غزوة بدر.. معنى متجدد في الأمة

Cover Image for غزوة بدر.. معنى متجدد في الأمة
نشر بتاريخ

التدافع بين الحق والباطل سنة الله القائمة؛ هو صراع أبدي لا ينتهي حتى يرث الله الأرض ومن عليها، فالباطل لا بد أن يواجه حتى لا يُضيق على الحق، فيعتاد الناس عليه ويغمرهم الذل والهوان والانبطاح.

“خلوا بيني وبين الناس”.. كان ينادي بها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في وجه كفار قريش أينما ذهب يدعو، وكانوا يصدونه ويعترضون طريقه ويؤذونه حرصا على مصالحهم وكرها للتغيير وخوفا أن يسحب البساط من تحت أرجلهم فيفقدوا مكانتهم وهيبتهم وتسلطهم وتجبرهم بين الناس..

“ما أشبه الأمس باليوم”..

عادٓوْوا الحق وأخذوا الحقوق.. وما ضاع حق وراءه مطالب.. والحق يُنتزع ولا يُعطى..

فكانت غزوة الفرقان كما سماها رب العزة جل وعلا؛ فرقت بين الحق والباطل، وانتصر الحق على الباطل، وصارت للمسلمين سُمعة وقوة وعزة ومٓنعة، وصار لهم ذكر وعلو شأن، وصار لهم تاريخ وحضارة..

الانتصار الأول ليس نهاية المطاف، بل هو بداية القصة وبداية الطريق وبداية التغيير.. ولنا في الربيع العربي مثالا وعبرة…

في غزوة بدر انتصرت الفئة القليلة على الفئة الكبيرة بإذن الله لأنها نصرت الله وناصرت الحق، إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ.. هذا هو الطريق ومن هنا البداية.

انتصروا لأن الجميع كانوا على قلب رجل واحد، صغيرا وكبيرا، رجالا ونساء.. كل من موقعه ساهم في نصرة دين الله ونصرة رسوله صلى الله عليه وسلم في ساعة الشدة والعسرة، فكانوا أهل السابقة والخيرية والأفضلية، ونالوا شرفا وبشارة من رب العزة جل وعلا؛ “اعملوا ما شئتم؛ فقد غفرت لكم”.

غزوة بدر معنى يتجدد في الأمة متى قامت لتُحق الحق وتبطل الباطل، وتبعث في النفوس أملٓ النصر والتمكين إذا هيأ الله لها قيادة ربانية مجاهدة ورجالا يصدعون بالحق؛ رهبان ليل فرسان نهار، يحوزون أسباب القوة والعلم والتفوق والإبداع..

وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ.