وصية عجوز لوردة يوم زفافها

Cover Image for وصية عجوز لوردة يوم زفافها
نشر بتاريخ

كان عنوان رسالة زوجي الأولى إلي: وردتي العزيزة .
ما أحلى تلك الأيام، ذكريات جميلة، أرجع بذاكرتي إلى الوراء إلى عشر سنوات ونيف من زواجي.
كنت وردة متفتحة، ترعرعت داخل أسرة يعمها الفرح والضحك والابتسامة، لا مكان للحزن فيها ولا للعوادي.
أكرمني الله بوالد، رحمه الله، كله محبة ومسؤولية، وحياته كلها لأسرته وأبنائه. لا زلت أتذكر أول كلمة قالها لي عندما تقدم زوجي لخطبتي، “بنيتي، إن لم تسعك الأرض فحضني مأوى لك، سنة الحياة أن تتزوج البنت وترحل لبيت زوجها.
بنيتي لا تظني أنني أطردك من بيتك، محبتك في قلبي واسعة والزواج سنة بديعة. رحمك الله والدي و رضي الله عنك، كنت خير معلم وأب لي. كانت سنوات زواجي الأولى جميلة بجمال يوم مزهر ولا تزال، لكن مع مرور الأيام والسنين، كثرت المهام والهموم، فكنت دائما أتذكر قولة امرأة عجوز حضرت حفل زفافي آنذاك، أخذت بيدي وقالت لي:
“حبيبتي، الزواج صبر ومكافحة وليس جورا ومرافعة
الزواج حب وتغافل وليس بغضا وتنافراـ،
الزواج ود وتعاون وليس كرها و تنازلا
الزواج عقل وتبادل للأفكار لا مجال فيه للاستهتار
الزواج ميثاق لا مجال فيه للهراء
بنيتي، سترحلين إلى بيت غير بيتك، وأناس طبائعهم قد لا تلائم طباعك، فتبصري ولا تتسرعي، لأنك ستكونين داخل أسرة قد تكون جنتك إن أردت، أو قد تتحول إلى نار والعياذ بالله إن أبيت، كوني وردة في بستانك الجميل، وردة ناعمة آسرة تفوح ودا وجلالا، كوني نجمة في صفاء السماء، تحمل معاني النقاء، تبتعد عن كل ما يلوث بياض قلبها الندي.
لا أخفيكم سرا، شعرت بقشعريرة عمت جسدي، أيقظتني العجوز من خيال ظننته هياما، فقررت أن أفوز في الامتحان، أن تصبح أسرتي جنتي، أن أؤدي من أجل ذلك المهام بمسؤولية وتفان، أن أحسن رعاية ما استأمنت عليه، وأن أرعى ما استرعيت لنتكامل نحن الزوجان ونصل بأسرتنا إلى بر الأمان.