أطلق نشطاء مغاربة منذ يوم أمس، الإثنين 14 أبريل 2025، حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، رفضًا لرسو سفينتين تابعتين لشركة “ميرسك” الدنماركية في الموانئ المغربية، يُشتبه في نقلهما معدات عسكرية وقطع لطائرات حربية موجهة إلى جيش الكيان الصهيوني.
دعوات للاحتجاج الجمعة والأحد بالدار البيضاء وطنجة
وتداول النشطاء وسومًا أهمها “لا_تجعلوا_الموانئ_جسورا_إلى_المجازر”، ومنها “لا_لسفن_الإبادة” و”موانئ_المغرب_ليست_للقتل”، معبرين عن غضبهم من تحويل الموانئ المغربية إلى جسر لدعم الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني من قبل آلة القتل الصهيونية.
ودعت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إلى تنظيم وقفة احتجاجية يوم الجمعة 18 أبريل 2025 أمام ميناء الدار البيضاء، بالتزامن مع الموعد المتوقع لرسو سفينة “نيكسو ميرسك”.
كما دعت الجبهة إلى تنظيم مسيرة شعبية حاشدة في الدار البيضاء وأخرى مماثلة في طنجة، يوم الأحد 20 أبريل 2025، لمطالبة السلطات المغربية برفض رسو سفن “ميرسك” في ميناء الدار البيضاء وفي ميناء طنجة المتوسط، موضحة أنها سفن تحمل شحنة من المعدات الخاصة بطائرات 35-F المتوجهة نحو قاعدة “نيفاتيم” الصهيونية التي يستعملها العدو في حربه النازية.
حرام شرعا وخيانة لدماء الشهداء
وأصدر علماء ومفكرون ودعاة وخطباء وباحثون مغاربة في المغرب بيانا شرعيا أكدوا فيه أن تسهيل مرور هذه القطع الحربية، يعد تواطؤًا ماديا ومعنويا مع آلة القتل الصـهيونية، ومشاركة في العدوان على الأبرياء، ووصفوه بالخيانة لله ولرسوله ﷺ، ولدماء الشهداء، وللمواقف الشعبية الرافضة للتطــبيع. وطالبوا فيه السلطات المغربية بالوقف الفوري لأي تعاون عسكري أو لوجستي يسهم في العدوان على الفلسطينيين أو على أي مظلوم.
ووفق عدد من التدوينات في الموضوع فإن المغاربة ينظرون إلى هذه السفن الصهيونية على أنها “عناوين للغدر” الذي تقدم عليه سلطات بلادنا حينما تقبل بمرور مثل هاته الرحلات التي تحمل الموت والدمار والخراب لأهلنا في غزة.
من جهته، أصدر الاتحاد النقابي لعمال الموانئ ورجال البحر، المنضوي تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، نداءً عاجلاً يدعو فيه كافة العاملين والمتدخلين بميناء الدار البيضاء إلى مقاطعة شاملة للسفينة “نيكسو مرسك” المرتقب وصولها يوم الجمعة 18 أبريل 2025، والمحملة بشحنة من العتاد العسكري الأمريكي الموجّه للكيان الصهيوني عبر ميناء حيفا المحتل.
تورط مباشر في جرائم الإبادة الجماعية
واستنكر بيان الاتحاد النقابي بشدة استمرار العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني الأعزل، مندّدًا بـ “التواطؤ الرسمي والصمت الدولي المخزي”، ومؤكدًا أن أي مساهمة في رسو السفينة أو تفريغ حمولتها أو تزويدها بالخدمات المينائية، تعتبر تورطًا مباشرًا في جرائم الإبادة الجماعية المرتكبة في حق الفلسطينيين.
وطالب الاتحاد السلطات المغربية بعدم الترخيص للسفينة بالرسو، سواء في ميناء الدار البيضاء أو ميناء طنجة المتوسط، محمّلًا إياها المسؤولية الكاملة عن أي تسهيلات لوجيستيكية تسهم في دعم آلة الحرب الصهيونية.
وتأتي هذه الحملة التي تسجل الغضب الشعبي على ترخيص السلطات المغربية لرسو سفن صهيونية في موانئ المغرب، في وقت أفادت وسائل إعلام دولية أن دعوى قضائية رفعت في إسبانيا “تطالب بمصادرة سفينة تنقل قطع غيار لطائرات إسرائيلية واعتقال قبطانها”، لاسيما أن واقعة رسو مثل هاته السفن لم تكن لمرة واحدة فقط.
ويستمر رفض التطبيع في المغرب
يُذكر أن هذه التحركات تأتي في ظل تصاعد الغضب الشعبي من استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، وتنديدًا بما يعتبره النشطاء تواطؤًا رسميًا مع الاحتلال الصهيوني من خلال السماح لسفن محملة بالمعدات العسكرية بالرسو في الموانئ المغربية.
وتعكس هذه الحملة الشعبية استمرارا للحراك المغربي الرافض بشدة للتطبيع مع دولة الاحتلال، والمطالبة بوقف جميع الاتفاقات في كل المجالات، ووقف جميع أشكال التعاون التي قد تُستخدم في دعم العدوان على الشعب الفلسطيني.