د. أمكاسو: نتمنى أن يستمر العمل المشترك ويمتد.. والمشروع الصهيوني يهدّد وجودنا

Cover Image for د. أمكاسو: نتمنى أن يستمر العمل المشترك ويمتد.. والمشروع الصهيوني يهدّد وجودنا
نشر بتاريخ

دعا الدكتور عمر أمكاسو إلى الاستمرار في العمل التنسيقي بين مكونات الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، وترسيخه وتوسيعه على الفاعلين والقضايا، محذرا في المقابل من التمكين للمشروع الصهيوني في وطننا المغرب خاصة بعد قرار التطبيع، وهو ما يهددنا في كل شيء بل يهدّد وجودنا.

الدكتور أمكاسو، وفي كلمة ألقاها بين يدي المجلس الوطني للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع الذي نظم بمقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرباط يوم 2024/03/02، تقذم في البداية “بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لشركائنا في الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع ولكل الحاضرين والحاضرات من مختلف الحساسيات”. معبرا عن “اعتزازه بـهذا الحفل البهيج، وهذه المحطة التاريخية التي ما فتئت الجبهة ترسم حلقاتها من أجل دعم قضيتنا الأولى، قضية فلسطين ومناهضة التطبيع”.

وتناول كلمته في خمس نقط؛ حيث توجّه باسم الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان “بتحية إجلال وإكبار لشعبنا المجاهد الصامد في غزة العزة وفي كافة فلسطين، الذين صمدوا أمام التقتيل اليومي وأمام الإبادة الجماعية وأمام التجويع… رغم كل الخيانة والخذلان من المنتظم الدولي والأنظمة العربية التي لم يعد موقفها موقف المتفرج، بل إنها أصبحت مشاركة تقف في خندق واحد مع العدو  الصهيوني”، وحيا أيضا “المقاومة من مختلف الفصائل على بطولاتهم، وعلى ما حققوا من انتصارات غير مسبوقة، وانتصارات نوعية، لاشك أنها مسامير دقت في نعش الكيان الصهيوني حتى أصبح يترنح ويعيش خطرا وجوديا”، ولم ينس “تحية الوفاء للشهداء وللجرحى وللمجوعين وللأسرى ولكل من يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني”.

ونوه المتحدث، في النقطة الثانية، “بالجهود المباركة التي تبذلها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع في مساندة طوفان الأقصى ومواجهة تيار التطبيع والمطبعين، من خلال المسيرات الحاشدة الوطنية والمحلية ومختلف الفعاليات التي امتدت بفضل الله عز وجل إلى كل أرجاء المغرب وشاركت فيها كل الفئات، والتي أبرزت بوضوح أن الشعب المغربي بكامل قواه الوطنية يقف في خندق واحد إلى جانب الشعب الفلسطيني، وأنه يرفض رفضا باتا وقاطعا لا رجعة فيه خيار التطبيع، ويعتبره خيانة للقضية ومساندة مكشوفة للعدو الصهيوني في عدوانه الغاشم على أهلنا في غزة وكافة فلسطين، وخطرا ماحقا على شعبنا ووطننا حالا ومآلا”.

وأكد، ثالثا، “على مكانة القضية الفلسطينية التي لا يزايد عليها أحد، والتي أصبحت منذ ظهورها قضية وطنية، كل القوى بكافة حساسياتها وخلفياتها ومرجعياتها تشترك وتنسق وتعتبرها قضيتها الأولى. هذه القضية بكل أبعادها الدينية والقومية والإنسانية تعد قضية وطنية، ونقطة التقاء وتنسيق بين كل مكونات شعبنا المغربي وهي في أمس الحاجة وهي تمر بهذه الفترة العصيبة إلى جهود الجميع ومبادراتهم.. وهي قضية استطاعت بفضل الله عز وحل ثم بفضل صمود الشعب الفلسطيني أن تخترق الجدار السميك الذي أقامه الكيان الصهيوني ووكلاؤه على مدى أزيد من قرن من الزمان لتسويق روايته وسرديته وإقناع الشعوب الغربية بأن قضيته عادلة، الحمد لله الآن تم اختراق هذا الجدار السميك، بل أصبحت مبادرات إسناد المقاومة والتضامن مع الشعب الفلسطيني التي تصدر من العواصم الغربية تنافسنا، بل تفوقنا”…

وشددا، رابعا، “على أهمية العمل الوحدوي والجبهوي، وبذل المزيد من الروح الوطنية والرياضية من أجل المضي بهذا العمل إلى مزيد من النضج، ومن أجل الحفاظ على هذه التجربة الرائدة والمتميزة والمشرقة في زمن التشرذم والتشظي والتنابز بالألقاب”. لافتا إلى أن “هناك من يتمنى ويعمل من أجل تفجير هذه الجبهة من الداخل واستغلال التناقضات من أجل القضاء على هذه التجربة المتميزة، لأنها تسير في اتجاه مضاد لرغبات القوى المخزنية وأزلامها الذين يعملون بشعار ‘فرق تسد’”، خصوصا وأنه “بعد خطيئة التطبيع أصبح المشروع الصهيوني يهدد بلادنا، يهدد اقتصادنا، يهدد مجتمعنا، يهدد ثقافتنا وتربيتنا، يهدد تاريخنا، بل لا سمح الله يهدد جغرافيتنا.. لذلك ينبغي أن نقف جميعا صفا واحدا في وجه هذا التيار الجارف، وأن نمضي في رفضه بكل الأشكال”.

وتمنى أمكاسو في الأخير “أن يستمر هذا العمل المشترك الخلاق والرائد، وأن يمتد إلى كل القضايا الوطنية الملتهبة التي يكتوي بها المواطنون وخاصة الفئات الشعبية والمناطق المهمشة بسبب السياسات غير الحكيمة للحاكمين”. وأيضا “أن ينفتح على كل المكونات الوطنية من أجل أن نعمل جميعا جنبا إلى جنب بجهود مشتركة من أجل بناء المغرب المنشود، مغرب الحرية والعدالة والكرامة والديمقراطية”.