ذة. الجوهري: يجب إعادة الاعتبار للعلاقة بين الجيران سعيا للظفر بسعادتي الدنيا والآخرة

Cover Image for ذة. الجوهري: يجب إعادة الاعتبار للعلاقة بين الجيران سعيا للظفر بسعادتي الدنيا والآخرة
نشر بتاريخ

اعتبرت الأستاذة زينب الجوهري، عضو الهيئة العامة للعمل النسائي لجماعة العدل والإحسان، شهر رمضان الفضيل فرصة مواتية لإطلاق حملة #جاري_قبل_داري، ذلك أن الله عز وجل “يمن علينا في هذا الشهر الكريم برحمته ومغفرته وواسع كرمه، وبنعمه التي لا تحصى، فتشع هذه الرحمة ويفيض هذا العطاء ليشمل ويعم من أمرنا الله تعالى بإكرامهم والإحسان إليهم، بدءا بالوالدين والأهل والأبناء، ثم الأقارب فالجيران وسائر عباد الله. كما جاء في الآية الكريمة من سورة النساء: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ“.

واستنادا للآية الشريفة فيما يخص موضوع الجيرة، وقفت المتحدثة -في تصريح خصت به بوابة الجماعة- “عند الجار الذي أمرنا الله تعالى ببره وحسن عشرته، سواء كان ذا قربى، وهذا جمع بين واجبين، واجب وحق القرابة وواجب الجوار، أو الجار الجنب الذي أنزله الله منزلة تضاهي أو تكاد منزلة ذوي القربى”، واستدعت الحديث النبوي الشريف: عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه”، لتوضح أن الرسول عليه الصلاة والسلام “ربط إيمان المرء بحسن معاملة جيرانه”، معضدة قولها بحديث ثان لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة جاء فيه: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره” [صحيح البخاري].

وأرجعت الجوهري، وهي باحثة في شؤون المرأة والطفل وفاعلة جمعوية، قلة التواصل بين الجيران الذي أصبح يسم عصرنا الحالي -أو انعدامه في بعض الأحيان- لتغير نمط العيش، فأضحى من أسبابه المتعددة “الانشغال بهموم الحياة ومسؤولياتها على حساب العلاقات الإنسانية، أو تجنب المشاكل، أو تفادي ربط علاقات جديدة تستلزم جهدا ووقتا يضن بعض الناس بهما إلا إن بدت لهم في ذلك مصلحة… وغيرها من الأسباب التي أدت إلى غياب أساس مهم لتمتين الروابط بين الناس وتماسكها، وإلى بناء مجتمع العمران الأخوي على أساس علاقات متينة منها حسن الجوار”.

ودعت إلى بذل المزيد من الجهد “من أجل إحياء هذه السنة النبوية الفاضلة وإعادة الاعتبار إلى العلاقة بين الجيران، سعيا للظفر بالسعادة في الدنيا وفي الآخرة: في الدنيا لأن من سعادة المرء المسلم في الدنيا الجار الصالح، وفي الآخرة لأن الإحسان إلى الجار امتثال لأمر الله عز وجل وابتغاء لمرضاته وباب من أبواب السلوك إلى الله تعالى”.

ومن حقوق الجار العديدة، أوردت القيادية في الجماعة:

– الأدب في معاملته: إفشاء السلام (حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلا أدلكم عن شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم”)، القول الحسن والكلمة الطيبة، الابتسامة في وجهه، تهنئته في الأعياد والمناسبات.

– عيادته إن مرض، والسؤال عنه إن غاب، واتباع جنازته إن توفي.

– إطعام الطعام.

– مشاركته الأفراح والأتراح ومواساته ومساندته في المحن.

– الدعاء له عن ظهر الغيب.

– عدم إيذائه قولا وفعلا أو نهر أطفاله، والتغاضي عن مساوئه ومقابلة الأذى -إن صدر منه- بالصبر والحلم.

– دعوته إلى الله تعالى وإلى التوبة والتعاون على البر والتقوى، فلا ينبغي للمؤمن والمؤمنة أن ينصرفا إلى إصلاح أنفسهما والتمتع بدفء المودة وجو الصفاء وألفة العشرة ويتخليان عن وظيفتهما الدعوية، بل المطلوب الإسهام القوي في دعوة الناس للاهتداء بهدي الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأقرب الناس بعد الأهل والأقارب، هم الجيران.

وقبل هذا ومعه وبعده، تضيف الجوهري: “ينبغي دعوتهم بالحال قبل المقال من خلال التحلي بالأخلاق النبوية من بسط الوجه واليد وكلمة الخير وبشارة الفرح بين الناس، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة حين أشاد القرآن الكريم بعظيم أخلاقه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “إِنَّكُمْ لَنْ تَسَعُوا النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَسَعُهُمْ مِنْكُمْ بَسْطُ الْوَجْهِ وحُسْنُ الخُلُقِ”، شهد بذلك جرير بن عبد الله رضي الله عنه حيث قال: “ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني إلا ضحك”“.