إن نصرة قضايا الأمة المضطهدة واجب شرعي، وإن الدفاع عن المستضعفين في الأرض الذين أوذوا في سبيل الله، واجب انساني، ثم إن مساندة الحق وأهله من الذين استشهدوا في سبيل الحق ونصرته تحقيقا للعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية واجب أخلاقي بل مسلمة من المسلمات البديهية التي لا يختلف حولها العقلاء من ذوي المروءات. فإذا فرقتنا المواقف السياسية والإيديولوجية والانتماءات الحزبية، فلا يحق لنا أن نفترق حول الحقوق الآدمية والكرامة الإنسانية، وقد صدق من نطق وأفصح أختلف معك ولكن أدافع عن حقك في التعبير والوجود حتى الموت).
إن الكلمة سلاح بل هي في كثير من الظروف والمواقف أفضل الجهاد؛ ف“عن أبي عبد الله طارق بن شهاب البجلي الأحمسي: أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وضع رجله في الغرز ـ أي الجهاد أفضل؟ قال: “كلمة حق عند سلطان جائر””، رواه النسائي، قال المنذري في الترغيب: إسناده صحيح. ويعد الموقف سلاحا، وصفحة الفيسبوك سلاحا. بالطبع إنها سلاح يقض مضجع الخونة والمفسدين في الأرض، وعبر ربوع جغرافيتنا المستعمرة من طرف حكام الجبر والعض والإكراه والغصب، الذين ليس لهم أي هدف سوى حماية كراسيهم، والتنكيل بأبنائنا وإخواننا وأخواتنا، إرضاء لأهوائهم وعبادة لشياطينهم، وتقربا وتزلفا أمريكا، وراعيّتهم إسرائيل.
إن سنة التدافع بين الحق والباطل تقتضي منا، وبالضرورة، أن نبدع في أشكال التعبير عن آلام الأمم المضطهدة، وكما تدعونا إلى خلق آليات للاحتجاج على ما تعيشه شريحة كبيرة من إخواننا من ظلم، وحيف وتقتيل ونفي واعتقال… من طرف طغمة من بني جلدتنا المنفذين للسياسة الصهيوأمريكية الرامية الى تجفيف منابع الإسلاميين من أبناء الحركة الإسلامية.
وللذين يسألونني عن بعض الآليات والطرق والوسائل لنصرة قضيتنا العادلة والمشروعة، وأمتنا العربية والإسلامية، كسوريا الشام، وبورما، وفلسطين الجريحة، وبشكل أدق قضية مصر العروبة والإسلام على وجه الخصوص، أقول لكم لا تجمدوا على نفس الوسائل، بل نوّعوا منها، ولعلي هنا أجمل لكم بعض الوسائل العملية لعلها تسعفنا جميعا في مدّ يد العون لأمتنا وإخواننا في أرض الكنانة وفي باقي ربوع أرض المسلمين، وهي كالاتي:
– نستطيع أن ندعم قضيتنا وإخواننا المضطهدين بالدعاء وكما هو معلوم إن سلاح المؤمن هو الدعاء، يقول ربنا عز وجل: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ، والدعاء مخ العبادة.
– وهناك الكلمة الصادقة ضد الظلم وتبيانا للحق ودحضا للباطل “أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر”، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
– لا بد من اليقين في نصر الله عز وجل، وموعود رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبالصبر واليقين ننال النصر في الأرض، ونتجنب إن شاء الله الهزيمة في القضية والدين.
– كتابة مقال على قصره وسيلة لنصر إخواننا في مصر، وفي جميع الأقطار العربية والإسلامية.
– ولا نحتقر تغريدة عبر الفيسبوك، بحيث إن لها من الأثر الكبير على نفوس كثير من المستضعفين من أحبابنا الأسرى وإخواننا المسلمين ما لا نتصور، فهي تزيل عنهم الهم وتفتح لهم باب الأمل في غد مشرق بإذن الله الوهاب.
– لا ننسى اللغة الإيجابية في الحديث والتطلع إلى المستقبل فهي أيضا سبيل من سبل رفع معنويات المعتصمين والمتظاهرين وأسر المعتقلين والشهداء.
– تذكروا دائما أنه إذا كان اللسان سجينا فالقلم حر، اكتبوا ولا تترددوا، خططوا السطور وانشروا الخبر الصحيح.
– ساهموا في نشر أخبار المسلمين وما يتعرضون له من قتل واعتقال وسفك للدماء وتشويه إعلامي.
– تمثّلوا القضية وكأنها قضيتكم الوحيدة، وعيشوها وكأنها قضيتكم الأولى، بل اجعلوها فرضا عينيا عليكم، لا يسقط عنكم حتى ولو دافع عنه غيركم.
– واسألوا أنفسكم ماذا لوكنتم أنتم مكان الذين شردوا وقتلوا واضطهدوا وعذبوا وحوصروا من قبل أناس لا شفقة ولا رحمة في قلوبهم.
– صوروا مقاطع من الفيديو لتسمعوا العالم صوتكم لتعبروا من خلالها عن رفضكم للإجرام الذي يلحق بأمتنا، ويسعى إلى تشويه حاضرها ومستقبلها من طرف طغمة من المتصهينين من بني جلدتنا.
– اخرجوا في مسيرات ووقفات احتجاجية رافضة للقهر والتسلط والاستبداد.
– لا ننس قضية الفن بكل أنواعه، فهو وسيلة من بين آلاف الوسائل التي تربك العدو وتزعجه وتفقده صوابه المفقود أصلا.
زبدة القول: هناك وسائل متعددة لنصرة إخواننا في مصر وسوريا وغزة وبورما وغيرها من الدول المضطهدة، إبراء للذمة أمام الله عز وجل يوم لا ينفع مال ولابنون الا من أتى الله بقلب سليم، ونصرة للأمة، وتجنبا لسخط المولى جل وعلا جراء سكوتنا عن قول الحق، وابتعادا عن هلاك الأمة، وأنا على يقين تام أن كل واحد فينا له من الامكانيات التي تجعله يبدع وبلا حدود في أشكال التضامن مما ينعكس ايجابا على قضيتنا العادلة والمشروعة، وعلينا أن نستبشر بغد أفضل وبقين تام وفرح كبير بنصر الله تعالى القائل في محكم كتابه في سورة الصافات وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ، إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ، وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ.