الهجرة والنصرة (2)

Cover Image for الهجرة والنصرة (2)
نشر بتاريخ

المفتاح الثاني في هذه الآية هي النصرة حيث قال الله عز وجل: والذين تبوؤوا الدار والإيمان وفي آيات أخرى والذين آووا ونصروا.

1. النصرة حَوَارِيّة وشهادة

فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ. قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ. رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ آل عمران/52.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ. قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ. فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ. فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ الصف/14.

قال ابن منظور في لسان العرب: (فلـما كان عيسى ابن مريـم، علـى نبـينا وعلـيه السلام، نصره هؤلاء الـحواريون وكانوا أَنصاره دون الناس قـيل لناصر نبـيه حَوارِيٌّ إِذا بالغ فـي نُصْرَته تشبـيهاً بأُولئك). والـحَوارِيُّونَ: الأنصار وهم خاصة أَصحابه. وروى شمر أَنه قال: (الـحَوارِيُّ الناصح وأَصله الشيء الـخالص، وكل شيء خَـلَصَ لَوْنُه، فهو حَوَارِيُّ).

النصرة إذن إخلاص وخلوص تام وصفحة بيضاء نقية ترسم فيها الريشة النبوية كل ألوان الفداء والاتباع والطاعة والتسليم لله ورسوله، فتعكس صورة الشهادة بالحق والمنافحة عنه والظهور والجهاد في واقع الدعوة ومسارها.

النصرة إحساس بالمسؤولية وتحمل لمقتضياتها وقسمة للتضحيات أي فَلَمَّا أَحَس عيسى منهم الكفر أحس الأنصار الحواريون هم كذلك بالمسؤولية وبالخطر الذي يمثله الكفر فاستجابوا وتحملوا تبعات استجابتهم.

وهكذا استجاب الأنصار لدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبايعوه إن هو هاجر إليهم أن يؤووه ويحموه مما يحمون منه ذريتهم ونساءهم. وبذلك ابتدأ تاريخ الجهاد المتكامل بعد أن كان في مكة جهاد الصبر، وتحمل الأذى، وتحدي الباطل، وما ينتج عن التحدي من اضطهاد.

وفي الدر المنثور أخرج ابن إسحاق وابن سعد عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للنفر الذين لاقوه بالعقبة: “أخرجوا إليَّ اثني عشر رجلاً منكم يكونوا كفلاء على قومهم كما كفلت الحواريون لعيسى ابن مريم”.

كفلاء يضمنون قومهم ويتحملون مسؤولياتهم باعتبارهم نقباء عنهم كما كان الْحَوَارِيُّونَ اثني عشر نقيبا. استشعارهم بالمسؤولية وإحساسهم بثقلها جعل بنود البيعة صريحة وواضحة من الجانبين: “أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون فيه نساءكم وأبناءكم”، فأخذ الداء بن معرور بيده ثم قال: “نعم، والذي بعثك بالحق لنمنعنّك مِما نمنع منه أزرنا”، فبايعوا رسول الله على ذلك فقام أبو الهيثم بن التيهان فقال: “يا رسول الله إن بيننا وبين اليهود حبالاً وإنا قاطعوها فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتَدَعنَا”؟ فتبسم رسول الله ثم قال: “بل الدم الدم، والهدم الهدم أنا منكم وأنتم مني، أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم” أي ذمتي ذمتكم وحرمتي حرمتكم.

وتحققت البيعة بشروطها ووفى بها الأنصار بشهادة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:

عن أنس بن مالك أنَّ رسولَ اللهِ خرَج يومًا عاصبًا رأسَه فتلقَّاه ذَرارِيُّ الأنصارِ وخدَمُهم ما هم بوجوهِ الأنصارِ يومَئذٍ فقال: “والَّذي نفسي بيدِه إنِّي لَأُحِبُّكم” مرَّتَيْنِ أو ثلاثًا ثمَّ قال: “إنَّ الأنصارَ قد قضَوُا الَّذي عليهم وبقِي الذَّي عليكم فأحسِنوا إلى مُحسِنِهم وتجاوَزوا عن مُسيئِهم” أخرجه ابن حبان في صحيحه. وتحققت معها شروط الظهور والنصر إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم، فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ.

2. النصرة صحبة ومحبة

“الأنصار” اسم شرف الله به أهل النصرة، عن غيلان بن جرير قلتُ لأنسٍ: أَرَأَيْتَ اسمَ الأنصارِ، كنتم تُسَمَّوْن به، أم سمَّاكم اللهُ؟ رواه البخاري.

النصرة صحبة للنبي صلى الله عليه وسلم وذود عنه وتعزير وتعظيم له عليه الصلاة والسلام فَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيۤ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ الأعراف/157، عن كعب بن عجرة قال: “جلسنا يوما أمام بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد في رهط منا معشر الأنصار، ورهط من معشر المهاجرين، ورهط من بني هاشم، فاختصمنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أينا أولى به وأينا أحب إليه، قلنا: نحن معاشر الأنصار آمنا به واتبعناه وقاتلنا معه، وكنا كتيبته في نحر عدوه، فنحن أولى برسول الله صلى الله عليه وسلم وأحبهم إليه، وقال إخواننا المهاجرون: نحن الذين هاجرنا إلى الله ورسوله، وفارقنا العشائر والأهلين والأموال، قد حضرنا ما حضرتم وشهدنا ما شهدتم، فنحن أولى برسول الله صلى الله عليه وسلم وأحبهم إليه، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل علينا، فقال: “إنكم لتقولون شيئا”، فقلنا مثل مقالتنا، فقال: “صدقتم، من يرد هذا عليكم؟” وأخبرناه بما قال إخواننا المهاجرون، فقال: “صدقوا وبروا من يرد هذا عليهم؟” وأخبرناه بما قال بنو هاشم، فقال: “صدقوا وبروا من يرد هذا عليهم؟” ثم قال: “ألا أقضي بينكم؟” قلنا: بلى، بأبينا وأمنا يا رسول الله، فقال: “أما أنتم معشر الأنصار فإنما أنا أخوكم”، فقالوا: الله أكبر! ذهبنا به ورب الكعبة، “وأما أنتم معشر المهاجرين فإنما أنا منكم”، فقالوا: الله أكبر! ذهبنا به ورب الكعبة، “وأما أنتم بنو هاشم فأنتم مني وإلي”، فقمنا وكلنا راض مغتبط برسول الله صلى الله عليه وسلم”” 1.

لقد أوقف الأنصار حياتهم وأموالهم وما يملكون لرسول الله، فكانوا يحبون لحبه ويبغضون لبغضه ويفرحون لفرحه ويغضبون لغضبه، “عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أفردَ يومَ أُحُدٍ في سبعةٍ من الأنصارِ ورجلَينِ من قريشٍ. فلما رَهقوه قال (من يَردُّهم عنا وله الجنةُ، أو هو رفيقي في الجنةِ؟) فتقدَّم رجلٌ من الأنصارِ، فقاتل حتى قُتِلَ. ثم رَهقوه أيضًا. فقال (من يردُّهم عنا وله الجنةُ، أو هو رفيقي في الجنةِ ؟) فتقدَّم رجلٌ، من الأنصارِ، فقاتل حتى قُتِلَ. فلم يزلْ كذلك حتى قتل السبعةَ. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لصاحبَيه (ما أنصفْنا أصحابَنا)” 2.

“عن عمر بن الخطاب قال: انتسخت كتابا من أهل الكتاب فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم في يدي فقال: ما هذا الكتاب يا عمر؟ فقلت: انتسخت كتابا من أهل الكتاب لنزداد به علماً إلى علمنا، قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمرت عيناه فقالت الأنصار: يا معشر الأنصار السلاح السلاح! غضب نبيكم صلى الله عليه وسلم فجاءوا حتى أحدقوا بمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أوتيت جوامع الكلم وخواتمه واختصر لي الحديث اختصاراً ولقد أتيتكم بها بيضاء نقية فلا تهيكوا ولا يغرنكم المتهيكون. فقال عمر: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبك رسولاً ثم نزل”. مشهد واحد من آلاف المشاهد التي تبين حالة الطوارئ التي كان عليها الأنصار.

“عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما كان يومُ حُنَينٍ أقبلتْ هَوازنُ وغَطفانُ، بذراريهم ونَعمِهم. ومع النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يومئذٍ عشرةُ آلافٍ. ومعه الطُّلَقاءُ. فأدبَروا عنه. حتى بقِيَ وحده. قال: فنادى يومئذٍ نداءَينِ. لم يخلِطْ بينهما شيئًا. قال: فالتفتَ عن يمينِه فقال يا معشرَ الأنصارِ! فقالوا: لبّيكَ، يا رسولَ اللهِ! أبشِرْ نحن معك. قال: ثم التفتَ عن يسارِه فقال يا معشرَ الأنصارِ! قالوا: لبَّيكَ، يا رسولَ اللهِ! أبشِرْ نحنُ معك. قال: وهو على بغلةٍ بيضاءَ. فنزل فقال: أنا عبدُاللهِ ورسولُه. فانهزم المشركون. وأصاب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ غنائمَ كثيرةً. فقسم في المهاجرين والطُّلَقاءِ. ولم يُعطِ الأنصارَ شيئًا. فقالتِ الأنصارُ: إذا كانت الشدَّةُ فنحن نُدعَى. وتُعطَى الغنائمُ غيرَنا ! فبلَغه ذلك. فجمعهُم في قُبَّةٍ. فقال: يا معشرَ الأنصارِ! ما حديثٌ بلغني عنكم ؟ فسكتوا. فقال: يا معشرَ الأنصارِ! أما ترضَونَ أن يذهبَ الناسُ بالدُّنيا وتذهبون بمحمدٍ تحوزُونه إلى بُيوتِكم؟ قالوا: بلى. يا رسولَ اللهِ! رضِينَا. قال: فقال: لو سلكَ الناسُ واديًا، وسلكَتِ الأنصارُ شِعبًا، لأخذتُ شِعبَ الأنصار”” 3.

وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم حبهم مقرونا بحبه وبغضهم مقرونا ببغضه. “عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَن أحبَّ الأنصارَ فبحبِّي أحبَّهم ومَن أبغَض الأنصارَ فببغضي أبغَضهم”” 4.

كان الحبيب المصطفى يشهد لهم بصدقهم وحسن سريرتهم ويقبل عذرهم، ففي فتح مكة دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم “فقال (يا معشرَ الأنصارِ، هل ترون أوباشَ قريشٍ؟) قالوا: نعم. قال (انظروا. إذا لقيتموهم غدًا أن تحصدوهم حصدًا) وأخفى بيدِه. ووضع يمينَه على شمالِه. وقال (موعدكم الصفا) قال: فما أشرفَ يومئذٍ لهم أحدٌ إلا أناموهُ. قال: وصعد رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الصفا. وجاءت الأنصارُ. فأطافوا بالصفا. فجاء أبو سفيانَ فقال: يا رسولَ اللهِ ! أُبيدت خضراءُ قريشٍ. لا قريشَ بعد اليومِ. قال أبو سفيانَ: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ (من دخل دارَ أبي سفيانَ فهو آمنٌ. ومن ألقى السلاحَ فهو آمنٌ. ومن أغلق بابَه فهو آمنٌ) فقالت الأنصارُ: أما الرجلُ فقد أخذتْه رأفةٌ بعشيرتِه. ورغبةٌ في قريتِه. ونزل الوحيُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ. قال (قلتم: أما الرجلُ فقد أخذتْه رأفةٌ بعشيرتِه ورغبةٌ في قريتِه. ألا فما اسمي إذا! (ثلاثُ مراتٍ) أنا محمدٌ عبدُ اللهِ ورسولُه. هاجرتُ إلى اللهِ وإليكم. فالمحيا محياكم والمماتُ مماتكم). قالوا: واللهِ! ما قلنا إلا ضنَّا باللهِ ورسولِه. قال (فإنَّ اللهَ ورسولَه يُصدِّقانكم ويعذرانكم)” 5.

قبل عذرهم وصدقهم لأنه يعرف معدنهم الصافي وأنهم ما قالوا ذلك إلا ضنا برسول الله صلى الله عليه وسلم وحرصا عليه.

النصرة بعد محبة النبي الكريم، هي محبة من هاجر إليهم، محبة وصحبة سبقت الإيثار وتبادل المصالح المادية. يقول الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله (المنهاج النبوي، ص: 138):

(لا تكاد تجد من يشير في سياق الحديث عن إخاء النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار لغير تبادل المصالح المعاشية بين الإخوة. كان ما نعرفه ونكبره من إيثار الأنصار رضي الله عنهم إخوتهم على أنفسهم حتى مدحهم الله جل شأنه في قرآن يتلى ليستمر العمل بمقتضاه أبد الدهر. قال الله تعالى يذكر نتائج هذه الصحبة في قلوب الأنصار بصحبة المهاجرين: لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ. لكن المحبة والصحبة كانتا المطلب التربوي من هذا الإخاء. اقرأ جيدا يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ، فهي صحبة سبقت الإيثار، وكان الإيثار على النفس نتيجة لها، ثم انظر كيف وصف الله تعالى المهاجرين بالصدق هنا وكيف أمر بصحبة الصادقين في قوله جل ذكره:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ).

3. النصرة شعار النبوة

عن أبي قتادة عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ألا إنَّ الناسَ دِثاري، و الأنصارَ شِعاري، لو سلك الناسُ واديُا، وسلكتِ الأنصارُ شِعبةً، لاتَّبعتُ شِعبةَ الأنصارِ، ولولا الهجرةُ، لكنتُ رجلًا من الأنصارِ، فمن وَلِيَ أمرَ الأنصارِ، فليُحسن إلى مُحسنِهم، و ليتجاوز عن مُسيئِهم، و من أفزَعَهم، فقد أفزع هذا الذي بين هاتيْنِ، وأشار إلى نفسِه” 6.

الشعار لغة: ما وَلِيَ الجسدَ من الثياب. وشِعَار القوم في الحرب: عَلاَمَتُهُمْ ليعرفَ بعضُهم بعضًا. النصرة هي شعار النبوة أي سترها وسرها والقرب منها.

قال أبو هريرة رضي الله عنه: “جاءت الحمى إلى النبي – صلى الله عليه وعلى آله سلم – فقالت: ابعثني إلى آثر أهلك عندك، فبعثها إلى الأنصار، فبقيت عليهم ستة أيام ولياليهن، فاشتد ذلك عليهم، فأتاهم في ديارهم فشكوا ذلك إليه، فجعل النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – يدخل دارا دارا وبيتا بيتا يدعو له بالعافية. فلما رجع تبعته امرأة منهم فقالت والذي بعثك بالحق إني لمن الأنصار وإن أبي لمن الأنصار فادع الله لي كما دعوت للأنصار قال: ما شئت، إن شئت دعوت الله أن يعافيك، وإن شئت صبرت، ولك الجنة قالت: بل أصبر ولا أجعل الجنة خطرا” 7.

وفي الحديث: “الأَنصارُ كَرِشي وعَيْبَتـي” وعَيْبةُ الرجل: موضعُ سِرِّه، علـى الـمَثل. أي أن الأنصار خاصَّتـي وموضعُ سِرِّي. ثم بعد ذلك هم شعار النبوة في الحرب والقتال أي رايتها وعلامتها التي يعرف الناس بها بعضهم بعضا. عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: “أنَّ رايةَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانت تكون مع عليِّ بنِ أبي طالبٍ ورايةَ الأنصارِ مع سعدِ بنِ عبادةَ وكان إذا استَحَرَّ القتالُ كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مما يكون تحتَ رايةِ الأنصارِ” 8.

4. النصرة بذل وإيثار

بعد المحبة والصحبة جاءت يوثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، مشاهد كثيرة تحفل بها كتب السيرة والحديث تروي لنا أروع أنواع البذل والعطاء و الإيثار، من قسمة المال والمسكن والفراش إلى حسن الإكرام والضيافة إلى التوارث بين المهاجر والأنصاري. قوم أحبوا فآثروا فأفلحوا! عن جابر بن عبدالله أنه قال: “كانت الأنصارُ إذا جزُّوا نخلَهم قسم الرجلُ تمرَه إلى قسمَينِ أحدُهما أقلُّ من الآخرِ ثم يجعلون السَّعَفَ معَ أقلِّهما ثم يخيرونَ المسلمين فيأخذون أكثرَهما ويأخذُ الأنصارُ أقلَّهما من أجلِ السعفِ حتى فُتِحت خيبرُ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد وفَّيتم لنا بالذي كان عليكم فإن شئتمْ أن تطيبَ أنفسُكم بنصيبِكم من خيبرَ ويطيبَ ثمارُكم فعلتم قالوا إنه قد كان لك علينا شروطٌ ولنا عليك شرطٌ بأن لنا الجنةَ فقد فعلنا الذي سألتَنا بأن لنا شرطَنا قال فذاكم لكم” 9.

5. النصرة لا مقابل لها الا الجنة

النصرة لا ترضى قسما ولا نصيبا غير رسول الله، ولا تجارة غير الجنة! الجنة هي البند المقابل في بيعة الأنصار، هي ما شرطه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ربه للأنصار إن هم وفوا بشروطهم في نصرة رسوله ومنعته مما يمنعون نساءهم وأبناءهم. عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: “لَمَّا لَقِيَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ النُّقباءَ من الأنصارِ قال لَهُم: تُؤْوونِي وتَمنعُونِي، قالوا: فَما لَنا؟ قالَ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ: لَكُم الجَنَّةُ” 10. قال ابن كثير في التفسير: (وقال محمد بن كعب القرظي وغيره: قال عبد الله بن رواحة رضي الله عنه لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – (يعني ليلة العقبة): اشترط لربك ولنفسك ما شئت. فقال: “أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً؛ وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم” قالوا: فما لنا إذا نحن فعلنا ذلك؟ قال: “الجنة” قالوا: ربح البيع، ولا نقيل ولا نستقيل).

6. النصرة منعة من الظلم

قال الله تعالى: وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَهُمُ ٱلْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُون، الانتصار بمعنى التناصر وطلب النصرة. الأنصار تبوؤوا الدار والإيمان، صار الإيمان محلا لهم ومنزلا، وصارت دارهم ومدينتهم ملجأ للمستضعفين ومأوى للمظلومين وبلدا للفارين بدينهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “منْ نَصَرَ أخَاهُ بالغيبِ وهو يَسْتِطيعُ نَصْرَهُ نصرَهُ اللهُ في الدُّنْيا والآخرةِ” 11.

7. النصرة سعة وانفتاح

لم يكن مجتمع الأنصار منغلقا على نفسه، أو مجتمعا متشددا بل كان مجتمعا منفتحا مفتوحا متعدد الاعراق والديانات والتقاليد؛ مجتمع يحتوي جميع الوافدين إليه ويندمجون فيه بسرعة نظرا لأخلاق الأنصار ورحابة صدرهم وسعة عفوهم وحنكة تدبيرهم. لذلك تجد السابقين الأولون من المهاجرين والأنصار وتجد الأعراب وهم خليط من الصادق إلى المنافق وتجدوا من مردوا على النفاق واليهود والمشركين الذين بقوا على دينهم. تنوع وتعدد جسدتهما صحيفة المدينة التي أصدرها رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتبرت دستورا وميثاقا ينظمان حياة المدينة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

ثم إن الأنصار يحبون اللهو والغزل ونساؤهم متفتحات لا يمنعهن الحياء من مزاحمة الرجال على مجالس رسول الله يسألن عن دينهن وعن أدق حياتهن الشخصية.

عن عائشة رضي الله عنها أنها زفَّت امرأةً إلى رجلٍ من الأنصارِ، فقال نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: “يا عائشةُ، ما كان معكم لهوٌ؟ فإن الأنصارَ يعجبهم اللهوُ”. رواه البخاري وفي رواية “إنَّ الأنصارَ أُناسٌ فيهم غَزَلٌ”.

وعن عائشة قالت: “دخل أبو بكرٍ، وعندي جاريتان من جواري الأنصارِ، تُغِّنيان بما تقاولتِ الأنصارُ يومَ بُعاثَ، قالت: وليستا بمُغنِّيتين، فقال أبو بكرٍ: أمزامير الشيطانِ في بيتِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ وذلك في يومِ عيدٍ، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكرٍ، إن لكلَّ قومٍ عيدًا، وهذا عيدُنا”.

8. النصرة شجاعة وانتصار

لقد أظهر الله في الانصار كل آيات البأس والشدة والقوة والشجاعة، فعلى قدر مرحهم وانفتاحهم ودعابتهم كانوا أشجع الناس وأشدهم بأسا. أنقل صورة واحدة تجمع هذا المتناقض (المرح/الشجاعة) وإلا فكتب السير ملأى بذلك. حكى أبو برزة الأسلمي رضي الله عنه قال: “أنَّ جُلَيْبِيبًا كان امْرَأً يدخُلُ على النِّساءِ يمُرُّ بهنَّ ويُلاعِبُهُنَّ فقلْتُ لامرأتي لا تُدْخِلُنَّ عليكم جُلَيْبيبًا إنْ دخَل عليكم لأَفْعَلَنَّ ولأَفْعَلَنَّ قال وكانتِ الأنصارُ إذا كان لأحدِهم أيِّمٌ لم يُزَوِّجْها حتَّى يَعلَمَ هل للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيها حاجةٌ أم لا فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لرجلٍ مِنَ الأنصارِ زوِّجْني ابنتَك قال نَعَمْ وكَرامةٌ يا رسولَ اللهِ ونِعْمةُ عَينٍ قال إنِّي لَسْتُ أُريدُها لنفسي قال فلِمَن يا رسولَ اللهِ قال لجُلَيْبيبٍ قال أشاوِرُ أُمَّها فقال إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يخطُبُ ابنتَكِ قالت نَعَمْ ونِعْمةُ عَينٍ قال إنَّه ليس يخطُبُها لنفسِه إنَّما يخطِبُها لجُلَيْبيبٍ. قالت لجُلَيْبيبٍ لا لَعَمْرُ اللهِ لا نُزَوِّجُه فلمَّا أن أراد ليقومَ ليأتيَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ليُخْبِرَه بما قالت أُمُّها قالتِ الجاريةُ مَن خطَبَني إليكم فأخبَرَتْها أُمُّها فقالت أترُدُّون على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أمْرَه ادْفَعوني إليه فإنَّه لن يُضَيِّعَني فانطلَق أبوها إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخبَرَه فقال شأنُك بها فزَوِّجْها جُلَيْبيبًا. قال فخرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في غَزاةٍ له قال فلمَّا أفاء اللهُ عزَّ وجلَّ عليه قال: هل تفقِدون مِن أحَد؟ قالوا لا. قال: لكنِّي أفقِدُ جُلَيْبيبًا. قال فاطلُبوه فوجَدوه إلى جَنْبِ سبْعةٍ قتَلَهم ثمَّ قتَلوه فقالوا يا رسولَ اللهِ ها هو ذا إلى جَنْبِ سبعةٍ قتَلَهم ثمَّ قتَلوه فأتاه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: قتَل سبْعةً ثمَّ قتَلوه هذا منِّي وأنا منه مرَّتين أو ثلاثًا ثمَّ وضَعَه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على ساعِدَيه وحفَر له ما له سَريرٌ إلَّا ساعِدُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمَّ وضَعَه في قبرِه لم يُذْكَرْ أنَّه غسَلَه قال ثابتٌ فما كان في الأنصارِ أيِّمٌ أنفَقُ منها. وحدَّث إسحاقُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أبي طلحةَ ثابتًا هل تعلَمُ ما دعا لها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال اللَّهمَّ صُبَّ عليها الخيرَ صَبًّا ولا تجعَلْ عيشَها كَدًّا كَدًّا قال فما كان في الأنصارِ أيِّمٌ أنفَقُ منها” 12.

النصرة جليبيبية وإلا فلا!!

عن أنسٍ رضي الله عنه قال: “استشار النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَخرجَه إلى بدرٍ فأشار عليه أبو بكرٍ ثم استشارهم فأشار عليه عمرُ ثم استشارهم فقال بعضُ الأنصارِ إياكم يريد رسولَ اللهِ يا معشرَ الأنصارِ فقال بعضُ الأنصارِ يا رسولَ اللهِ إذًا لا نقول كما قالت بنو إسرائيلَ لموسى اذهب أنت وربُّك فقاتِلا إنا ههنا قاعدون ولكن والذي بعثك بالحقِّ لو ضربتَ أكبادَها إلى بَرْكِ الغِمادِ لاتَّبعناك” 13.

9. النصرة احتضان للدعوة

أقبل وفد بني قيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكرمهم ورحب بهم وأقبل على الأنصار فقال: “يا معشر الأنصار أكرموا إخوانكم فإنهم أشباهكم في الإسلام أشبه شيء بكم أشعارا وأبشارا أسلموا طائعين غير مكرهين ولا موتورين إذ أبى قوم أن يسلموا حتى فعلوا قال فلما أصبحوا قال: وكيف رأيتم كرامة إخوانكم لكم وضيافتهم إياكم؟ قالوا خير إخوان، ألانوا فراشنا وأطابوا مطعمنا وباتوا وأصبحوا يعلموننا كتاب ربنا تبارك وتعالى وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم فأعجبت النبي صلى الله عليه وسلم وفرح بها ثم أقبل علينا رجلا رجلا يعرضنا على من يعلمنا وعلمنا فمنا من علم التحيات وأم الكتاب والسورة والسورتين والسنن” 14.

10. النصرة بركة ودعاء

النصرة بركة في الرزق ببركة النبوة وهي دعاء بالمغفرة المتسلسلة عبر الأجيال:

عن أبي أيوبٍ الأنصاريِّ قال: “صنعتُ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولأبي بكرٍ طعامًا قدرَ ما يكفيهما فأتيتُهما به فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اذهب فادعُ لي ثلاثين من أشرافِ الأنصارِ. قال فشقَّ ذلك عليَّ ما عندي شيءٌ أزيده قال: فكأني تثاقلتُ فقال: اذهبْ فادعُ لي ثلاثين من أشرافِ الأنصارِ، فدعوتُهم فجاءوا فقال: اطعَموا. فأكلوا حتى صَدَروا ثم شهدوا أنه رسولُ الله ثم بايعوه قبل أن يخرجوا ثم قال: اذهبْ فادعُ لي سِتِّين من أشرافِ الأنصارِ. قال: أبو أيوبٍ فواللهِ لأنا بالستِّينَ أجود مني بالثلاثينَ قال فدعوتُهم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: تربَّعوا فأكلوا، حتى صدَروا ثم شهدوا أنه رسولُ اللهِ وبايَعوه قبل أن يخرجوا قال: فاذهبْ فادعُ لي تسعين من الأنصارِ. قال: فلأنا أجودُ بالتِّسعينَ والستِّين مني بالثلاثين. قال: فدعوتُهم فأكلوا حتى صدَروا ثم شهدوا أنه رسولُ اللهِ وبايَعوه قبل أن يخرجوا قال فأكل من طعامي ذلك مائةٌ وثمانون رجلًا كلُّهم من الأنصارِ” 15.

كتَب زيدُ بنُ أرقَمَ إلى أنَسِ بنِ مالكٍ يُعزِّيه بولدِه وأهلِه الَّذينَ أُصيبوا يومَ الحرَّةِ فكتَب في كتابِه: وإنِّي مُبشِّرُكَ ببُشرى مِن اللهِ سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: “اللَّهمَّ اغفِرْ لِلأنصارِ ولِأبناءِ الأنصارِ ولِأبناءِ أبناءِ الأنصارِ ولِنساءِ الأنصارِ ولِنساءِ أبناءِ الأنصارِولِنساءِ أبناءِ أبناءِ الأنصارِ” 16. وعن أنس بن مالك قال: “شقَّ على الأنصارِ النواضحُ فاجتمعوا عندَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يسألونه أن يكرِيَ لهم نهرًا سحًّا فقال لهم رسولً اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مرحبًا بالأنصارِ مرحبًا بالأنصارِ مرحبًا بالأنصارِ لا تسألوني اليومَ شيئًا إلا أعطيتُكُموه ولا أسألُ اللهَ لكم شيئًا إلا أعطانيه. فقال بعضُهم لبعضٍ اغتنِموها وسلوه المغفرةَ. قالوا يا رسولَ اللهِ ادعُ لنا بالمغفرةِ فقال: اللهمَّ اغفرْ للأنصارِ ولأبناءِ الأنصارِ ولأبناءِ أبناءِ الأنصارِ”. وفي روايةٍ “ولأزواجِ الأنصارِ” 17.

11. النصرة خيرية كلها

لو سلك الناس شعبا وسلكت الأنصار شعبا لكانت شعبة الأنصار هي التي على الحق وهي الخير، ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم شهد بالخيرية لجميع دور الأنصار، فعن أبي حامد الساعدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ خيرَ دورِ الأنصارِ دارُ بني النَّجَّارِ، ثمَّ عبدِ الأشهلِ، ثمَّ دارُ بني الحارثِ، ثمَّ بني ساعدةَ، وفي كلِّ دورِ الأنصارِ خيرٌ”.


[1] أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء وقال عنه غريب من حديث بن أبي ليلى عن كعب.
[2] رواه مسلم.
[3] أخرجه مسلم في صحيحه.
[4] أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد وقال رجاله رجال الصحيح غير أحمد بن حاتم وهو ثقة‏‏.
[5] رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
[6] أخرجه الألباني في السلسلة الصحيحة.
[7] حديث صحيح رواه الوادعي في الصحيح المسند.
[8] أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: رجاله رجال الصحيح غير عثمان بن زفر الشامي وهو ثقة.
[9] رواه الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: [روي] من طريقين وفيهما مجالد وفيه خلاف وبقية رجال إحداهما رجال الصحيح.
[10] صحيح أخرجه ابن حجر في المطالب العلية والهيثمي في مجمع الزوائد.
[11] رواه الهيثمي في مجمع الزوائد عن عمران بن حصين رضي الله، وقال: أحد أسانيده رجاله رجال الصحيح.
[12] رواه الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: رجاله رجال الصحيح.
[13] صحيح أخرجه ابن كثير في البداية والنهاية.
[14] أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: رجاله ثقات.
[15] أخرجه ابن كثير في البداية والنهاية وقال: غريب جدا إسنادا ومتنا.
[16] رواه ابن حبان في صحيحه.
[17] أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد، وعند البزار عن أنس بن مالك بما يقارب اللفظ.