أول الرسل إلى قومه نو
حٌ اجتباه ربه و اصطفاه
من ذوي العزم الكرام رسولٌ
قد دعا لله يرجو رضاه
قال: يا قوم اعبدوا الله ربي
مخلصين لا إله سواه
رددوا قولا شديد المخازي
لست منا يا ضعيفا نراه
في ضلال أنت يا نوح واه
فتولوا عنه زادوا أساه
قال يا قوم أبلغكم قو
ل الإله فيه حقٌ جلاه
كذبوه إذ أتاهم رسولا
ناصحا يعلم علما رواه
ظل فيهم عمرَه ألف سن
غير خمسين يداري عداه
لم يجبيبوا قوله إذ دعاهم
فعمت أبصارهم عنه تاهوا
لم يزل فيهم يمني و يدعو
باللسان الرطب يذكي قواه
يرتجي منهم صلاحا و رشدا
في يقين عل يلقى مناه
كبر اليوم عليكم مقامي
وادكاري بزمان جراه
فاحذروا منه عذابا و خزيا
وارقبوا الحكم عليكم قضاه
إن توليتم عن الحق نكرا
نا فإني قد شهدت دعاه
لست أرجوكم عطاء وأجرا
إنما الأجر الإله حباه
لم يجيبوا أمره في عنادٍ
أوصدوا الباب وعنه تناهوا
عبدوا دون الإله سواعا
ويغوثا ويعوقا حكاه
وكذا ودّا ونسرا فصاروا
للجحيم حطاما قضاه
جاءه وحي مبين من الل
ه يريد الأمر فيه رضاه
ظل يبني فلكه في ثباتٍ
بالغا أمرا رعاه الإله
كلما مروا عليه قلوه
واستخفوا فعله إذ جراه
قال إن تسخروا من رسولٍ
قد هداه الله رشدا حذاه
إننا نسخر منكم يقينا
يوم يأتيكم عذاب زجاه
فالعقول الغفل ترفض دينا
ويقينا والرسول تلاه
كلما قام بدين الله عبدٌ
صادق الوعد العدو رماه
من رسول أو نبيٍّ أو وريثٍ
بيّن الحق يجيب نداه
وصفوه بالجنون احتقارا
أوعدوه بالردى به فاهوا
فالإله يحفظ الدين وحيا
في كتاب قد رواه الإله
كالجبال الطود تجري دمارا
تحمل الجمع بأمر جراه
قال لن يؤمن من قومك إل
لا قليل من كثير شقاه
فاستوى نوح عليها كريما
يحمل الأزواج منها الحياه
باسمه يركب فيها إماما
يرتجي أمنا لأرض هداه
يا بني اركب هنا تلق أمنا
من هلاك ربنا قد قضاه
قال: آوي فالعلا لي نجاةٌ
من مياه فاعتلته المياه
قال: لا عاصم من أمر ربي
غير رحماه بعبد رجاه
فقضى الله عليه قضاءً
نافذا عن رحمة قد زواه
قال نوح إنه بعض أهلي
وعدك الحق وفيك رجاه
ليس من أهلك يا نوح هذا
إنه من قوم سوء نراه
إنما يؤمن من كان حيا
والإله يستجيب دعاه
ينفع المرءَ صلاةٌ و ذكرٌ
وصلاح وهدى وانتباه
ليس يبقى غير حق و نورٌ
في أديم الوجود علاه
قد دعا سرا عليهم دعاء
لا تدر منهم كفورا تلاه
صار نوحٌ للدعاة مثالا
ورعاه ربه واجتباهُ
هو للإسلام دين مديدٌ
حنفي فيه طهر جلاه