دائما ما يبعث الله لقلبك من يوقظه..

Cover Image for دائما ما يبعث الله لقلبك من يوقظه..
نشر بتاريخ

دائما ما يبعث الله لقلبك من يوقظه..

فيزهر في كُلّ مرةٍ تلقاهم وتجالسهم، فلا تمل رؤياهم ومحبتهم..

يجعل الله في الواحد جمعا، وفي المفرد كلا، ومِنَ القلوب قلبًا.. مجالستهم تجعل لكل شيء معنى وتذكرك أنك لا شيء ولا بد منك..

تتأمل الموقف والمشهد والوجوه والبسمات فتسأل الله أن يمنحك بَرَكة الوقت وقوّة الظّهر وثبات الخطوة وطولَ النّفس، وأن يمسك وحدة الصحبة والجماعة كما يمسك السماوات والارض أن تزولا..

تتأمل الوجوه وأنت جالس في صفك الأخير تحاول أن تستوعب اللحظة بقلبك؛ هذه اللحظة التي تُغَيّر شيئًا بقلبك، بعقلك، بفهمك، بإرادتك..

هذه اللحظة ومثلها، هي التي ترفعك، تدفعك، تنفعك، يكفيكَ الله بهم، ويغنيكَ عن سواهم، ويُرضيكَ بهم حُبًا كأن الكون مختزلٌ فيهم.

تجالسهم وأنت مليء بالطعنات والكدمات.. تستحيي النظر في وجوههم لأنك منكسر، محطم، مجرد بقايا، فيقفون معك، يحملونك ويحملون عنك.. يقيموا ذاتك الآيلة للسقوط، ويسندوك كظهرٍ لا يُحنى، كسفينة تحول بينك والغرق..

يحدثونك أن الآخرة خير لك من الأولى؛ آخرة المؤمن بعد الموت في خلاصه الفردي وآخرة الصادقين في هذه الدنيا قبل الموت في خلاصهم الجماعي وسعيهم الجهادي..

هؤلاء الأكابر الذين يجعلون من اللحظات إنبات ومن الآيات ثبات..

رحم الله الإمام الذي رباهم وعلمهم كيف يستترون بظل الليل ونور الذكر وصفاء الصدق، يقتحمون العقبة تاركين السهول الواطئة مراتعا لغيرهم..

لا يبالون بالمسافات وإن طالت..

فلمثلهم يكون الدعاء محبة وتربية ورابطة..

جعلنا الله ممن عرف.. واغترف..

وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَٱمْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ.