يوسف عليه السلام (3).. حصحص الحق

Cover Image for يوسف عليه السلام (3).. حصحص الحق
نشر بتاريخ

سأل العبد الفتى من دون

الله يرجو عطفه ومناهُ
فقضى بالسجن بضع سنينٍ

وقضى الله له ما قضاهُ
من أتى الله يريد نوالا

أجزل الله له ما كفاهُ
لا يكون السؤل إلا لربٍّ

مخلصا في فعله ودعاهُ
في منامٍ قد رآها عزيزٌ

رؤيةً تشقي تقضّ هناهُ
بقراتٍ قد تبدت سمانا

تتبع السبع العجاف رؤاهُ
تأكل المتن لها و الثنايا

تجهد الأين وتبلي بلاهُ
سنبلات سبع خضر طوتها

يابسات في حشاها رداهُ
قال تحتالون سبع سنينٍ

باقتصادٍ في تمامٍ وعاهُ
ثم تأتي سبع سن عجاف

تأكل الزرع وينجو بقاهُ
ثم عام فيه يعلو نعيمٌ

يبلغ الخير إليكم جداهُ
واصطفاه في بلاطٍ عزيزٌ

يرتجي النصح إليه دعاهُ
قد أتاه الله علم يقينٍ

يحسن التدبير يبدو مداهُ
ذكر العهد الذي ما تناسى

عن محالٍ كان ظلما لحاهُ
واستبان الأمر لعين عزيزٍ

حصحص الحقُّ لاح لواهُ
إذ أشاعت زوجه صدق قولٍ

نعم عبدا يوسف ما حواهُ
كان عبدا في السجايا تقيّا

يحفظ العهد ويحمي حماهُ
لم يخن عهدا وهذا محالٌ

حفظ الله الفتى ورعاهُ
أفرد الله له كل ذخرٍ

في مقامٍ قد تسامى علاهُ
قد أتاه منه علمٌ وحكمٌ

خصه بالقرب ثم اصطفاهُ
جاء مصرا إخوةٌ بعد جدبٍ

والمنى يرجو العطاء رجاهُ
دخلوا في عصبةٍ صرح ملك

إذ حباهم ميرة من جداهُ
ثم نادى فيهم أين صنو؟

من أبيكم عل يلقى عطاهُ ؟
إن قدمتم قابلا فاصحبوه

كي يزيد الكيل فيه نداهُ
إن أبيتم ليس لي من عطاء

ردد القول عليهم كراه
ردّ عنهم بيعهم فيه ذخرٌ

كي يعيدوا عهده في صباهُ
راودوا يعقوب عنه مرارا

لم يشأ وقع مصيرٍ أباهُ
أخذ العهد عليهم وثوقا

أن يعيدوا أنسه وضُناهُ
ادخلوا أبوابها في شتاتٍ

إذ يداري لهفه و شقاهُ
دخلوا المقصد حيث دعاهم

ليس يغني ذوده وحماهُ
لم يزدهم غير بعدٍ وصدٍّ

ثم أدنى منه أنسا أخاهُ
جهز القوم بزادٍ وحسنى

ثم كاد الفعل فيه صلاهُ
قد سرقتم للعزيز صواعا

قد أردتم ضره وأذاهُ
أغلظوا القول له واتهاما

فانزوى عنهم يداري شجاهُ
قرب الصنو إليه مسرّا

في صواعٍ للعزيز زواهُ
فاستفاقت في أبيهم معانٍ

ذكريات قلدته أساهُ
صارحوا والدهم في أخيهم

أخبروه الأمر زادوا شقاهُ
ذكرته يوسفا خير نجلٍ

ظل عمرا يستعيد صداهُ
يسكب الدمع عليه غزيرا

يرتجي منه رجوعا دراهُ
أمر الأولاد أن يبلغوه

في احتسابٍ أمره ودعاهُ
قد أتوه يحملون قميصا

فيه برءٌ فيه بشرى رداهُ
وضح الأمر وكان انكشافٌ

أبصر الأعمى رأت مقلتاهُ
ثم خروا له بعد اعتلاءٍ

سجدا إذ ذكروه رؤاهُ
قرب العرش إليه أبويه

وانجلى الحق لعهد رآهُ
هو للإسلام دينٌ مديدٌ

حنفيٌّ فيه طهرٌ جلاهُ