إذا رأيتم الرجل.. فاشهدوا

Cover Image for إذا رأيتم الرجل.. فاشهدوا
نشر بتاريخ

في حديث رسول الله الذي رواه سيدنا أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان”.
صريح حديث المصطفى هو أن يشهد المسلم لأخيه المسلم بصالح أعماله وفضائل ما يأتي به من قول أو فعل صالح جليل. والحديث يركز على الشهادة بالإيمان لكل مسلم يداوم على الصلاة وإتيان المساجد وارتيادها.
الشاهد عندنا في هذا الحديث النبوي الشريف هو تأكيد المصطفى وتحريضه للمسلمين بإظهار شهادتهم في الدنيا لإخوانهم في الملة والدين بالإيمان والإحسان والبلاء الحسن في الخير والجهاد.
والشهادة قد تتخذ أشكالا مختلفة ومتنوعة، فتكون شهادة المرء لأخيه المسلم باللسان وما يعبر عنه بجميل الكلمات وفصيح العبارات. وقد تكون الشهادة بلسان الحال من خلال الحضور الشاهد والمواقف الناصعة عن قرب أو من بعيد.
وقد تكون الشهادة فردية من امرئ مسلم لأخيه المسلم، وقد تأتي شهادة جماعية لثلة من المسلمين لفرد أو جماعة تكبر أو تصغر عددا وانتشارا من أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الجهاد المبارك الذي تقوده البوم المقاومة الفلسطينية الباسلة في قطاع غزة ومدن الضفة الغربية، هو عمل صالح يرضاه الله ورسوله والمؤمنون، وما ذلك إلا لأنه يتوخى الذود عن مقدسات المسلمين في بيت المقدس ومسرى نبينا وباقي الأرض المباركة، ويسعى للدفاع عن حرمات المسلمين المؤمنين من المرابطين والمرابطات بالمسجد الأقصى، الذين طالتهم أيدي البغي والعدوان الصهيونية.
جهاد الشعب الفلسطيني بمقاومته المسلحة وإنجازها الباهر “طوفان الأقصى”، وبالمدنيبن منه المرابطين المتشبثين بأرضهم المحتسبين على الله وحده شهداءهم وجرحاهم ودماءهم، يستدعي من كل المسلمين، فرادى وجماعات، أولا الدعم والمساندة بكل أشكالها. وثانيا يستلزم منهم الشهادة لله وفي الله بأن أهل فلسطين ما وهنوا ولا جبنوا ولا تخلفوا عن الجهاد والثبات على الحق في وجه الصهاينة المجرمين.
شهادة تثبتهم وتشد من أزرهم في الدنيا و تكون لهم شفيعا وتاجا في الآخرة.
ولا يضر بعد ذلك أن تكون هذه الشهادة كلمة يلقيها الانسان ابتغاء وجه الله ونصرة إخوانه في فلسطين.
أو أن تكون الشهادة دعما ماديا يصل أثره إلى فلسطين، أو أن تصير هذه الشهادة عبارة عن مسيرات تضامنية تفضح التخاذل أو إبداعات فنية تمجد الحق وأصحابه أو محتويات إعلامية تعرف بالقضية وترفع الغشاوة عن أعين المتابعين والمهتمين بمصير فلسطين.
في ديننا شهادة الزور كبيرة من الكبائر ومثلها كذلك كتم الشهادة. وبين قول الزور والسكوت عن قول الحق ينبغي أن يقف المسلم شاهدا ومبشرا وداعيا إلى الله بالنصر والتمكين لأهل فلسطين.