التوبة أول منازل العبودية

Cover Image for التوبة أول منازل العبودية
نشر بتاريخ

التوبة عمل باطني قلبي موجه لكبح جماح النفس، وتقييد أهوائها، والتوجه بها لطلب مغفرة الله ورحمته ونيل رضاه عز وجل. وبهذا المعنى تكون التوبة بداية الطريق لتحقيق العبودية لله تعالى. يقول الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله: “التوبة عندنا رحمة. التوبة رجوع صادق إلى الحق. التوبة طهارة. التوبة وضوء وصلاة وقرآن وطاعات وأعمال صالحات” (1).  

تعريف التوبة

التائب إلى الله هو العائد لطاعة ربّه، وتاب الله على عبده أي عاد عليه بالصفح والمغفرة، والعبد التوّاب هو العبد كثير العودة إلى الله بالاستغفار.

ويشمل مفهوم التوبة كل المعاني التي تضمنها لفظ التوبة في القرآن الكريم، فعلى سبيل المثال نجده:

– في سورة التوبة ورد بمعنى التجاوز والصفح والعفو من الله تعالى على عباده، في قوله تعالى: وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (سورة التوبة، الآية 15).

– وجاء بمعنى الإنابة والرجوع إلى الله تعالى في قوله تعالى في سورة البقرة: وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ (سورة البقرة، الآية 54).

– وجاء أيضا بمعنى الندم على المعصية في قوله تعالى في سورة البقرة: إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا (سورة البقرة، الآية 160).

وقد أجمع علماء الأمة الإسلاميّة على أنّ التوبة هي فرض عين على عباد الله المؤمنين، وذلك تصديقًا لقوله تعالى في سورة النور: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (سورة التوبة، الآية 31).

واستجابة لنداء الله تعالى ودعوته للمؤمنين بالتوبة النصوح في قوله تعالى في سورة التحريم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ (سورة التحريم، الآية 8).

وبالمثل نجد أحاديث كثيرة في فضل التوبة والمداومة عليها، ونذكر ما رواه مسلم في صحيحه، عن الأغر المزني أبو مالك عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إلى اللهِ، فإنِّي أَتُوبُ، في اليَومِ إلَيْهِ مِئَةَ، مَرَّةٍ” (2).

وأيضا الحديث الذي رواه أبو داوود في سننه عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-، أنّه قال: “إنا كنا لنعد لرسول اللهِ صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم” (3).

وأجمع العلماء أيضا على مشروعيّة صلاة التوبة من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من عبدٍ يُذنِبُ ذنبًا فيُحسِنَ الطَّهورَ ثمَّ يقومَ فيُصلِّيَ ركعتَيْن ثمَّ يستغفِرُ اللهَ إلَّا غَفَر له، ثمَّ قرأ هذهِ الآيةَ: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (4)، وفيها يتوسّل العبد إلى بارئه ويظهر ندمه على فعلته ليتوب الله جلّ شأنه عليه، ولا يمنع صلاة التوبة مانع إلّا في أمرين، الأوّل منهما هو أن يبلغ المرء منيّته فتغرغر الرّوح في حلقومه، وهو ما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنه عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “إنَّ اللهَ يقبلُ توبةَ العبدِ ما لم يُغرغِرْ” (5)، والأمر الثّاني هو حدوث آخر علامات يوم القيامة الكبرى ألا وهي شروق الشمس من مغربها، وقد روى أبو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِهَا، تَابَ اللَّهُ عليه” (6).

التوبة النصوح

التوبة هي عقد النية الصادقة في تلبية نداء المولى عز وجل حين ينادي الإنسانَ: يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه (سورة الانشقاق، الآية 6)، يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك (سورة الانفطار، الآيات 6-7-8)، تذكير من اللطيف الخبير لهذا المخلوق الغافل عن مولاه المنصرف إلى دنياه.

هذا النداء يجد الإنسان صداه في قلبه، والإعراض عن نداء الرحمن يوجب سواد القلب، فالمعاصي تظل تنكث في القلب حتى تجعله أسودا شيطانيا. والله عز وجل يحب التوابين ويفرح بالراجعين إليه. وتأجيل التوبة والتراخي فيها إنذار بسوء الخاتمة.

وأول خطوات التوبة الخروج من دائرة النفاق؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدَعها: إذا ائْتُمِن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجَر” (7). فالأعمال الصالحة كالصلاة والصيام، يأتيها نفاق العمل هذا فيفسدها. ونفاق العمل يمكن إصلاحه بالتوبة إن توفرت شروطها.

وهناك مرتبة أخرى من النفاق أخبرنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث مسلم وأبي داود والنسائي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من مات ولم يَغْزُ ولم يحدث به نفسه مات على شُعبة من نفاق» (8). إذ القُعود عن الجهاد والمشاركة في الانتصار لدين الله نفاق، وشعبة من النفاق.

شروط التوبة

وللتوبة النصوح شروط ظاهرة نوردها كما يلي:

1.     الإقلاع عن المعصية إقلاعا كاملا.

2.     عقد النية الصادقة على عدم العودة إليها.

3.     طلب المغفرة من الله والتذلل والانكسار بين يديه.

4.     رد المظالم إلى أهلها والتحلل من حقوق الناس وطلب السماح منهم.

روح التوبة ومعناها

والتائب إلى الله يجب أن يستحضر روحها ومعناها، التي نجملها كما يلي:

1.     ألم القلب والندم والحزن على ما فات.

2.     الصبر مع داعي الفضيلة.

3.     قمع منادي الهوَى.

4.     خشية الله في السر والعلَن.

5.     تقوى الله فيما نأتي وما نذر.

6.     شكره سبحانه على نعمائه.

فالتوبة إذن هي إقلاع عن كبائر الإثم والفواحش، هي توبة من هفوات الغفلة وغلبة النفس وضعف الإرادة، هي تطهر واستغفار وصلح مع الله، هي رجوع إليه سبحانه وإقرار له بالعبودية.

التوبة قلب دولة النفس

ونستشهد في هذا السياق بما قاله الشيخ “عبد القادر الجيلاني” حول التوبة التي اعتبرها مشروع أمة وبرنامج حياة؛ “التوبة قلب دولة النفس” (9)، ويقصد بها:

– أن التوبة انتقال من عالم الغفلة والمعصية إلى عالم العبادة والطاعة، ومن عالم الهوى إلى عالم الشرع.

– أن التوبة هجر الطبع والهوى والشيطان ورفاق السوء، وتغير من حال العادة إلى حضور مع الله تعالى وإلا فكذب.

– أن التوبة تكون بالقلب ثم باللسان وباقي الجوارح، فيصير ظاهرك محفوظا وباطنك بربك عز وجل مشغولا.

وعليه فإن العبد التائب يكون بين الخوف والرجاء، إذ باب التوبة يظل مفتوحا في وجه المذنبين، والله جل وعلا يفرح بتوبة عبده إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين (سورة البقرة، الآية 222). وكما قال رسوله صلى الله عليه وسلم: عن عبد الله بن مسعود “فالله أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده” (10).

التوبة مقامات

إن التوبة النصوح؛ هي يقظة القلب وتحفّز الإرادة إلى استكمال الإيمان وقرع أبواب الإحسان. فلا تكون التوبة ذات دلالة إلا إذا كانت حافزا إلى السير الحثيث صعودا في عقبة الإيمان والإحسان. يقول الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله: “يتطهر العبد بماء التوبة فيتذوق حلاوة الإيمان، فيستزيد ويستزيد حتى تنفر نفسه من المعصية، وحتى يكون الاستغفار واليقظة القلبية ملازمة له في جميع أحواله وأعماله” (11). وبذلك تكون التوبة أول خطى التربية حيث تلازم اليقظة القلبية المؤمن في مسار سلوكه.

والتوبة إلى الله درجات ومقامات؛ توبة باعثها الخوف من العقاب وأخرى باعثها الحياء من الله عز وجل، يقول العز بن عبد السلام: “التوبة صفة المؤمنين (…) والإنابة صفة الأولياء، وأما الأوبة فهي صفة الأنبياء والمرسلين”. حتى قال: «فشتان بين التائب من الزلات، وبين التائب من الغفلات، وبين التائب من رؤية الحسنات” (12)، ومقام الإنابة هو استقرار القدم في منزلة التوبة، أي الرجوع من الغفلة إلى العبادة والذكر والحضور مع الله تعالى. يقول الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله: “القلب المنيب وما فيه من حب لله وإخلاص له هو أصل الدين، شريطة القيام بالأعمال الظاهرة الموافقة للشريعة [فإن حركات الظاهر توجب بركات الباطن] ومن ملأ قلبه حب الله والإخلاص له، وبرئ من النفاق والشقاق، كان وليا لله، لا يتعامل مع الله عز وجل إلا على أساس أنه مذنب مقصر مهما كان عمله. يتوب إلى الله لمعرفته أن الله جلت عظمته يحب التوابين ويحب المتطهرين. قال رسول الله ﷺ: “توبوا إلى ربكم، فوالله إني لأتوب إلى ربي في كل يوم مائة مرة” رواه مسلم، ولأنه يعلم أن الله عزت قدرته ووسعت رحمته يفرح بعبده التائب. تَسبق في حساب العبد المنيب الرابطة الوثقى رابطة حب الله والفرح بالله، توقعات الثواب وخوف العقاب. يكون حياؤه من الله وخوفه من الله وولاؤه الخالص لله وذكره الدائم لله الباعث والوازع…” (13).

اليقظة القلبية

وهكذا فكلما ألح العبد في توبته وداوم على الوقوف طارقا باب الاستغفار والاعتذار، يقبل عليه الحنان المنان، فيقذف في قلبه من نوره سبحانه قبس اليقظة والنهوض والقومة له سبحانه. فيصير العبد ذاكرا لله مراقبا لحدوده سبحانه؛ مخافة أن يزيغ قلبه وتطغى نفسه وتتعدى وتزل قدمه فينكص على عقبه. يقول ابن القيم في مدارج السالكين “القومة لله هي اليقظة من سنة الغفلة والنهوض عن ورطة الفترة” (14). واليقظة أول منازل العبودية، فعندما ينزعج القلب لروعة الانتباه من رقدة الغفلة، يستفيق العبد وينتبه فيقوم يشمر لله بهمة وعزيمة، حينها يغدو القلب يرى بنور ذلك التنبيه نعم الله الباطنة والظاهرة، ثم يبدأ السير في طريق الله بين مطالعة المنة ومشاهدة التقصير، ويتدارك في طريق سلوكه إلى الله جناياته ليتخلص من رقها، ويتحرر من عبودية ما سوى الله جلت عظمته.

اليقظة هي حياة القلب؛ نفهم من قوله تعالى: أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ۖ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (سورة النحل، الآية 21)، أن القلب يحيى بنور الإيمان.  الذي يبلى ويخلق لذلك يحتاج المؤمن لتجديده واستزادته بذكر الله تعالى والمقصود هنا؛ الذكر بمفهومه الواسع الذي يشمل كل العبادات الموصولة الواصلة بين العبد وربه من صلاة، وصحبة للقرآن (تلاوة وحفظا وعلما وتدبرا وتمثلا..)، ومداومة على الأذكار (لا إله إلا الله – الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم – الاستغفار – التسبيح…)، وتفكر في آلاء الله تعالى، ومجالسة للمؤمنين وصحبتهم، ودعاء بآدابه السنية، وشعور دائم بالخوف والرجاء، وإكثار من ذكر الموت وما بعده…

ذكر الله إذن هو البلسم الذي يمكن أن يوقظ القلب الغافل ويعيد إليه حرارة الحياة. وقبله ومعه وبعده؛ الصدق وإخلاص النية لله تعالى. ولكي يبقى القلب يقظا ينبغي أن يبقى حيا بنور الإيمان، من خلال تجديد الإيمان في القلب وإقامة الوجهة لله تعالى؛ بالمداومة على الاستغفار وتلمس منابع الإيمان للارتواء منها والتضرع لله تعالى والتوسل بين يديه واستحضاره في جميع الأحوال والأوقات.

 خلاصة

خلاصة القول إن توبة المؤمن والمؤمنة ويقظتهما القلبية طلبا لمقامات القرب عند الله تعالى؛ هي أم القضايا التي يجب أن تشغل بالهما والأساس الذي تتفرع عنه باقي القضايا. وذلك لن يتأتى إلا بمجاهدة النفس وتزكيتها، لتصبح حياتهما كلها لله رب العالمين. يقول الله عز وجل: قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (سورة الأنعام، الآية 162)، وهذا هو مقام العبودية الذي يجب أن يسعيان إلى تحقيقه في ذاتهما، ويستنهض همتهما لتغير ما بنفسيهما نحو الأفضل، إذ ما يغير وجه العالم من لم يغير نَفسه، إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ (سورة الرعد، الآية 24)، فتحقيق شروط عبادة الله تعالى بإحسان هي الغاية العظمى التي من أجلها بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي أن يعرف الإنسان ربه.

فإذن ليس المقصود بالتوبة مجرد الندم على الذنب والكف عن المعصية، بل المقصود كما يقول الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله: “التوبة العميقة التي تقلب كل الموازين، العقلية والقلبية والأخلاقية السلوكية، وتوجه التائب وِجهةَ الآخرة، وتستنقذه من عبوديته لهواه وأهواء الناس والشيطان، وتُخْلصهُ لله عز وجل خالقِه ورازقِه. التوبةُ بهذا المعنى حقا قلب دولة كما يقول الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمهُ الله. قلبُ دولة النفوس، ولا مَسْعَى من دونها لقلب دولة الباطل في العالم” (15).

اللهم اجعلنا من التوابين المنيبين إليك أبدا ما أحييتنا، وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. آمين والحمد لله رب العالمين.


(1) عبد السلام ياسين، الشورى والديموقراطية، مطبوعات الأفق، ط 1، 1996، الدار البيضاء، ص104.

(2) صحيح البخاري، رقم 6307.

(3) مسند أحمد، رقم 6/328.

(4) صحيح أبي داود، رقم 1521.

(5) صحيح الترمذي، رقم 3537.

(6) موسوعة الفرق، رقم 2836.

(7) صحيح البخاري، رقم 34.

(8) الموسوعة العقدية، رقم 7/78.

(9) عبد القادر الجيلاني، الفتح الرباني والفيض الرحماني، تحقيق أنس مهرة، دار الكتب العلمية، 1719، بيروت، ص19.

(10) صحيح مسلم، رقم 2744.

(11) عبد السلام ياسين، الإحسان، دار لبنان للطباعة والنشر، ط 1، 1998، ج 1، ص 101.

(12) مصطفى مبارك إيدوز، إن الله تعالى يحب، دار الكتاب العلمية، 1719، بيروت، صص73- 38.

(13) عبد السلام ياسين، الإحسان، م. س، ص 102.

(14) تهذيب مدارج السالكين، ابن القيم الجوزية، هذبه عبد المنعم صالح العلي، دار النشر للجامعات، ط 1، 2010، القاهرة، ص 90.

(15) عبد السلام ياسين، العدل: الإسلاميون والحكم، مطبوعات الأفق، ط 1، 2000، الدار البيضاء، ص187.