قال سيدنا سعيد بن جبير رضي الله عنه: “لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر”.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أهلَّ مُهلٌّ قطُّ، ولا كبَّر مُكبِّرٌ قطُّ، إلاَّ بُشِّر))، قيل: يا رسولَ الله بالجنَّة؟ قال: ((نعم)).
الله أكبر الله أكبر الله أكبر.. لا إله إلا الله.. الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
حين تطوف الروح بالبيت تتفكر في موقع قدميها.. كم مر هنا نبي ودفن.. وصحابي وصحابية.. وصالح ولي وعارف خفي.. ومذنب ستر الله ذنبه.. وكريم أقال الله عثراته..
كذلك تطوف روح الذاكرين على قبلة توجهها لربها..
كم من مشرك طاف بالأصنام.. قبل أن تهدم.. وذبح لغير الله وأهدى.. وقرّب ودعا..
فأين أهل المطامع الفانية.. من أهل العناية الباقية.. وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ.
مكة الجلال المتجلي.. والمدينة البهاء الطاغي.. فزائرهما يلبس النورين.. هيبة البيت وعظمته.. ورقة المدينة وعذوبتها..
الحج كرحلة إلى الله.. بذلك اللباس الأبيض، والتجرد الكامل، والاستعداد التام.. طلبا للصفح من الخلق.. وأٍداء لكل دين.. لعل الرحلة تكون آخر العهد بالدنيا.. كذلك هذه الأيام والليالي المباركات.. نعيشها كما يعيشها الحجيج.. وتصلنا أنسام تلك الطريق.. فيا لهف نفسي لحج قريب.. تغسل فيه الذنوب، وتمحى الآثام، ونعود بصفحة بيضاء.. يا رب حقق المراد..
يتردد في نفسي هذا الكلام.. لا ينبغي أن نتوقف عن تحديث أنفسنا بالحج..
حج.. حاء وجيم.. حب وجمع.. كسيل يتجمع في نقطة واحدة.. كنور يتكاثر، يتعاظم بعضه فوق بعض ليفيض على أهل الأرض جميعا..
اللهم أعظم نياتنا.. وبلغنا ما يرضيك عنا..