عقدت الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، اليوم الخميس 16 مارس 2023، لقاء تواصليا مباشرا مع الرأي العام لبسط تفاصيل ملف المعتقل السياسي الدكتور محمد أعراب باعسو، ونقلت أطوارَه قناة الشاهد الإلكترونية.
اللقاء الذي أداره الأستاذ سمير زردة من قادة الجماعة بمكناس، وحضره كل من عضوي الأمانة العامة للدائرة السياسية الأستاذ حسن بناجح والدكتور محمد بنمسعود، والأستاذ لحسن باعسو شقيق المعتقل باعسو؛ يأتي بعد أزيد من أربعة أشهر على اعتقال باعسو. ليسلط الضوء على مختلف أنواع العسف التي طالته باستعمال طرق تنتمي إلى عهود ظن المغاربة أنهم قطعوا معها منذ سنين.
وفي قراءته للتصريح الصحافي لهذا اللقاء التواصلي، اعتبر الأستاذ حسن بناجح، أن الطريقة الهوليودية التي جرى بها توقيف باعسو، والتشهير الممنهج في المواقع المحسوبة على المخزن أو التابعة له، والضغط على أسرته للاعتراف بوقائع من نسج خيال الأجهزة المتورطة في فبركة الملف، والطريقة المفضوحة التي ضغطت بها على سيدات للإدلاء بأقوال وشهادات متناقضة من مرحلة إلى أخرى، كلها تؤكد أن اعتقال ومتابعة الأخ باعسو ليس معزولا عن مسلسل التضييق ضد جماعة العدل والإحسان، كما تؤكد أن هذا الملف غير عادي وليس ملف شخص ولم تحركه إرادة في إقرار العدالة التي تذبح من الوريد إلى الوريد في هذا الملف.
ومما يزكي ذلك وفق كلام المتحدث، المجهود الخرافي للبحث عن ضحايا دون نتيجة، والتأخير المتعمد للملف لربح الوقت بحثا عن أدلة لم يجدوا منها ما يبررون به المتابعة، وعدم الاكتراث بالدفوعات الدامغة لهيأة الدفاع، فضلا عن عدم تمتيع باعسو بالسراح المؤقت رغم تمتعه بكل الضمانات…
واعتبر بناجح أن الجماعة ارتأت تنظيم هذا اللقاء في إطار توضيح كل تلك الحقائق، وإزالة الغموض عنها وكشف كل التباس، بهدف الإخبار والإحاطة والتنوير، مشددا على أنها آثرت التريث في عقده حتى تنجلي الحقيقة للرأي العام.
وقد اختارت الجماعة التواصل مع الرأي العام بشكل تفاعلي ومباشر، للدلالة على أن هذا الملف هو ملف رأي عام وليس ملفا خاصا، وحُقَّ للمغاربة أن يعرفوا الحقيقة كاملة بشأنه بدون وسائط مشوهة ومضللة وأجيرة للأجهزة المخزنية.
وذكر بناجح أن الطابع المباشر والمفتوح للقاء، هو “رسالة لمن يضغط على بعض المنابر الإعلامية للابتعاد عن الملف أو معالجته بطريقة ببغاوية لا مكان فيها إلا للرواية المخزنية بعيدا عن مقتضيات المهنية في أقل تمثلاتها”.
وشدد المتحدث على أن اختيار مكان عقد هذه الندوة في مدينة مكناس وببيت الأخ باعسو، وبحضور كل عائلته وعدد من أصدقائه. هو “رسالة لمن يهمه الأمر بأننا واثقون من براءة أخينا الذي خبرناه منذ عقود من الزمن، وبما تضمنته المحاضر من معطيات تم التعسف في تأويلها، وبما حدث من ضغط على مشتكية لتغير أقوالها لاستغلال فاقتها وخوفها”، قبل أن يتساءل “من يتاجر إذن بالبشر؟ ومن يستغل هشاشة المغاربة؟”
يأتي اختيار هذا التوقيت أيضا “بعد اكتمال فصول المسرحية المخزنية بقرار الإحالة بتهمة الاتجار بالبشر، التي تؤكد أن القوى الحية الحقوقية وفقهاء القانون كانوا محقين حين حذروا من هذا القانون وصرحوا بأن طبيعته المبهمة ومواده الغامضة وسياق إقراره الملتبس غير مطمئن، وبأنه شبيه بظهير “كل ما من شأنه” المشؤوم”.
وبينما ندد التصريح بهذا الانتقام من الدكتور باعسو وجماعة العدل والإحسان بشكل دنيء وغير أخلاقي؛ جدد التضامن المطلق “مع أخينا باعسو وعائلته ومحبيه، وثقتنا التامة في براءته، وإشادتنا بصموده وعدم خضوعه لكل الضغوط”.
وعبر عن تقدير كل المجهودات التضامنية التي بذلها أعضاء الجماعة في مدينة مكناس بما هو معهود عنهم من وفاء وثبات وصمود، وكذا مجهودات هيئة الدفاع في كشف حقيقة هذا الملف وفراغه وعدم تناسب وقائعه مع قرار الإحالة من طرف قاضي التحقيق، فضلا عن تقدير جهود كل المتضامنين من كل الهيئات والشخصيات التي تفاعلت مع هذا الملف بما يقتضيه من تبين وفهم لخلفيات هذا الاستهداف.
وفي وقت أكد فيه تصريح هذا اللقاء التواصلي، أن مثل هذه المتابعات، لن تنال من جماعة العدل والإحسان شيئا، شدد على أنها ستبقى دائما في موقعها الطبيعي مع الشعب المغربي الذي يتعرض لموجة تفقير وتجهيل وتضليل، كما أن هذه المحاكمات ولن تثنيها عن الوفاء لمبادئها ومقاومة الظلم، أيا كان مصدره ومهما كان ثمن ذلك.
وفي تفاعله مع أسئلة متابعي اللقاء عبر المباشر إلى جانب بناجح، قال الدكتور محمد بن مسعود، إن من يتاجر حقيقة في البشر هم يتاجر في القوت اليومي للمغاربة وفي كرامتهم، ويضربون في العمق القدرة الشرائية للمواطنين بامتلاكهم للسلطة والثروة، موضحا أن قرابة ثلاثة ملايين مغربي بعد جائحة كورونا انضافوا إلى لائحة ملايين أخرى ممن يعانون من الفقر، كما أن هناك الملايين من الناس يرغمون على الدعارة لتوفير لقمة العيش، وأمثالهم يرغمون على الارتماء في البحار بحثا عن العيش الكريم…
وذهب بنمسعود إلى أن الدولة لجأت أمام ضعفها إلى تسليط بطشها على كل المخالفين وكل المعارضين لأنها لم تعد قادرة على سماع الصوت المنتقد والناصح، ولم تعد قادرة على أن تتعايش مع من يحمل مبادئ كجماعة العدل والإحسان وغيرها من الشرفاء في هذا البلد.
ويرى بنمسعود أن محاولات تشويه جماعة العدل والإحسان من قبل السلطة، له ما يبرره، فحينما يسود في ممارستها حماية الفساد بآليات الاستبداد، يصبح من الصعب عليها أن تتعايش مع من له رصيد أخلاقي داخل المجتمع، فتستهدف كل من له هذا الرصيد، ومنهم جماعة العدل والإحسان.
وقد عرف هذا اللقاء إلقاء كلمة باسم عائلة باعسو ألقاها شقيقة الأستاذ لحسن باعسو. كما عُرض شريط تعريفي بالمعتقل وبمختلف مراحل حياته وبفضله وعلمه.