د. بنمسعود: ارتباط المغاربة بفلسطين وبالأقصى وبالقدس عقيدة ودين وتاريخ وبعد وطني أصيل

Cover Image for د. بنمسعود: ارتباط المغاربة بفلسطين وبالأقصى وبالقدس عقيدة ودين وتاريخ وبعد وطني أصيل
نشر بتاريخ

بارك الدكتور محمد بنمسعود للمشاركين، في كلمة ألقاها في ختام المسيرة الحاشدة التي عرفتها مدينة طنجة ليل الإثنين 1 أبريل 2024 تضامنا مع غزة الجريحة وتنديدا بالعدوان الصهـيوني الهمجي الظالم على الأبرياء المدنيين، وقفتهم “الجهادية التضامنية”، مكبرا هذا الفعل ومعتبرا إياه عبادة؛ “وأعظم بها من عبادة في العشر الأواخر، عبادة تفوق الاعتكاف في بيوت الله”، ذلك أنها “وقفة في وجه المستكبرين الظالمين الغاصبين المتواطئين على قتل وعلى إبادة إخواننا في فلسطين”.

وعدّ الكاتب العام للقطاع النقابي لجماعة العدل والإحسان صمود الشعب المغربي على الوقوف المستمر منذ 7 أكتوبر إسنادا لإخوتهم “ليس غريبا عنهم”؛ “ليس غريبا عن الشعب المغربي أن يقف كل هذه الأشهر في الساحات في المدن الكبيرة والصغيرة والقرى، في الجامعات وفي الشوارع وفي ساحات المساجد”، فـ”القدس والأقصى وفلسطين عقيدة عند المغاربة”، و”في فلسطين حي يسمى حي المغاربة، وفيها باب يسمى باب المغاربة”، فارتباط المغاربة بفلسطين وبالأقصى وبالقدس “عقيدة ودين وتاريخ وبعد وطني أصيل”.

وذكّر عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية للجماعة بأن الحركة الوطنية منذ بدايتها كانت تعتبر القضية الفلسطينية القضية الأولى للشعب المغربي، وأنها ظلت ثابتة على ذلك، وشارك الجنود المغاربة في معارك من أجل تحرير فلسطين كما شاركوا صلاح الدين الأيوبي في معركة تحريرها. ليعود ويؤكد أنه “ليس غريبا على هذا الجيل أن ينبض في قلبه ودمائه حب فلسطين وحب الفلسطينيين وحب الغزاويين”.

هذا الحب يجد جذوره في الدين الإسلامي انطلاقا من القرآن حيث “سورة الإسراء واضحة جلية”، ومن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي أيضا “واضحة جلية أن المسجد الأقصى من المساجد التي تشد إليها الرحال”. إضافة إلى ذلك نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يستعد للقاء ربه أعدّ آخر سرية وهيأها برئاسة أسامة بن زيد، وكانت إلى دير البلح في غزة، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يسير أسامة بجيشه وكان في مقتبل العمر (18 عاما)، وكان في جيشه عمر بن الخطاب وأبو بكر الصديق وغيرهما رضي الله عنهم، وأمضاها سيدنا أبو بكر الصديق بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.

وارتكازا على كل ما سبق فإن “غزة هاشم، وغزة دير البلح، وفلسطين الأقصى، وفلسطين الإسراء والمعراج تنبض في روحنا وفي قلوبنا” يشدد بن مسعود ويضيف: “ولا يمكن للمغاربة وإن وجدوا في الجغرافية في أقصى الغرب من الأمة، لا يمكن أبدا أبدا أن نتخلى عن فلسطين، أو أن ننسى فلسطين، أو أن ننسى المسجد الأقصى، أو أن ننسى مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم”.

ولئن كان الشعب المغربي يقوم بحق التضامن ويخرج إلى الساحات، “فهناك مسؤولية على النخب؛ رؤساء الأحزاب والنقابات والجمعيات والبرلمانيين وممثلي الأمة في البلديات وفي المجالس، والكتاب والشعراء… فكلهم سيقفون أمام الله ليحاسبوا على موقفهم إن كانوا متخاذلين أو متواطئين أو ساكتين على هاته الجرائم” ينبه المتحدث، ويحيل على صورة من مآسي شعب فلسطين الكثيرة التي تستدعي بشدة تدخل كل الأطراف: “صورة بشعة أن نجد كلبا يحمل بين فكيه طفلا غزاويا”.

رسالته الثانية وجهها الفاعل السياسي والنقابي “أساسا لرأس النظام المغربي؛ خرج الشعب المغربي لمدة أشهر في أكبر استفتاء عاشه المغرب، ليقول بصوت واضح: أوقفوا التطبيع مع الكيان الصهيوني”. متسائلا باستنكار: كيف للمغاربة أن يضعوا أيديهم في يد قتلة الأطفال؟ كيف يمكن أن نضع أيدينا وأن نجالس من يقتل الأطفال والنساء ويدمر المستشفيات والمساجد والأحياء؟ كيف يمكننا أن نضع أيدينا في يد من هو متورط في إبادة جماعية في جرائم يندى لها الجبين؟ لينهي كلمته بالتشديد على أنه “لا يمكن للمغرب أن يستمر في هذه الاتفاقية المسماة اتفاقية التطبيع”. وأنه “ينبغي أن يقف هذا التطبيع”.