ذة. بديعة بليغ تبسط الأسس التي يرتكز عليها بناء الشخصية الإيمانية الإحسانية

Cover Image for ذة. بديعة بليغ تبسط الأسس التي يرتكز عليها بناء الشخصية الإيمانية الإحسانية
نشر بتاريخ

لقد حرص الإمام رحمه الله تعالى على أن تتلقى الأمة تربية متوازنة تجمع بين مطلبين، تصل بين همين قد تفرقا: هم فردي وآخر جماعي في إطار سلوك قرآني نبوي، طريقه العبودية لله وغايته وجه الله من أجل تخريج شخصية إيمانية إحسانية قادرة على إخراج الأمة من وهنها.

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا إن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب
القلب هو مكمن الداء، وإذا صلح منه يشع الدواء، فهذا القلب يحتاج إلى تربية أصولها وقواعدها مستنبطة من الكتاب والسنة. وقد حدد لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الإطار والفضاء اللازم لهذا القلب وإصلاحه “المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل“. الخلة هي أعلى مراتب المحبة، وبهذه الصحبة وبهذه المحبة يحتضن المؤمن فيتعلم معاني محبة الله ورسوله ومعاني محبة المؤمنين والمؤمنات والولاية بينهم
وفي إطار هذه الصحبة وهذه المعية مع المؤمنين والمؤمنات، لابد للمؤمن من أعمال قلبية وأخرى جوارحية ترتقي به في مدارج الإسلام والإيمان والإحسان. أعمال ذكرتها السنة النبوية ويجمعها حديث شعب الإيمان الذي ذكره لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في : “الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان” والتي صنفها الإمام المجدد إلى عشر خصال، التحلي بها يرتقي بالمؤمن في مدارج الإيمان والإحسان، فيكون البناء على أساس، بناء الشخصية الإيمانية الإحسانية
1- الصحبة والجماعة : الاجتماع على حب الله وحب رسول الله و توطيد أواصر المحبة في الله هي من أوثق عرى الإيمان
2- ذكر الله تعالى: لا صحبة إذا لم نجتمع على ذكر الله وإذا لم نتواصى بالحفاظ على ورد يومي من ذكر ومصاحبة لكتاب الله ومن دعاء وصلاة وصيام…
3- الصدق: مقره القلب، وتمتينه بتعظيم النية بأن تكون الوجهة الله والمقصد رضى الله ” قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين”
4- البذل: فعندما تكون في كنف صحبة طيبة صالحة، ذاكرة لله تعالى، وتكون الوجهة الله تعالى، يأتي برهان صدقك أن تحمل نفسك وتدربها على البذل في سبيل الله: مالا، جهدا، وقتا، علما… “من أعطى لله ومنع لله وأحب لله وأبغض لله فقد استكمل إيمانه”
5- العلم: فواجب على المؤمن أن يأخذ من العلم ،أولا ما يقيم به فرضه ونفله، ثم من العلوم التخصصية ما هو ضروري لنهضة الأمة وحياتها، كل حسب مؤهلاته وحسب استعداده
6- العمل: “العلم إمام العمل” كما قال الإمام المجدد رحمه الله تعالى. فما يجدي علم يؤخذ إن لم نبرهن عليه بمشروع عملي يساهم فيه الفرد كل حسب اختصاصه وكفاءته
7- السمت الحسن: قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: “السمت الحسن جزء من خمس وسبعين جزءا من النبوة”. فالشخصية الإيمانية الإحسانية تكتمل بالهيئة الحسنة، والبشر، و الحياء، وحسن الخلق، وآداب المعاشرة “ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك”
8- التؤدة: تجمع جميع المزايا الخلقية الانضباطية التي تُمسك المومنين والمحسنين على إلحاق الأذى بغيرهم، مزايا تتجلى في الرفق والتواضع والرحمة إلى الخلق ونبذ العنف. وهي كلها مقامات إحسانية ترقى بالمرء في مدارج السلوك إلى الله تعالى خاصة داخل مجتمع يعج بالأحقاد والضغائن والكراهية
9- الاقتصاد: بمعنى السير في الطريق قاصدين دون تردد ولا شك. السير باعتدال دون إفراط ولا تفريط. هذا هو النموذج النبوي الذي ربى عليه صحابته وصحابياته فكان سلوكهم سلوكا قاصدا إلى الله لاغلو فيه ولا تسيب
10- الجهاد : يعني أن نجمع بين الاشتغال بالله تعالى ومرضاته، وبين العمل الجاد والنشيط، وتنسيق الجهود والدعوة إلى الله والعمل على كل الواجهات حتى يكون القصد الله والوجهة الله.