يا أبت افعل ما تؤمر

Cover Image for يا أبت افعل ما تؤمر
نشر بتاريخ

قصة رائعة في البر والطاعة والإحسان، تحيلنا إلى موقف فداء وابتلاء.

” فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين”

موقف تسليم وتصديق من أب شيخ كان قد تعلق قلبه بالذرية الصالحة فأكرمه الخالق المنان بابنه إسماعيل عليه السلام، وليبلو صبره وثباته، يلهمه مناما ذبحه والرؤيا الصالحة في حق النبيئين عليهم السلام حق.

وبالمقابل موقف بر ورضوخ وصبر واستسلام من ابن طائع بار كريم، فجاء الفرج من الكريم فداء من السماء: “فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم وتركنا عليه في الآخرين سلام على إبراهيم كذلك نجزي المحسنين إنه من عبادنا المؤمنين وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين”، فداه الكريم بذبح عظيم لتظل قصة خالدة تحييها الأجيال المؤمنة المتلاحقة كل سنة في العاشر من ذي الحجة ولتتوج بها ليال عشر هي أعظم أيام السنة عند بارئها لاجتماع أمهات الفضائل والطاعات فيها. هي أيام قربات وصيام وذكر وقيام وتبتل وحج وطواف وسعي ووقوف بأفضل صعيد، وإشهاد من الله تعالى لملائكته على مغفرته لعباده.

هي أيام أقسم بها المنان ورفع أجر العامل فيها بحيث لا يدانيه أحد إلا من خرج في سبيل الله بماله ونفسه فذهب كلا. قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه ابن حبان في صحيحه وابن خزيمة:”ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من أيام هذه العشر، قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله، قال عليه السلام: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء”.

هي أيام ذكر وتكبير وتذكر بما من الله تعالى على عباده برفع التضحية بالأبناء بالكبش الفداء الذي مع أول قطرة من دمه يوم النحر يغفر الله ذنوب المضحي.

هي أيام غنم أفلا نغنمها.