تأسيسه ومساره وأوراشه وعقباته.. ذة. حبيبة حمداوي تعرض “عمل نساء العدل والإحسان”

Cover Image for تأسيسه ومساره وأوراشه وعقباته.. ذة. حبيبة حمداوي تعرض “عمل نساء العدل والإحسان”
نشر بتاريخ

التأريخ الحقيقي ما نطق به معاصروه ودوّنوه شهادة قائمة لله ثم للتاريخ، ولجماعة العدل والإحسان تاريخ تليد أثل له رجالاتها ونساؤها. في حلقة اليوم من سلسلة “قضايا وتصورات.. حوارات في ‘العدل والإحسان'” نستضيف الأستاذة حبيبة حمداوي، أمينة الهيئة العامة للعمل النسائي وإحدى مؤسِّساته، للحوار معها حول موضوع “العمل النسائي في الجماعة: التأسيس والسيرورة”، نستطلع منها أهم مفاصل العمل النسائي داخل جماعة العدل والإحسان منذ التأسيس، وكذا الأوراش التي تشتغلن عليها في أفق تطوير العمل وتجويده وتجاوز العقبات التي تعترضه..
إليكم نص الحوار كاملا:


أستاذة حمداوي، نريد أن نعرف أولا متى بدأ العمل النسائي في الجماعة؟ كيف كانت هيكلته؟ وما كانت جبهاته؟

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، من بعثه الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

تحتل المسألة النسائية مكانة مهمة في مشروع العدل والإحسان، وفي بنائه التنظيمي، بما تحظى به المرأة من مكانة متميزة على مستوى التصور وحضورها القوي في المؤسسات وكذا فاعليتها في المجتمع.

والحديث عن بداية العمل النسائي داخل الجماعة يستدعي منا الرجوع إلى منتصف الثمانينيات، بالتحديد سنة 1982، أي بعد سنة من الإعلان عن تأسيس “أسرة الجماعة” وبداية العمل المنظم، وذلك مع “مجلس الثلاثاء” الذي كانت تشرف عليه الأستاذة ندية ياسين، حيث كانت تفد عليه عضوات الجماعة من عدد من المدن المغربية.

ثم بعد ذلك أخذ البناء التنظيمي للمؤمنات الهيكلة التي جاء بها كتاب “المنهاج النبوي” سنة 1985، واستمر في التوسع بعد رفع الجماعة شعار “العدل والإحسان” عام 1987 وتحول اسمها من “أسرة الجماعة” إلى “جماعة العدل والإحسان”.

إلا أن الهيكلة لدى الأخوات لم تتجاوز مؤسسة الشعبة وعمل الحي، وكان عملهن تحت إشراف المؤمنين، نظرا لما رافق تلك المرحلة من تحديات صعبة شهدتها ظروف التأسيس التي مرت بها الجماعة، حتى أواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات، عندما وضع المرشد العام للجماعة تحت الحصار، واعتقل مجلس الإرشاد (1989 – 1990)، وتوالت الاعتقالات في صفوف عدد من الإخوة المسؤولين، مع أحداث الطلبة بمدينتي فاس ووجدة (1991 – 1992).

توسع عمل المؤمنات بعد ذلك، فاكتسبن تجربة مهمة في مجال التربية والتعليم والدعوة، الأمر الذي حفّزهن للانخراط في أوراش البناء التي تطلبتها الجماعة آنذاك، خاصة خلال مرحلة الظهور القوي الذي عرفته الجماعة بين 1990 – 1998، حيث كان حضور المؤمنات قويا وفعالا في كل المسيرات والوقفات التي نظمتها الجماعة دفاعا عن حقوق الشعب وحقوقها، وتنديدا بالظلم والاستبداد والحصار المضروب على الجماعة ومرشدها، وكذا نصرة لقضايا الأمة.

واكبتِ بداية العمل النسائي داخل الجماعة وسيرورته، ما كانت أهم مفاصله؟

مواكبتي لهذا العمل بدأت أواخر الثمانينيات، تحديدا أواخر1987  وبداية1988  بالمنطقة الشرقية للمغرب، كان يتسم عمل الأخوات عموما باجتهادات أملتها الظروف التي عاشتها الجماعة في تلك الفترة. كان العمل عبارة عن أسر متفرقة هنا وهناك، برامجها لم تكن تقتصر على الجانب التربوي والتعليمي، بل شغل الجانب الفكري حيزا مهما فيها، بالأخص في المدن الجامعية وفي أوساط المتعلمات مع ما كانت تزخر به المكتبات من كتب ومجلات لها اهتمام بالغ بالفكر الإسلامي.

لكن مع عامل الزمن بدأ العمل يتشعب ويشمل مجالات متعددة وينتظم في مجالس ومناشط. وشكلت حركية المومنات الدعوية والتعليمية فرصة للوافدات لطلب التفقه في الدين وإتقان على الأقل ما ينبغي أن يعلم من الدين بالضرورة من الفرائض والسنن والأخلاق والمعاملات، فتأسست جلسات تربوية وتعليمية ومناشط أخرى.

سبق -في جماعة العدل والإحسان- العمل النسائي الميداني التنظير، كيف استقبلتم كتاب “تنوير المؤمنات” للإمام عبد السلام ياسين رحمه الله تعالى؟ ما كانت الإضافة النوعية للكتاب؟

يعتبر كتاب “تنوير المومنات”، الذي ألفه الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله تعالى عام 1993 وصدر في طبعته الأولى عام 1996، حلقة مهمة في سلسلة المشروع التجديدي للإمام المجدد رحمه الله تعالى، وصدوره شكل هبة حقيقية لمن وعى تفاصيله ومفاصله، في مجتمع لم يكن يدرك دور المرأة المحوري في التغيير.

خرج الكتاب للوجود في وقت تعالت فيه أصوات الحركات النسائية تنادي بالتحرر والمساواة المطلقة مع الرجل، وقد مثل استثناء مهما بما حمل في ثناياه من رؤية متوازنة لوظيفة الجنسين.

كما شكل هبة للإرادات النائمة المستقيلة من مهامها، و”هبة لمن يصارع الدنيا على الدنيا ليطلب الكمال”، وقضية الكتاب الأولى هي إحياء الربانية في الأمة.

وكتاب من هذا الحجم وبهذه الرؤية التجديدية، شكل مرحلة انتقالية مهمة في العمل النسائي داخل الجماعة، حيث مكّن الأخوات من معرفة مكمن الداء الذي تعاني منه الأمة عامة والمرأة بصفة خاصة، فكان “جلاء غمام وتنويرا لعقبات الاقتحام” كما يقول صاحبه، وخارطة طريق للتحرر من الدونية والسلبية نحو بناء الذات والمصالحة مع الفطرة، ثم المساهمة في التغيير وصناعة المستقبل جنبا إلى جنب مع الرجل في إطار الولاية التامة بينهما، بهذا شكل كتاب “تنوير المومنات” انطلاقة مميزة وواعية بالحاجيات والآفاق لعمل الأخوات وفقا لأولوياتهن وتحديدا لأدوارهن في مشروع التجديد.

والحديث عن هذه المرحلة يستدعي منا استحضار الدور الريادي للأستاذة ندية ياسين التي كان لها دور محوري في توحيد التصور حول القضايا التي يحملها الكتاب، بما لها من فهم واسع وعميق للمشروع العام لعمل المرأة داخل الجماعة.

ومن خلالها كرمز وكنموذج وكشخصية متميزة بقوة خطابها وسمو أخلاقها واطلاعها العلمي الواسع وتكوينها العصامي وصحبتها المباشرة للإمام عبد السلام ياسين رحمه الله، كنا نستلهم النموذج الذي يرفض القعود والاتكالية والعجز، ويطمح للمشاركة الفاعلة.

لقد رفعت شعار التحدي ضد التحجز الفكري وانحباس الفقه الذي أدت المرأة المسلمة ثمنه باهظا؛ حيث وجدت نفسها سجينة أعراف مبنية على فقه سد الذرائع عوض أن تتمتع بحقوقها المكفولة لها بالكتاب والسنة، فكان للأستاذة ندية دور ريادي في التعريف بتصور الجماعة لقضية المرأة، تدعو إلى قراءة النصوص قراءة منهاجية مسترشدة بكتابات الإمام رحمه الله وتوجيهاته المباشرة.

بعد رفع الحصار، نظمت نساء العدل والإحسان لقاءات خاصة بحضور الإمام عبد السلام ياسين؛ “مجالس التنوير”، حول ماذا كانت تدور مواضيع هذه المجالس؟

شكلت مجالس التنوير مع الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله مدرسة شاملة متكاملة جمعت بين التربية والتعليم والدعوة والتأهيل، اتخذت القرآن والسنة منهجا لها، فتحت مجالا رحبا للمبادرة والإشراك في الإعداد والاقتراح، وقد لامست هموم الأخوات وركزت على احتياجاتهن، فمثّل فيها الإمام الأبوة الحانية والأستاذ والمربي والموجه والقدوة العملية، بما حباه الله تعالى من تربية وعلم وحلم ومروءات وأخلاق عالية وذوق رفيع، متأسيا بسنة الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.

احتلت المرأة والأسرة الصدارة في برنامج هاته المجالس لكونها اللبنة الأولى للتغيير وإعداد الولد الصالح المستأمن على غد الأمة.

كما ركزت على سلوك المرأة إلى الله تعالى وعلاقتها به عز وجل وخبر الآخرة، على اعتبار أحقيتها في معرفة الله تعالى، شأنها شأن الرجل، كما لها خصوصية تتقرب بها إلى الله تعالى وتنال بها الدرجات العلا.

ثم التذكير الدائم بالصحبة والجماعة باعتبارهما أسّين متلازمين لا يمكن الفصل بينهما في مشروع العدل والإحسان.

بعد صدور كتاب “تنوير المؤمنات”، أنشأتم “مؤسسة الزائرات”، ماذا كان هدفها؟ وكيف كانت طريقة اشتغالها؟

تم إنشاء مؤسسة الزائرات بعد صدور كتاب التنوير، وكان هدفها الأول مدارسة الكتاب لاستيعاب أفكاره وفهم القضايا التي يتناولها وتوحيد التصور حولها ثم ترجمتها إلى سلوك عملي في حياة المؤمنة.

وأول خطوة قامت بها المؤسسة كوسيلة ناجعة، بإشراف الأستاذة ندية ياسين، هي الزيارات التواصلية مع الأخوات على المستوى المركزي ثم الإقليمي فالمحلي، زيارات تحسيسية تربوية تكوينية في آن واحد، وذلك بالاستماع للأخوات والوعي بمشاكلهن ورصد احتياجاتهن ثم تحسيسهن بدور المرأة المحوري في التربية وفي أي تغيير مجتمعي.

كما اعتمدت على عقد محطات مركزية وإقليمية جد مهمة اصطلح عليها “التضييفات”، هدفها التزاور والتشاور والتواصل، ثم الوقوف مع العمل النسائي بمختلف تخصصاته داخل الجماعة تقييما وتقويما، والوقوف على العقبات التي تعتري العمل قصد تقديم الدعم والاقتراح وإعداد الخطط والبرامج لتجويده وتحسينه.

وكانت هناك أيضا محطة تربوية تكوينية تأهيلية، كان لها دور فعال في تجديد الفهم لدور المرأة ومكانتها في المجتمع، هي “مجلس أخوات الآخرة” ثم “مدرسة أخوات الآخرة”.

ولعل الاسم يدل على الهدف، وهو ربط المرأة بالله تعالى، وبناء أخوة ممتدة إلى الآخرة، ثم بث روح المحبة بين الأخوات، والانخراط في الدعوة والإنجاز بفهم تجديدي رصين يقطع مع السلبية والخمول والنظرة الدونية والإقصاء، ويتجاوز الفقه المنحبس بكل تجلياته، لتحرير الإرادات ورفع الهمم والتحفيز على البذل والعطاء والدعوة في ظل صحبة وجماعة، مستلهمات النماذج الراقية ممن غرفن من معين صحبة رسول الله عليه أزكى الصلاة والسلام، من أمهات المؤمنين والصحابيات الجليلات ومن تبعهن بإحسان، سعيا للاقتداء بهن في الحياة اليومية.

بهذا شكل المجلس فرصة لتوجيه الأفكار إلى القضية المنسية في الزوايا “قضية مصير العبد مع ربه”، بحثا عن السبل الموصلة إليه والدالة عليه.

كما شكل فرصة لملامسة هموم المرأة والغوص في صميم اهتماماتها، وتوجيهها نحو البناء.

بعدها أعادت الجماعة تجديد هيكلتها، فجاء “البناء الجديد” برؤية شاملة طالت مختلف مجالات العمل بما فيها العمل النسائي. ما هو الاختلاف الذي أحدثه؟ وكيف تطور العمل النسائي في ظله؟

أخذا بعين الاعتبار الحيوية المتجددة التي تعيشها الجماعة، فهي تجعل من بنائها الهيكلي محط تمحيص وتطوير وتعديل كلما بدت الحاجة ملحة لذلك، وقد جاء هذا البناء بعد اتساع رقعة الجماعة وتشعب شجرتها ومجالات اشتغالها؛ مستحضرة البعد الفردي والمجتمعي لمشروع الجماعة.

وهذا التجديد والإبداع في الأشكال يقتضي الاحتفاظ بروح المنهاج وخلق جسم متماسك؛ من خلال تعاون الأجهزة والمؤسسات وتكاملها، وتوحدها على هم مشترك هو التربية على مدارج الإيمان، ثم الحفاظ على المكتسبات والمبادئ الثابتة للجماعة.

والفلسفة العامة التي جاء بها البناء الجديد شاملة وعامة، تقضي بجمع الجهود وتوجيه القصد إلى الله تعالى، وجعل كل أخ وأخت في الجماعة مركز الاهتمام احتضانا وتأطيرا وتوجيها.

كما جعل من أهم مقتضياته رعايتهم واحتضانهم وفتح المجال لهم للمبادرة والفاعلية، ثم ترسيخ مفهوم الجسد الواحد بتحقيق التكامل والانسجام بين مكونات الجماعة إخوانا وأخوات، ثم تقوية العمل المشترك. وتميز بتطوير أساليب العمل ووسائل المتابعة وطرق الاشتغال مؤسسات وأفرادا.

وبناء من هذا الحجم بطبيعة الحال لم يتم بمعزل عن الأخوات، بل كانت لهن مساهمة فاعلة في ترسيخ أسسه التي جاءت منسجمة مع النقلة النوعية التي عرفها العمل النسائي داخل الجماعة في مختلف مجالاته، إيمانا منهن بأن لا تغيير بدون مشاركة المرأة فيه. يقول الإمام عبد السلام رحمه الله تعالى “لو أصبح المسلمون فردا فردا على أتقى قلب رجل واحد منهم، ولو اجتهدوا في الأعمال الصالحة الفردية ما اجتهدوا، ثم لم يؤلفوا قوة اقتحامية جماعية تكون المرأة فيها فعالة لفاتهم فردا فردا درجة الجهاد، ثم لفات الأمة ما فاتهم، ولتردّت الأمة بترديهم عن الدرجة العالية، ولتبدد حاضرها وضاع مستقبلها بتبدد إرادتهم وتشتتها” (تنوير المومنات 20/1، ط 2018/4).

انخرطت الأخوات بفاعلية متميزة، وبحضور في كل المجالات الخاصة بهن والمشتركة مع إخوانهن، وتشكلت “الهيئة العامة للعمل النسائي” التي أوكل لها الإشراف العام على عمل المرأة في مجالات التربية والتعليم والدعوة، وأسند لها رعاية تصور العمل. تشتغل مع لجانها المركزية باستقلالية تامة لمجالات اشتغالها وتحديد أهدافها وأولوياتها وبرامجها وفقا للتوجهات الكبرى للجماعة، ثم الانخراط في المشترك بما يحقق الانسجام والتكامل مع الحفاظ على خصوصيات كل طرف. ومع مرور سنوات من العمل، انبرت الهيئة، سيرا على عادة الجماعة في التطوير، إلى تقييم وتقويم التجربة بعد استقراء مقتضيات البناء ومدى استجابتها لهموم المومنة وحفاظها على الوظيفة الأساسية للمرأة مع أسرتها ومحيطها.

في هذا السياق، ما هي أهم العقبات التي اعترضتكم في عملكم، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي؟

إن سيرورة عمل ممتد لهذه السنوات بفضل الله ومنّته، لاشك أنها كانت حافلة بنجاحات وبإرادات مفعمة بالإنجاز والعطاء، وبطول نفس وتجديد الهمة والعزم في كل وقت وحين.

إلا أن أي إنجاز من هذا القبيل تواجهه عقبات وتحديات، والعمل النسائي في الجماعة ليس استثناء. وسأقتصر على ذكر البعض منها:

– تحدي الموروث التاريخي وما رافقه من انحباس في الفقه، فأصبحت الحاجة ملحة لتجاوز معيقات التقاليد والأنانيات وتعزيز الثقة بالنفس لدى المرأة، وتحسيسها بقدراتها وإبراز دورها الكبير في صناعة المستقبل جنبا إلى جنب الرجل في إطار الولاية التامة بينهما.

– تعدد المهام التنظيمية وتشعب الواجهات وترابطها وضرورة انخراط الأخوات فيها دون استحضار الأولويات، قد ينعكس سلبا على الواجهة الأساسية للمومنة، وعلى الانفتاح على المحيط، لذا كان لابد من البحث وتقليب النظر والفكر حول أنجع الطرق التي تمكنها من السير وفق الأسس التصورية للعمل النسائي وواجهاته.

– ويبقى أعظم تحدٍّ هو “التربية”؛ بناء الإنسان (رجلا وامرأة) وتمكينه وتحريره من العبودية لغير الله تعالى ثم إتاحة الفرص أمامه لحياة كريمة، والمرأة أشد حاجة إلى هذا البناء وهذا الإعداد، والأمر يتطلب عزمات قوية واستعدادا وإرادة متجددة.

– وهناك عقبات خارجية مرتبطة بالحصار المخزني للجماعة، من تشميع بيوت عدد من أطر الجماعة، وتوقيف جمعيات المجتمع المدني التي لها علاقة بالجماعة، والحرمان من الفضاءات العمومية. إضافة إلى بعض معيقات الحوار مع الجمعيات النسائية..

برزت قوة العمل النسائي في الجماعة في محطات كثيرة، هل يمكن التذكير بأهمها؟

انخرطت نساء العدل والإحسان في الجماعة بهدف الترقي في مدارج الإيمان وسط صحبة مباركة، والمشاركة في الدعوة إلى الله تعالى حرصا على تحقيق التوازن بين الوظيفة الرئيسية للمرأة والاهتمام بأمور المسلمين، الشيء الذي كلّفهن سنوات من التجارب حققن فيها تطورا ملحوظا، وحضورا قويا في مجالات متنوعة، تربوية وتكوينية وتعليمية ودعوية وسياسية. ومن أهم محطات العمل النسائي:

– تضييفات مركزية منذ سنة1997 ، وهي بمثابة مؤتمرات وطنية لنساء العدل والإحسان.

– لقاءات جامعة سنوية لها صبغة مجالس شورية للتقييم والتقويم ووضع الأهداف والبرامج.

– ندوات ومحاضرات داخلية وخارجية ساهمت في تخريج أطر وكفاءات نسائية فاعلة في مجالات التربية والدعوة والتعليم والشأن العام…

– أيام دراسية لتنزيل دلائل العمل في مختلف مجالات اشتغال نساء العدل والإحسان.

– المنتدى الأول لنساء العدل والإحسان، عقد في شهر مارس 2019، تطرق لواجهات الفعل النسائي في مشروع العدل والإحسان، جمع مختلف تخصصات العمل النسائي؛ برزت فيه مركزية الأسرة في البناء والتغيير والفعل المجتمعي ثم الاجتهاد والتجديد في المسألة النسائية.

– المنتدى الثاني نظم بتاريخ أبريل 2021، شهد تطورا ملحوظا أخذا بعين الاعتبار المحاور التي ناقشها؛ مركزا على تحديات التغيير والرهانات، ثم أوراش البناء، مستحضرا محورية الإنسان، “وكل تغيير في السياسية والاقتصاد فإنما هو تبَعٌ لهذا التغيير الكلي الجوهري للإنسان، ونفسيته، وعقيدته، وأخلاقه، وإرادته، وحركته كلها على الأرض، لتكون حركةً لها غاية، ومعنى، وارتباط بمصيره بعد الموت، وبمصير أمته في التاريخ” (إمامة الأمة، ط 2018/2، ص 80).

– مهرجان القرآن السنوي، محطة مهمة لتقييم مدى اعتماد مركزية القرآن في عملنا، وما أفرز من حاملات لكتاب الله تعالى ومجازات في مختلف القراءات.

– حملات إعلامية اكتست طابع الجبهة الأساسية للمرأة؛ “أسرتي جنتي، قرة العين ثم صل رحمك”.

– رباط الأسرة الرمضاني في زمن الحجر الصحي، وما رافقه من انفتاح على الآخر ومشاركة واسعة داخليا وخارجيا.

– بالإضافة إلى المساهمة مع باقي مؤسسات الجماعة في المحطات المركزية والأنشطة المشتركة (داخليا وخارجيا).

وغيرها من الأنشطة المحلية والمركزية، الداخلية والخارجية، الوطنية والدولية..

ختاما؛ ما هي أهم الأوراش التي تشتغلون عليها في الهيئة العامة للعمل النسائي؟

تشتغل الأخوات على أوراش أساسية وذات أولوية؛ أهمها الورش التصوري الذي يهتم بالدراسة المنهاجية لقضايا نسائية وأسس العمل الميداني.

ولهذا الغرض تم إنشاء لجنة التنوير، بمشاركة إخوان وأخوات من مختلف التخصصات، تعنى بتحيين وتطوير الورقة التصورية حول المرأة وقضاياها في المشروع التجديدي للجماعة، ويرجى منها بعون الله تعالى إبراز الرؤية التجديدية لشأن المرأة وقضاياها في التصور المنهاجي؛ بتأصيلها واعتماد الرؤية والمقاصد والاختيارات والضوابط والهيكلة التي سيستند إليها عمل المومنات بشكل يضمن لهن أداء مهمتهن الأساسية التي هي صناعة أجيال الأمة دون الإحجام عن واجب مشاركتهن في إحياء الأمة وبناء مستقبلها… كل ذلك في توازن تام بين مهامهن وفي انسجام كامل مع فطرتهن.

نسأل الله الولي الحميد الإخلاص في النية والقول والعمل، والعون والتوفيق والسداد لما فيه خير الأمة المحمدية. آمين والحمد لله رب العالمين.