“طوفان الأقصى” وبشائر النصر

Cover Image for “طوفان الأقصى” وبشائر النصر
نشر بتاريخ

في هذه المرحلة التاريخية الدقيقة تعيش الأمة المحمدية قاطبة، والحمد لله،  تحولا عميقا في مسار النصر والتمكين  بإذن الله تعالى، ولطوفان الأقصى ما بعده من بشائر الخير وطلائع النصر على الأمة الإسلامية قاطبة.

كتب لإخوتنا المقاومين في غزة الصامدة أن يكونوا بما قاموا به من اقتحام لميادين الجهاد واختراق معاقل العدو الصهيوني الغاشم الطليعة، فطوبى لهم بهذه الروح الجهادية العالية الرافعة لهمم المسلمين في هذا الزمن الذي استقوى فيه الباطل وطغى.

ومهما بدا لنا الثمن غاليا وحجم التضحيات كبيرا وعدد الشهداء عاليا، فما حققوه من نصر استراتجي على العدو وتقدم عليه في أرض المعركة يستدعي ذلك الثمن.

فما نراه من قتل ودمار في اللحظة الآنية ما هو إلا رد  فعل بائس ويائس ومحاولة لاسترجاع زمام الأمور في يد الغطرسة الصهيونية التي تتجرع مرارة الهزيمة.

وهذا العنف المتوحش والغارق في الهمجية في الرد هو دليل على أن المقاومة الباسلة أصابتهم في مقتل وأخذت منهم زمام المبادرة، فهم يحاولون إعادة رسم صورتهم التي اهتزت باختراق المقاومة لمعاقلهم ككيان لا يهزم وحدود لا يمكن اختراقها وكقوة عسكرية قاهرة.

ومن جهة أخرى فما حققته المقاومة من انتصارات وأحرزته من غنائم يتجاوز الحصول على عدد مهم من الأسرى والرهائن وكسر صورة العدو، فهناك تصدع لجبهته الداخلية وكلفة الحرب العالية على اقتصاده والاستثمارات الواردة عليه والهجرة المضادة منه باعتبار إسرائيل أصبحت غير آمنة.

كذلك باستحضار أن الاختراق الذي قامت به المقاومة لم يكن للنزهة أو لاستعراض القوة بل كان مخططا له ومدروسا وفق معلومات استخباراتية دقيقة تحدد المواقع الاستراتيجية التي يجب خرقها لتحقيق أهداف عسكرية؛ من حصول على وثائق استخباراتية ومعلومات استراتيجية إضافة إلى نوعية  الرهائن وقيمتهم في العملية التفاوضية…

هذه الكنوز الثمينة المتحصل عليها والواقع الجديد الذي يعيشه الكيان، إضافة لما نراه من إحياء متجدد للقضية الفلسطينية في الوعي الجمعي للأمة، ومن تعاطف متصاعد رغم الآلة الإعلامية الجبارة والجهنمية المتخصصة في التضليل وقلب الحقائق، وكذلك افتضاح الوجه القبيح واللاإنساني لأمريكا والعالم الغربي الفاقدين للمصداقية بالدعم المشبوه واللامشروط للصهيونية، وكذلك بالنسبة لنا كشعوب عربية الكشف بالملموس خطورة وعواقب خطوات تطبيع الأنظمة العربية على الشعوب وضرورة تكثيف الجهود في اتجاه الضغط لإلغائها.

ومع كل هذه المتغيرات الآنية التي ذكرنا لا نغفل استحضار كذلك تصاعد الهبات الشعبية للمسلمين في أوطانهم للنصرة، وارتفاع الهمم وتحرير الذمم والعودة والأوبة إلى الإسلام، وسقوط التضليل والتعويم وزيف الترويج لإسلام “لايت” يرحب بالعدو في عقر داره، وكشف ضحالة بضاعة علماء ودعاة يملؤون الدنيا لغوا ويسكتون عن واجب الوقت إذكاء لروح المقاومة والصمود والاقتحام بكل تجلياتها…

هذه المستجدات وغيرها  سيكون لها لا محالة دور في رسم معالم المعركة مع العدو في المرحلة القادمة، وتغيير موازين القوى لصالح القضية الفلسطينية، وانبعاث جديد للأمة المحمدية، وذلك وعد الله ووعد الآخرة، وما ذلك على الله بعزيز.