دشنت الأستاذة نادية بلغازي، عضو الهيأة العامة للعمل النسائي لجماعة العدل والإحسان، سلسلة تدوينات على فيسبوك، وسمتها بـ“سألني مخاطبي”، تجيب في كل حلقة منها على سؤال يلامس أحد جوانب فكر الجماعة وفعلها، بشكل مقتضب وواضح.
ولأن المناسبة شرط، كما يقولون، فقد افتتحتها بالسؤال: “ماذا تمثل لك 40 سنة من العدل والإحسان؟”، وذلك لتزامن هذه السلسلة مع تخليد الجماعة للذكرى الأربعين لتأسيسها، أجابت عنه بقولها: “تاريخ الدعوات لا يقاس بالسنوات فحسب، بقدر ما يقاس بحضورها المؤثر على مستويات عدة. وقد بذلت جماعة العدل والإحسان غاية الوسع، ومنذ التأسيس، من أجل خير هذا الوطن، إن على مستوى تربية من آمنوا بخطها الدعوي، أو من خلال حضورها الوازن في كل قضايا المجتمع والأمة. وهنا يكون طول العمر مؤشرا على قوة التنظيم وعصيانه على كل الأزمات والمثبطات”.
وجوابا عن سؤال: “بماذا يمكن أن تعرفي جماعة العدل والإحسان؟” اختارت بلغازي من التعاريف ما تزخر بمعناه أدبيات الجماعة المكتوبة والمسموعة والمرئية، مصرحة: “جماعة العدل والإحسان جماعة تتوب إلى الله وتدعو الناس إلى التوبة، محورها الإنسان في سيره إلى ربه إحسانا، وتهممه بأحوال أمته عدلا. ومن مقاصدها تجديد الفكر الإسلامي من خلال تنقيته من الشوائب التي علقت به، إما لسوء فهم النص أو لسوء تنزيله”.
في تدوينتها الثالثة أجابت الباحثة في الفكر الإسلامي عن سؤال: “ما أهم ما يميز التصور التربوي التجديدي للعدل والإحسان؟” بقولها: “من أهم ما يميز التصور التربوي التجديدي للعدل والإحسان أنه أعاد الاعتبار لفقه السلوك إلى الله عز وجل وبيّن مكانته بين العلوم، ولم يعتبر السلوك إلى الله تعالى سبحا في عالم الأذواق والأشواق، بل كدحا يوميا لخدمة الوطن وعمارة الأرض وتحقيق مهام الاستخلاف”.
ما يميز الجماعة إذن على المستوى التربوي، تضيف بلغازي؛ “أن الإمام رحمه الله تعالى أرجعه إلى ما كان عليه في زمن النبوة الكريم، إذ صنع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الرجال والنساء المحسنين المنخرطين بقوة في الفعل الميداني، بعيدا عن التزهد الهروبي من الواقع وحالة الانكفاء على الذات والاكتفاء بخويصية النفس. فالجماعة إذن، تربي على معاني السلوك الجهادي، وتعتبره لب التجديد الذي جاء به الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله تعالى”.
وختمت تدوينتها بقطف من مكتوبات “الأستاذ المربي عبد السلام ياسين رحمة الله عليه” يؤكد أهمية فقه السلوك في منهاجه التجديدي، هو قوله في كتابه تنوير المؤمنات (2/32): “نحتاج من يشرح لنا فقه السلوك كما نحتاج لمن يضبط لنا فقه الأحكام أصوله وفروعه، وفقه الحلال والحرام، وفقه اللغة وفقه أصول الاعتقاد”.