هيئات من العمق المجتمعي المغربي تجدد مواقفها التاريخية من القضية الفلسطينية وضد التطبيع

Cover Image for هيئات من العمق المجتمعي المغربي تجدد مواقفها التاريخية من القضية الفلسطينية وضد التطبيع
نشر بتاريخ

جددت المسيرة الشعبية اليوم، الأحد 24 دجنبر 2023 في شوارع العاصمة المغربية الرباط، موقف الشعب المغربي وقواه الحية التي حضرت لتغني سجلها الحافل بالدعم والنصرة والتضامن والتبني غير المشروط للقضية في كل منعرجاتها وانعطافاتها التاريخية، ولتؤكد أن كل الهيئات المجتمعية المغربية الحية بامتداداتها الجماهيرية، والتي تمثل العمق المغربي الشعبي، مهما اختلفت في آرائها السياسية والفكرية، فإنها تتّحد وتتجدد وحدتها إذا تعلق الأمر بهذه القضية بصرف النظر عن التوصيف والنظرة الإيديولوجية لها التي تتراوح بين كونها “وطنية” و”مركزية” و”مصيرية” و”قومية”…

د. متوكل: كل أحرار العالم ملزمون بالضغط على حكوماتهم لوقف هذه الحرب الهمجية 

واعتبر الدكتور عبد الواحد متوكل رئيس الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان أن مسيرة اليوم، هي واحدة من عشرات ومئات المسيرات التي خرج فيها الشعب المغربي ليعبر عن تضامنه المطلق مع إخواننا في فلسطين ولإدانة الجرائم البشعة التي يرتكبها الصهاينة في حقهم.

وتأسف عضو مجلس الإرشاد لجماعة العدل والإحسان بشدة، في تصريح لبوابتنا من مقدمة المسيرة أمام البرلمان، لما يفعله الصهاينة بتقتيلهم للأطفال والنساء والشيوخ وتهديمهم للبنيات التحتية من مبان ومدارس ومنشآت وغيرها بدعم مباشر وغير مباشر من عدد من الأنظمة والحكومات الدولية.

ودعا متوكل كل الشعوب العربية والإسلامية للقيام بما يلزم للضغط على حكوماتها لنجدة إخواننا في فلسطين، وللضغط على الحكومات التي طبّعت مع الكيان الصهيوني ومنها النظام المغربي، لإيقاف هذا التطبيع المدان بكل أشكاله والذي ينبغي أن يتوقف حالا، معتبرا أنه لا يمكن التطبيع مع القتلة للأبرياء، كما دعا كل الأحرار في العالم إلى الضغط على حكوماتهم من أجل إيقاف هذه الحرب الهمجية التي تستمر لما يقرب من ثمانين يوما أمام أنظار العالم.

وحيا المتحدث المقاومة الفلسطينية على صمودها واستماتتها في الدفاع عن فلسطين وعن غزة وكل الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية، داعيا إياها إلى المزيد من الصبر، ومشددا على أنهم سينتصرون قريبا بإذن الله وسيُهزم الصهاينة وحلفاؤهم في القريب إن شاء الله. 

ذ. مضماض: القضية الفلسطينية ستتحرر بفعل مقاومتها الباسلة وشعبها العظيم الجبار

أما نائب منسق الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، الأستاذ الطيب مضماض، فاعتبر أن هذه المسيرة التي دعوت إليها الجبهة، والتي تشارك فيها أكثر من 25 هيئة سياسية ونقابية وحقوقية وجمعوية تمثل كافة الطيف السياسي والحقوقي والنقابي والمرجعي المغربي، وهو الصوت الحقيقي للشعب المغربي فيما يخص القضية الفلسطينية، هي من أجل موقفين اثنين.

الموقف الأول هو أن هذه الجماهير التي تمثل الشعب وتصدح بصوت واحد هي ضد التطبيع ومصرة على إسقاطه، الثاني هو أن الشعب المغربي كل الشعب مع القضية الفلسطينية ومع الشعب الفلسطيني ومع ثورته حتى ينتصر ويحرر أرضه من البحر إلى النهر وعاصمتها القدس.

وعبر نائب منسق الجبهة عن تحاياه لكل شعوب العالم في كل القارات على انتفاضتها في وجه الإمبريالية والصهيونية العالمية من أجل وضع حد لهذه الإبادة الجماعية ضد فلسطين وضد غزة ومن أجل تحرير فلسطين.

وشدد مضماض على أن عدالة القضية الفلسطينية هو أكبر دليل على أنها ستتحرر بفعل مقاومتها الباسلة وبفعل شعبها العظيم الجبار كما سيتحرر المغرب من الاستبداد ومن الصهاينة ومن التطبيع معهم.

ذ. السفياني: نعمل على تأسيس هيئة شعبية عالمية ضد الصهيونية وضد الإمبريالية

من جهته اعتبر الأستاذ خالد السفياني، المنسق العام للمؤتمر القومي الإسلامي، أن الأحداث التي وقعت منذ 7 أكتوبر إلى اليوم أثبتت أن التطبيع ساقط والصهاينة غادروا ولا يستطيعون تحمل مسؤولية يوم واحد على أرضنا، “لكننا نريده أن يسقط قانونيا ورسميا وأن تقطع كل الصلات مع الصهاينة أيا كانت طبيعتها”.

وأشار إلى أن المغرب كان يمكنه أن يلعب دورا في العمل على محاكمة المجرمين الإرهابيين الصهاينة والإدارة الأمريكية وكل من دعم هذه الأنهار من الدماء لأطفال فلسطين وطردهم من المنتديات الدولية، مشددا على أن مسيرة اليوم عندما تطالب بإسقاط التطبيع مع الصهاينة فلأن الشعب المغربي يعي جيدا معنى التطبيع مع هؤلاء.

وبينما شدد السفياني في تصريحه لنا على أهمية الاستمرار في تعبئة الرأي العام العالمي، من خلال العمل “على تأسيس هيئة شعبية عالمية ضد الصهيونية وضد الإمبريالية” اعتبر أن هذه المسيرة لا تنفك عن كل تلك الجهود، ورسائلها كثيرة، منها ما هو “إلى الفلسطينيين بأننا نحن معها وسنستمر، وإلى الصهاينة بأن ما عولوا عليه بالضعف والنسيان لن يقع وسنستمر وسنبقى إلى أن تتحرّر فلسطين ونحن نؤمن بذلك والله تعالى وعدنا، وإلى الرأي العام العالمي بأن يستمر في تحركاته والضغط على الحكام والحكومات لاتخاذ المواقف الضرورية”.

ونوه المتحدث بهذه المسيرة، معتبرا أنها وإن كان الداعي إليها هو الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، إلا أنها تضم مختلف مكونات البلد “وهذا شيء نعتز به جميعا ونتمنى أن يصبح ديدننا جميعا فيما يتعلق بموضوع فلسطين، لأنني أعلم أن كل من يدعم هذه القضية لا يدعمها شكلا فقط، وإنما الشعب المغرب كله يدعم القضية ويحبها ويعتبر فلسطين جزءا منه وهي جزء منها”.

ذ. فلولي: أما آن لدولتنا في ظل الجرائم الصهيونية أن تستجيب لنبض الشارع بوقف التطبيع؟

أما الأستاذ رشيد فلولي، منسق مجلس شورى حركة التوحيد والإصلاح، فاعتبر أن دلالات هذه المسيرة اليوم، هي نفسها التي تتكرر منذ 07 أكتوبر إلى اليوم، موضحا أن كل الوقفات وكل المسيرات في كل المدن المغربية، عبر من خلالها الشعب المغربي بصوت واحد عن صوته بوقف التطبيع، ونحن هنا نطالب الدولة والمسؤولين بالمطلب ذاته، خاصة ونحن في الذكرى الثالثة للتطبيع الثلاثي المشؤوم.

وتساءل المتحدث في تصريحه لنا من مقدمة المسيرة “أما آن للدولة المغربية في ظل الجرائم الصهيونية واستشهاد أكثر من 20 ألف شهيد وهذا التكالب الدولي الذي تقوده أمريكا على أهلنا في غزة، أما آن لها أن تستجيب لنبض الشارع المغربي الذي عبر في استفتاء شعبي غير مسبوق على أن مسار الدولة المغربية في التطبيع مع العدو الصهيوني هو إساءة بالغة للشعب المغربي ولتاريخ الشعب المغربي”.

واسترسل موضحا أن معركة 07 أكتوبر ومعركة طوفان الأقصى مسؤولية وتاريخ سيكتب، لذلك إذا لم تسارع الدولة إلى اتخاذ المواقف المناسبة، “فهو سكوت وصمت وخذلان وهو بمثابة تزكية وشرعنة لهاته الجرائم”.

فالدلالة الأساسية لهذه المسرات، هو لدفع المسؤولين المغاربة لاتخاذ مواقف لله وللتاريخ، ولإغاثة أهلنا ولإضفاء مصداقية على الخطاب الرسمي بأن القضية الفلسطينية في مرتبة القضية الوطنية، بالتالي فتنظيمنا ودعوتنا ومشاركاتنا في كل الوقفات والمسيرات هو في هذا الاتجاه، يقول فلولي.

ذ. براجع: النضال ضد التطبيع هو النضال ضد الاستبداد والمعركة واحدة

من جهته اعتبر الأستاذ جمال براجع، الأمين العالم لحزب النهج الديموقراطي العمالي، أن المسيرة الشعبية الحاشدة اليوم، هي لحظة تاريخية ويوم مشهود في تاريخ نضال الشعب المغربي بجميع فئاته، الذي أكد من جديد أنه مع القضية الفلسطينية التي يعتبرها قضيته الوطنية ومعركته وليس فقط متضامنا.

وتابع “هذا العدو نعتبره عدوا ضد الشعب المغربي من خلال هذا التحالف الإمبريالي الصهيوني الرجعي الذي يدعمه”، مشددا على أن “أفضل ما يمكن تقديمه للشعب الفلسطيني هو النضال ضد هذا النظام المخزني القائم لإسقاط الاستبداد وبناء نظام ديموقراطي حقيقي ينعم فيه الشعب المغربي بالحرية والسيادة”، لأن النضال ضد التطبيع هو النضال ضد الاستبداد الذي وقع تلك المعاهدات.

وبينما شدد المتحدث على أن التطبيع لا مستقبل له في المغرب ولا مفر من إغلاق مكتب الاتصال الصهيوني في المغرب، اعتبر أيضا أن المعركة التي يقودها الشعب الفلسطيني ومقاومته ضد الكيان الصهيوني في حربه الإجرامية، هي حلقة من حلقات مسلسل اغتصاب الأرض والتهجير والمجازر الصهيونية، مشددا على أن “معركتنا واحدة ضد هذا الكيان الغاصب”.

وشدد براجع على أن هذه الحرب الإجرامية وحرب التطهير العرقي الممنهجة التي يشنها الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، هي “تطبيق للمخطط الإمبريالي الصهيوني في المنطقة وهو إعادة تشكيل المنطقة من جديد وفق الرؤية الأمريكية لاستمرار الهيمنة على مقدرات المنطقة الاقتصادية وإخضاع الشعوب وإدامة التبيعة والتقسيم والتجزئة ليبقى هذا الكيان دائما المقدمة الأمامية واليد الإمبريالية لفرض هذه الهيمنة والسيطرة على المنطقة.

ذ. بوطوالة ينوه بالملاحم البطولية للمقاومة وبالصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني في محرقة يشاهدها العالم

علي بوطوالة نائب الأمين العام لحزب فيدرالية اليسار الديموقراطي، ذهب بدوره إلى أن مسيرة اليوم هي حلقة أخرى ضمن مسيرات الشعب المغربي التي نظمتها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، من أجل “تأكيد استفتاء الشعب المغربي من جديد وموقفه الجماعي من أجل المناداة بوقف التطبيع وإغلاق مكتب الاتصال “الإسرائيلي” وتأكيد الدعم المطلق للشعب الفلسطيني ولكفاحه العادل من أجل انتزاع حقوقه المشروعة في التحرير وعودة اللاجئين وبناء دولته الوطنية وعاصمتها القدس”.

واعتبر بوطوالة أن هذه المسيرة تندرج ضمن الانتفاضات والمسيرات الشعبية في العالم بأسره للمناداة بصوت واحد لـ”وقف حرب الإبادات الجماعية التي يشنها كيان الاحتلال الغاصب، كيان الأبرتايد الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الذي يحتله منذ 75 سنة”، مشددا على غياب أي حل للقضية دون “تحرير فلسطين وبتفكيك الكيان الصهيوني وبناء الدولة الفلسطينية”.

ورفع بوطوالة من الرباط، تحايا الصمود للمقاومة الفلسطينية التي “تسجل ملاحم بطولية مع شعبها الذي يسجل ببدوره صمودا أسطوريا في هذه المذبحة والمحرقة التي يتعرض لها أمام أنظار العالم وأمام عجز المنتظم الدولي عن اتخاذ موقف جريء لفرض وقف إطلاق النار”.

ذ. بنعمرو: حضورنا هو لتأكيد تضامننا مع الشعب الفلسطيني في كفاحه لإقامة دولته وإنهاء الاحتلال

وبصم الحقوقي المغربي الأستاذ عبد الرحمان بنعمر هذه المسيرة بحضوره الذي لا ينفك عن رمزيته، باعتباره مناضلا مغربيا بارزا داعما لعدد من القضايا الأساسية للشعب المغربي.

واعتبر بنعمرو في تصريحه لنا، أن حضوره لهذه المسيرة “مع عدد من المناضلين وممثلي الأحزاب وعلى رأسهم حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي”، هو من أجل “تأكيد تضامننا مع الشعب الفلسطيني في كفاحه ونضاله وتضحياته من أجل إقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس”.

وأشار المتحدث من مقدمة المسيرة الشعبية بجانب الرموز المجتمعية المغربية إلى أن هذه التظاهرة تهدف مثل باقي التظاهرات الشعبية المغربية، إلى “دعم الشعب الفلسطيني لإنهاء الاحتلال الصهيوني ومقاومة كل حلفائه وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية”.