • حفزوا أولادكم على ممارسة هواياتهم المفضلة من خلال تسجيلهم في نادٍ رياضي، كدورات للسباحة أو معهد للموسيقى والرسم.
  • حفزوهم على القراءة ومحبة الكتب والمكتبات ومهارة اختيار أفضل الكتب.
  • حفزوهم على حفظ القرآن الكريم، وتعلم اللغات، خصوصا اللغة العربية، والتعبير الكتابي، والرياضيات، والحاسوب، والعلوم.
  • حفزوهم على المشاركة في المسرحيات التاريخية الإسلامية.
  • حفزوهم على الاختراع والإبداع.
  • حفزوهم على إعداد برنامج زمني خاص بالعطلة الصيفية، مقسم إلى فترات زمنية محددة ومتنوعة، بما فيها أوقات الصلاة، فإذا بدأ صباحه بحفظ القرآن أعقبه بالذهاب إلى المسبح، ثم فترة أكل واستراحة وصلاة، ثم قراءة في كتاب.
  • حفزوهم وحفزوهم وحفزوهم…