بين التشميع والتطبيع أية علاقة ؟؟؟

Cover Image for بين التشميع والتطبيع أية علاقة ؟؟؟
نشر بتاريخ

في وطن الحقوق والحريات امتلاك بيت يحفظ كرامة المواطن حق مضمون لكل أفراد الشعب وليس بمكرمة، حق تعمل على ضمانه حكومة منتخبة ديمقراطيا، همها وشغلها الشاغل خدمة الوطن والمواطنين دون وساطة أو ميز عنصري أو انحياز إلى طبقة دون أخرى، كما أن الشعب له كامل الصلاحيات في محاسبة من يدبرون ويسيرون شؤون الوطن مادام التسيير يقوم دعمه المادي على ضرائب يدفعها المواطن وثروات ينبغي أن تكون خادمة للمصلحة العامة.
أما في وطن تشميع البيوت بغير وجه حق، فقد تم التطبيع مع أشكال الفساد التي لا تستحضر سوى سطوة الاستبداد والقهر، شططها في استعمال السلطة نابع من إيمانها العميق أن تركيع الشعب وإذلاله هي الوسيلة الأنجع لتطويعه ونيل ولائه الغير مشروط، وفي كل مرة يطالعنا النظام المستبد بجديد عطاءاته التعسفية ضد كل من يعتبرهم خارج نطاق ولائه، أو بمعنى آخر معارضين لفساده المعلن جهارا نهارا في وجه شعب مستضعف، ومن ذلك تنال جماعة العدل والإحسان نصيبا عظيما من الظلم والقهر المخزني بين اعتقالات تعسفية ومحاكمات صورية وإعفاءات من مناصب وصل إليها أصحابها عن جدارة واستحقاق، وزاد حقد المخزن بتشميع بيوت لأصحابها دون سند قانوني رغم امتلاك أصحاب البيت جميع الوثائق والرخص التي تثبت حق الملكية ورخصة البناء وموافقة البناء للمعايير المطلوبة.
قبل سنوات تم تشميع بيت الأمين العام لجماعة العدل والإحسان الأستاذ محمد عبادي وإخراج أسرته إلى العراء والعبث بممتلكات البيت والتضييق على كل من جاء يندد بهذا الفعل الشنيع، وفي نفس المدينة (وجدة) تتكرر الرسالة مع المهندس لطفي حساني الذي أدلى بقانونية ملكية منزله، لكن هيهات هيهات كيف تخاطب من لا يعترف بك مواطنا إلا عند حاجته الإنتخابية لتلميع صورة مكدرة بأوحال الجحود والنكران، ورصيد من سنوات الجمر والرصاص لازال ذويها في مسامع وبين أعين من قدر لهم الحياة لم يجد المخزن في قضية المهندس لطفي حساني ما يستند إليه مما جعله يخبط كعادته خبط عشواء فاعتبر تعدد المراحيض والنعال في البيت جريمة يحق بمقتضاها إصدار قرار بهدمه.
إن هدم البيوت وتشميعها عادة عرفناها عند بني صهيون الذين اغتصبوا أرض فلسطين وسلبوا حقوق أهلها، فهل التطبيع مع هذا الكيان المجرم نقل إلينا أساليبه الحقيرة جملة وتفصيلا؟؟؟ أم أن التطبيع مع الفساد لا يقبل مفهوم التغيير ولا رجالاته؟؟؟
إن مفهوم التدافع بين الحق والباطل سنة كونية يعتبر منها من اعتبر، ويمضي في حق الظالم من نكص على عقبيه حكم الله المنتظر، فلا تغرن صاحب السلطة سلطان يسطوا به على شعب منكسر، فيعيث فسادا في البلاد والعباد فيأخذه الله تعالى أخذ عزيز مقتدر.