هود عليه السلام (عاد: كفر النعم)

Cover Image for هود عليه السلام
(عاد: كفر النعم)
نشر بتاريخ

أكرم الله نبيا رسولا

هوده بالفضل ثم اجتباهُ
خصه منه عظيم مقام

مع رسْل في العلا قد علاهُ
جاء هود قومه في ثبات

ناصحا يجلو النداء نداهُ
عادُ قومٌ أشركوا بالإله

وارتموا في حضن بغي نفاهُ
قابلوا الفضل له بجحودٍ

وامتطوا أبواب شرك قلاهُ
هم قبيلٌ قد أتتهم مزايا

بسطة في قوة ثم تاهوا
عبثا يتخذون بناء

يرتجون الخلد فيه تباهوا
حكمة منه ففيها اختبارٌ

واحتكامٌ فيه سرٌ جراهُ
يُعلِم الله الرسولَ الخفايا

يكشف السرَ له قد كماهُ
يظهر الحق لهم بعد حينٍ

ينجلي الحق فيعلو لواهُ
فاستمد الحكمَ هودٌ جليا

من إله صانه ورعاهُ
كذّبت عادٌ بوحيٍ أتاها

وابتلاء صح منه ابتلاهُ
سلّط الله عليهم عذابا

أخذتهم صيحة من نكاهُ
يبطشون البطشة الظلم منها

أشعل الشرّ عليه أساهُ
أمحلوا بعد الجحود وبادوا

وقضى الله عليهم قضاهُ
وانتهت أحلامهم كسرابٍ

واستبان الحق فيه رضاهُ
وانمحت دولة بغيٍ وظلمٍ

واعتداء بعد عهد محاهُ
قصة صارت مثالا جليا

لاقتدار – ليت شعري – بناهُ
ليس فيها حبكة أو خيال

وادعاء منه فكر حكاهُ
ليس فيها غير حقّ و عدل

وامتداد للهدى قد رعاهُ
هذه الأيام تمضي تباعا

تحمل النور فيبدو سناهُ
تنذر الأحقاف ريحا جسورا

أعقبت شرّا أمرّت ذراهُ
جعلت أجسادهم في رميم

وانتهاء خطه مذ بداهُ
من عذاب فيه حقّ وفصل

بعد أمر عبده قد نواهُ
تلك عادٌ جحدوا واستبدوا

جهدهم واستبعدوا ما حكاهُ
إذ رأوه عارضا قد أتاهم

في نذير جاءهم ثم فاهوا
عارضٌ ممطرهم بل عذابٌ

فالقضاء الفصل فيه بلاهُ
وكذا تمضي الزواجر تجلو

للورى فيها اليقين نراهُ
كل قوم أبدلوا الحق ظلما

نالهم في الحادثات قضاهُ
سيظل الحق يعلو ويعلو

يكسر الشر فتخبو جذاه
هو للإسلام دينٌ مديدٌ

حنفيٌّ فيه طهرٌ جلاهُ