هنا تسكب العبرات…

Cover Image for هنا تسكب العبرات…
نشر بتاريخ

هنا تسكب العبرات خضوعا وإجلالا، هنا تسكب العبرات محبة واشتياقا، هنا تسكب العبرات إقبالا واستلاما.

هنا تسكب العبرات يا عمر، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجر فاستلمه ثم وضع شفتيه عليه يبكي طويلا، فالتفت فإذا هو بعمر بن الخطاب يبكي. فقال : “يا عمر ! هنا تسكب العبرات” رواه ابن ماجه في المناسك.

ما بال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكى وهو يقبل حجر، وما بال سيدنا عمر يبكي لبكائه وهو الذي قال في ما رواه عنه ابن شهاب أنه رضي الله عنه قبل الحجر وقال: والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك” فقال علي بن أبي طالب:”أما أنه ينفع ويضر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:” أن الله تبارك وتعالى لما أخذ العهد على آدم وذريته، أودعه في رق في هذا الحجر ، فهو يشهد لمن وافاه يوم القيامة”.

يمين الله في أرضه

بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم إعظاما وإجلالا وهو يقبل يمين الله في أرضه وهو يقول:”الله أكبر، الله أكبر، اللهم إيمانا بك، ووفاءا بعهدك وتصديقا بكتابك وإتباعا لسنة نبيك”، صافحه و بايعه على العهد الذي أخد سبحانه على بني آدم من ظهورهم يقول الله تعالى: «وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّاتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ. أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ. وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ» (الأعراف، 7/172-174)، عهد على الطاعة والعبودية له سبحانه وتجديد العهد معه كلما خبا الإيمان وتقادم. عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الحجر الأسود يمين الله في الأرض يصافح بها عباده”، ولنا في رسول الله أسوة حسنة.

أصله ووصفه

هو حجر صقيل بيضي، غير منتظم، لونه أسود يميل إلى الاحمرار، وفيه نقط حمراء، وتعاريج صفراء، يوجد في الركن الذي يلي باب الكعبة المشرفة: الركن الجنوبي الشرقي، و الذي يقال له الركن اليماني. وضعه سيدنا إبراهيم عليه السلام على قواعده التي أمره الله أن يرفعها ليكون علامة للناس يبتدئون منها الطواف، وقد أتاه به سيدنا جبريل عليه السلام من الجنة عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” الحجر الأسود من حجارة الجنة “. أخرجه البيهقي في السنن بل هو من يواقيتها روى الترمذي و ابن حبان في صحيحه مرفوعا ” الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة ولولا أن الله طمس نورهما لأضاء ما بين المشرق والمغرب”.من أعظم فضائله شهادته يوم القيامة لمن استلمه بكل وجه من الوجوه، وبنية التوحيد والافتقار يشهد له عن صدق عهده وتوبته، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : “ليبعثن الله الحجر يوم القيامة له عينان، يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد على من استلمه بحق.” أخرجه البيهقي في السنن الكبرى.من أعظم فضائله شهادته يوم القيامة لمن استلمه بكل وجه من الوجوه، وبنية التوحيد والافتقار يشهد له عن صدق عهده وتوبته، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : “ليبعثن الله الحجر يوم القيامة له عينان، يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد على من استلمه بحق.” أخرجه البيهقي في السنن الكبرى.

ومن فضائله أنه من مواطن استجابة الدعاء روى الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : “الركن الأسود نور من أنوار الجنة ، وما من أحد يدعو الله عز وجل عنده ، إلا استجيب له” رواه البيهقي في السنن الكبرى.