في الذكرى 53 لإحراق المسجد الأقصى المبارك..

Cover Image for في الذكرى 53 لإحراق المسجد الأقصى المبارك..
نشر بتاريخ

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على من أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، سيدنا محمد وعلى أله وصحبه

في الذكرى 53 لإحراق المسجد الأقصى المبارك:

وفي الوقت الذي كانت تتوق الأمة لإخماد نيران الاحتلال في القدس وفلسطين، اشتعلت نيران التطبيع والتهويد في أطراف من جسم الأمة نفسها!!

فاللهم بركة وتوفيقا لكل جهود محاربة الطغيان، وإخمادا تاما لكل النيران!

محمد حمداوي

21 غشت، 2022، الرباط

مرت اليوم (53 عاما) على الجريمة التاريخية الشنيعة المتمثلة في إحراق المسجد الأقصى المبارك على يد الصهاينة عام 1969م.

زعم الصهاينة أن الذي أشعل النار في المسجد الأقصى المبارك صهيوني أسترالي الجنسية اسمه «دنيس مايكل روهان» جاء فلسطين سائحا وادعت أنه مجنون، وتم ترحيله إلى أستراليا. إلا أن حجم الحريق وسرعة انتشاره تدل على أنها جريمة منظمة تتجاوز مجرد فرد واحد، وأن سلطات الاحتلال الصهيوني ضالعة في الجريمة، إذ قطعت المياه عن منطقة المسجد الأقصى المبارك فور ظهور الحريق، وحاولت منع الفلسطينيين وسيارات الإطفاء من الدخول إلى المسجد الأقصى قصد إخماد النيران. لكن الفلسطينيين اقتحموا الحواجز وقاموا بإطفاء النيران بوسائلهم الخاصة واستطاعوا إنقاذ بقية المسجد من أن تأكله النار، ومن المخلفات الكارثية لهذه الجريمة التاريخية إحراق منبر صلاح الدين الأيوبي (الذي أحضره الناصر صلاح الدين الأيوبي رحمه الله عندما حرر القدس من أيدي الصليببيين) وقبة خشبية وأكثر من 70 نافذة خشبية. كما تضررت أجزاء من القبة الداخلية المزخرفة والجدران الجنوبية وتحطم 48 شباكا من شبابيك المسجد المصنوعة من الجبص والزجاج الملون. وقد أتى الحريق على ثلث المسجد القبلي.

تحل هذه الذكرى الأليمة والمرابطون والمرابطات في بيت المقدس وفي أكناف بيت المقدس يواصلون الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، بكل ما أوتوا من قوة من أجل مواجهة الاعتداءات المستمرة للصهاينة، الذين يريدون النيل من المسجد الأقصى المبارك بكل السبل الدنيئة؛ كالحفر أسفل المسجد والاقتحامات المتكررة ومحاولات تغيير المعالم المقدسة ومنع المقدسيين من دخول المسجد أو زيارته أو الرباط فيه…

إن حلول هذه الذكرى الأليمة ينبغي أن تدفع الأمة إلى مزيد من الدعم للمقدسيين من أجل تثبيت صمودهم. الدعم المادي والدعم المعنوي والدعم الإعلامي والسياسي.. والتضرع إلى الله تعالى بخالص دعاء النصر وكشف الضر عن كل فلسطين، والعمل من أجل أن تبقى القضية حية وسط الأمة ولدى كل أحرار العالم.

والعجيب أنه في الوقت الذي يحتاج فيه المسجد الأقصى لدعم حقيقي، تمعن الأنظمة المطبعة مع الكيان الصهيوني في استقبال الصهاينة وعقد الاتفاقات والتحالفات معهم، والعمل على محاولات التمكين لهم في مخطط تهويدي ماكر يستهدف خلخلة المجتمعات العربية والإسلامية والنيل من ولائها للقدس وللأقصى ولفلسطين…! فيا أحرار الأمة انتبهوا، ومزيدا من الثبات والعمل الجاد على مواجهة هذا الجرم والتصدي له وفضح الداعمين والمروجين له…

كيف يا ترى يتم كل هذا والصهاينة يشنون حربا مستمرة على المقدسيين والفلسطينيين حربا وحصارا على غزة، ومنعا من دخول المسجد الأقصى ومن الرباط والاعتكاف فيه، وتهجيرا ممنهجا لسكان القدس؟!

إننا نجدد في هذه المناسبة الأليمة التحية الأخوية الصادقة من أعماق القلوب إلى الأعين المجاهدة التي تحرس المسجد الأقصى المبارك. وإلى غزة الصامدة وإلى الضفة المنتفضة. وإلى كل الشعب الفلسطيني في صموده البطولي المستمر في وجه الاحتلال الصهيوني، بمقاومته وبأسراه الثابتين الصابرين، وبمقاومته التي أربكت حسابات الداخل والخارج وأعطت زخما متجددا في مواجهة مخططات العدو.

اللهم نصرا قريبا وفتحا مبينا.

والحمد لله رب العالمين.

هَٰٓأَنتُمْ هَٰٓؤُلَآءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِۦ ۚ وَٱللَّهُ ٱلْغَنِىُّ وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ ۚ وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوٓاْ أَمْثَٰلَكُم.

صدق الله العظيم.