ذ. العلمي: العالم في حاجة ماسة إلى نظام دولي جديد مبني على أسس إنسانية

Cover Image for ذ. العلمي: العالم في حاجة ماسة إلى نظام دولي جديد مبني على أسس إنسانية
نشر بتاريخ

اعتبر الأستاذ عبد الكريم العلمي رئيس مجلس شورى العدل والإحسان، أن الكلمات ليس بمقدورها أن تصف حقيقة الواقع في قطاع غزة موضحا أن ما يحصل الآن هو “انهيار أخلاقي دولي وإفلاس قيمي عام”.

القيادي في الجماعة في حوار له مع الأستاذ محمد اليقيني ضمن حلقة ضيف خاص في قناة الشاهد الإلكترونية، شدد على أن  كلمات مثل المجتمع الدولي وحقوق الإنسان وحقوق المرأة، لم يعد لها معنى، موضحا أن النظام الدولي انتهى منذ زمان ولكن ذلك تأكد الآن.

فأن يصبح العالم كله رهينة، وليست غزة وحدها أو الضفة أو حتى فلسطين، في يد الصهيونية، فهذا يؤكد الحاجة إلى نظام جديد وينبغي له أن يكون إنسانيا، وأول ما ينبغي فيه هو أن يتداعى أحرار العالم وفضلاء العالم، في تحالف من كل الأديان والأجناس إلى تجريم الصهيونية. تحالف على أسس إنسانية أخلاقية وليس على أسس سياسية لأن السياسة تتغير وموازين القوى تتغير وسنصبح كما كنا في السابق.

وأشار في حديثه إلى قرار أصدرته الأمم المتحدة في 10 نونبر 1975 بشأن تجريم الصهيونية واعتبارها تمييزا عنصريا. ولكن لم يتم الالتزام به، وفي ذلك الوقت كانت الحرب الباردة في أوجهها والصراع في أوجهه. بعد ذلك في 1991 ألغي هذا القرار بعد انهيار المعسكر الشيوعي، فإذا التلاعب السياسي لا يفيد وينبغي البناء على الأسس الإنسانية.

وربط عضو مجلس الإرشاد في حديثه بين النظام العربي الإسلامي والانحدار الذي لا حدود له، وقال إن الحديث عن الانهيار الأخلاقي العالمي أولى منه التركيز على النظام الرسمي العربي، مقابل ذلك يشدد المتحدث على أن هناك وعيا حادا الآن لدى الشعوب الغربية والمفكرين والأكاديميين الأحرار في الغرب، وهو الأمر نفسه عند الشعوب المسلمة، التي هي في هبة متتالية وفي تزايد والحمد لله، وهذا من العزاء.

وفي تعلقه على مقولة سبق أن قالها في مجلس الشورى يقول فيها “الرزية الكبرى لأمتنا الإسلامية والعربية التي لا تساويها ولا تعادلها رزية هي مصيبتها في حكامها”، اعتبر العلمي أن بعض الحكام بل كثير وفي الأغلبية الساحقة “لا يكتفون بالتخاذل، بل العكس تماما هم يقدمون العون والمساعدة المادية للصهاينة، وهو ما يعني تآمرا كبيرا جدا، وهو أكبر من التطبيع بما لا يقاس”. فالتطبيع خطر ماحق جدا، يقول، “لكن أكبر منه هو أن تقدم الدعم والعون وقد أصبح ذلك مما سارت به الركبان”.

وفي تعليقه على التضامن المتميز للمغاربة مع فلسطين اعتبر أن ما يقدمه المغاربة تميز من حيث العدد والإبداع والأشكال، لكن الأمة كلها بخير من إندونيسيا مثلا وماليزيا واليمن وغيرهم، موضحا أن استمرار المغرب منذ البداية في التظاهرات مما يحسب للحركة الوطنية المغربية في الخمسينات وبالأخص في الستينات حينما اعتبروا القضية الفلسطينية قضية وطنية وتشرب المغاربة هذا الاعتبار.

ولفت المتحدث إلى أن المغاربة عندما يتعاملون مع القضية الفلسطينية يتعاملون بحسين متداخلين ومندمجين؛ حس ديني لأن القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين ولهم في بيت المقدس بابهم فهذا شيء، ثم يتعاملون أيضا بأنها قضيتهم الوطنية.

وأبرز جهود المقاومة برجالها ونسائها في غزة الذين لا توفيهم كلمة الشكر ولا الذكر الحسن حقهم، “فهم رفعوا رأس الأمة عاليا جدا جدا”، وقارن العلمي بينما كانت عليه حالة الأمة في التطبيع وفي تخاذلها أمام الجبروت الصهيوني وما آلت إليه الآن، وتابع: “المقاومة رفعت رأسها الأمة عاليا وإن شاء الله بإذن الله الآن هي أحيت الأمة وكتب الله لها سبحانه وتعالى وعلى أيديها كتابة تاريخ جديد لأمة رسول الله عليه الصلاة والسلام بل أقول للإنسانية”.

طالع أيضا:

ذ. العلمي يكشف تركيبة مجلس الشورى وصلاحياته وحجم تمثيلية النساء ومخرجات دورته الأخيرة