يوميات طالب المغفرة
يا طالب المغفرة ها هو الشهر بين يديك، يبتدئ بأيام للرحمة تسعك وتسع والديك، ويتوسط بمغفرة تغنيك وتغني من لديك، وينتهي بعتق رقبتك وساعديك. يا طالب المغفرة تب في أول يوم من رمضان توبة المقلع عن المعصية لا رجوع بعدها، فبابه سبحانه مفتوحة لا انسداد لها. فإن لم يُتب علينا في رمضان، فمتى يتاب علينا؟
وفي اليوم الثاني: صل من قطعك ولا تتردد في رفع السماعة لأذنيك، فذاك أقل ما يمكن فعله لديك.
وفي اليوم الثالث: قم بعمل يكون أجره مردود إليك، ولا تحقرن من الذنوب شيئا، ولا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر إلى عظمة من عصيت.
وفي اليوم الرابع: اجتهد بالعبادة، أكثر من الطاعة تنل رضا الله ووالديك.
وفي اليوم الخامس: تذكر أن ربك ومولاك أرحم من غيرك وهو غني عنك وعن طاعتك. تذكر، كيف يعاملك وكيف تعامله. تعصيه فيستر عليك، وتتمادى في المعصية فيحلم عليك، وتسرف على نفسك في الذنوب فيدعوك للمغفرة والتوبة. يقول تعالى: ” قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعا، إنه هو الغفور الرحيم”.
وفي اليوم السادس: ق حواسك من الذنوب والسيئات وخاصة عينيك.
وفي اليوم السابع: احفظ لسانك من الغيبة والنميمة ولا تتكلم إلا بما يصلح لك ولغيرك.
وفي اليوم الثامن: انفق من مالك. وتذكر حديث رسولك عليه الصلاة والسلام: “اللهم أعط منفقا خلفا واعط ممسكا تلفا”.
وفي اليوم التاسع: اجعل القرآن صاحبك لليوم وغدا ودائما وسرمدا.
وفي اليوم العاشر: احمل رجليك واذهب إلى المقبرة، وتذكر من كان له الفضل عليك أبدا.
وليس ما تجريه في يوم منه تغفل عنه آخر وإنما تطلب المزيد، فذاك حال من يرفع الهامة لتعانق السماء، وتغرف من العطاء.
يا طالب المغفرة،
إن أنهارا من المغفرة أمامك توشك أن تجري من أجلك، فهلا انغمست فيها، لعلها تطهرك، لعلها تغسل لك صحائف، ولعلها تكفر ذنوبا طالما حالت بينك وبين ربك.
ألا ما أعظمك يا شهر الغفران والرحمة لو عرفك طالب المغفرة حق المعرفة لتمنى أن يكون العام كله رمضان ولسماك: مدرسة الثلاثين يوما”.