د. مستعد: إحياء ذكرى الأستاذ عبد السلام ياسين إحياء للقيم والمبادئ والتصورات التي نادى بها

Cover Image for د. مستعد: إحياء ذكرى الأستاذ عبد السلام ياسين إحياء للقيم والمبادئ والتصورات التي نادى بها
نشر بتاريخ

لفت الدكتور إدريس مستعد، رئيس الحركة من أجل الأمة، في تصريح له لبوابة العدل والإحسان على هامش فعاليات اليوم الثاني من برنامج إحياء ذكرى الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله تعالى، يوم الأحد 17 دجنبر 2023، التي خُصّصت لتدارس موضوع: “مؤسسة الأسرة والتماسك الاجتماعي: التحديات والرهانات”، أن هذه المحطة هي “استمرار لمجموعة من الفعاليات التي نظمت منذ وفاة الشيخ الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله، والذكرى توحي بمفهوم الإحياء، وهو مفهوم يجعله حيا دائما، ويجعل كل القيم والمبادئ والتصورات التي نادى بها مستمرة وحية في الواقع، فنحن في كل ذكرى نحاول أن ننفلت من الزمن لكي نعيش هذه اللحظات الفكرية والروحية التي كان يعيشها في حياته، والتي ما تزال مستمرة لحد الآن”.

وشدد الأستاذ الجامعي على كون هذه “القيم تسير واقعيا في الاتجاه المعاكس، لذلك نحتاج نحن أيضا أن نعيش إيقاعا مقابلا، نحتاج إلى ما يسمى الآن بنظرية التطبيق أو نظرية الممارسة على مستوى الواقع”، فالتداول حول المبادئ والقيم أمر جيد، يقول مستعد، ويستدرك: “لكن عندما تنزل إلى الواقع تجده معاكسا ومغايرا، وهذا ما نلمسه”.

ومن تجليات هذا التباين الكبير بين النظرية والواقع أننا “نعيش في واقعنا الإسلامي غياب النموذجية وغياب تمثل القيم على مستوى الواقع، فأن يكون الإنسان مسلما ليست ضمانة للنموذجية في الواقع”، وهو ما يمكن قراءته من خلال الحديث النبوي: “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه..”، حيث “تم تمييز الخلق عن الدين؛ باعتباره يرتبط بجانب آخر يتعلق بالممارسة، بالجانب المزاجي الخاص”. وفي حالة الأسرة “يصعب أن تكون متماسكة وطرفاها مختلفي الأمزجة”.

واعتبر المتحدث أن “هذا الجانب أساسي، ويجب مراعاته والاهتمام به، وهو الجانب المتعلق بالتزكية النفسية على مستوى الذات التي تستطيع أن تتجاوز كل المشاكل الممكنة”، ذلك أن “الواقع مليء بالمشاكل، وهي ملح الحياة، لكن القيمة المضافة هي كيف نتغلب على هذه المشاكل اليومية؛ التي قد تكون أحيانا خارجية وقد تكون في أحايين أخرى إملاء للواقع الذي نعيشه”، يضيف مستعد، ويؤكد على أهمية التزكية و”دور الإنسان الذي يتمثل القيم والذي يحاول أن يغالب نفسه، وأن يغير ما بالنفس، وهذه معركة خطيرة جدا، أن تعمل على تغيير الحالات التي قد تكون طبيعية فيك، لأنه يصعب تغيير القيم المتعلقة بخصوصياتنا، ولكن نستطيع أن نتحكم فيها، وأن نبدع من داخل هذه القيم”. مشددا على ضرورة أن “يأخذ الجانب التطبيقي الممارساتي حيزه في تفكيرنا، كي نكون نماذج تغالب نفسها، وتحاول أن تعيش في سياقات أخرى؛ تعيش نفسية روحانية، نفسية التزكية”.

ولمزيد من التوضيح استدعى مستعد مفهوم “الحوار المخملي، الذي يبحث عن حل للمشاكل داخل الحوار، والذي يبحث عن الأرضية وعن الفرش النفسي العقائدي الذي يمكننا من أن نتفاهم”، ذلك أنه “في غياب هذه الأرضية نستطيع عن ننتصر لأنفسنا في كل لحظة، وأن لا نبحث عن الهدف من وراء هذا الحوار، فتغلبنا عزة النفس والانتصار للذات والاعتبارات الخاصة، وننسى المقصدية الأساس لمؤسسة الأسرة؛ التي هي شخصان التقيا من أجل الله، فيجب إذن أن يضحيا ويتنازلا ويتجاوزا اللحظات التي تغلب فيها الطبيعة البشرية”. جازما بأن “هذه هي المعركة الحقيقية التي يجب أن نتغلب عليها”، ومعتبرا أن “هذه الذكرى تحيي هذه القيم التي تربي الإنسان التربية السليمة القويمة، التي تسعى لخلق هذا النموذج على مستوى الواقع”.

وحيا رئيس الحركة من أجل الأمة مسؤولي جماعة العدل والإحسان على “هذه الذكرى التي يحيون بها هذا الرجل العظيم في المجتمع المغربي، ومن خلالها يبحثون عن التفاعل مع كل الفعاليات، ويستدعون مختلف الشرائح الموجودة في المجتمع المغربي بكل أطيافها الفكرية، وهذه سنة حميدة ومهمة، تمكن الفرقاء من الإنصات وتجاوز سوء الفهم والغوص في عمق التجارب، في أفق الوصول إلى المقصد الأكبر”.