نساء الرباط ونواحيها ينتفضن في وجه المجازر الصهيونية

Cover Image for نساء الرباط ونواحيها ينتفضن في وجه المجازر الصهيونية
نشر بتاريخ

احتجاجا على السعار الذي أصاب المحتل الصهيوني الذي انتقلت آلته الحربية من دك البيوت على رؤوس أصحابها في استهداف متوحش للمدنيين الذين يشكل الأطفال والنساء جزءا كبيرا منهم، إلى الإغارة على المستشفيات التي تأوي الجرحى والمصابين والنازحين، فأصبحوا يقتلونهم ويقتلون معهم الأطر الصحية بهدف التصفية النهائية والتعمية على الحقائق المهولة التي تنقلها هذه المستشفيات، كل هذا يحدث أمام عالم فقد الضمير والإحساس والإنسانية التي طالما تشدق بها، والتي انكشف أنها كانت أكبر الكذبات التي صنعتها الآلة الإعلامية الغربية، فحتى المنظمات الإنسانية دفنت أخلاقها تحت مشافي غزة التي فضحت ازدواجية المجتمعات الهمجية التي تتغنى بالمدنية والتحضر.

استنكارا لكل هذا وإسنادا لنساء وأطفال غزة، حج مئات النساء والأطفال من مدن الرباط وسلا وتمارة إلى باحة البرلمان المغربي بالرباط منذ الخامسة من اليوم الأحد 12 نونبر 2023، ليطالبن بالإنصات إلى صوت الحق وإنصاف أطفال ونساء غزة الذين باتت جثثهم ملقية على الطرقات ومتكدسة داخل المستشفيات دون أن تجد طريقها للدفن لشدة القصف ومحاصرة المستشفيات.. فصدحت المشاركات في الوقفة، التي دعت إليها الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، عاليا بشعارات التضامن والمطالبة بالتحرير وشجب دعم الكيان المحتل على حساب أصحاب الحق والأرض، من قبيل “شكون حنا؟ مغربيات. شنو بغينا؟ تحرير غزة” و”باليد اليد اليد غزة قوية، بها نهزم أعادي، أعادي الحرية” و“تحية مغربية لغزة الأبية”، “تحية مغربية للمرأة الغزاوية”، و”سحقا سحقا بالأقدام للصهيون ومريكان”، و“لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله”.. وغيرها.

ونظرا لما يمثله مبنى البرلمان من كون دور البرلمانيين الأساس هو التعبير عن نبض الشعب، فقد طالبت النساء المحتجات، انطلاقا من شعارات قوية، بوقف التطبيع مع الكيان الصهيوني النازي وطرد سفيره بالرباط ووقف العلاقات الدبلوماسية في خطوة تعد أضعف الإيمان، فكان من الشعارات المرفوعة “شكون حنا؟ مغربيات. شنو بغينا؟ قطع التطبيع”، و”صامدات صامدات للتطبيع رافضات”، و”الشعب يريد إسقاط التطبيع”..

عرفت الوقفة أيضا تمثيليات ولوحات تعبيرية عما يقع على أرض غزة، ومسك أطفال بجوانب علم طويل، ورفع بعضهم بالونات بألوان علم العزة والفخر، ومنهم من وضعت على صدرها ورقة مكتوب عليها “الدول الأخرى” مع شريط لاصق على الفم يحمل علامة السكوت في إشارة للصمت المطبق لدول العالم على وحشية المحتل وجرائمه التي تنافي كل القوانين والمعاهدات الدولية والإنسانية، إضافة إلى لافتات كبيرة كتب على إحداها “نساء الرباط والنواحي ينددن بالعدوان الصهيوني على فلسطين بمشاركة دول غربية في ظل صمت الأنظمة العربية. أوقفوا الإبادة والتجويع.. الحرية لفلسطين. أوقفوا جميع أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني بالمغرب”..

من وسط الحشود صرحت لبوابة العدل والإحسان الأستاذة بديعة سعدون، عضو الهيئة العامة للعمل النسائي، بأن الوقفة “شكل من أشكال التضامن مع أهلنا في غزة أهل العزة وسائر أهل فلسطين، إذ نرفع لهم تحية إكبار وإجلال على صمودهم ووقوفهم الشامخ في وجه العدو رغم تكالب قوى الاستكبار وصمت المنتظم الدولي والعربي والإسلامي”. وأوضحت أن حرائر الرباط ونواحيها جئن “لكي نعبر بصوت عال عن رفضنا المطلق لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب ومع الجهات الداعمة له، ولكي نندد بالقصف المستمر الذي يتعرض له قطاع غزة ونواحيها والذي لم يستثن حتى المساجد والمستشفيات، ونندد بالمجازر الوحشية التي تستهدف الأطفال والشيوخ والنساء، ولكي نقول للحكام العرب: أوقفوا التطبيع المخزي، افتحوا معبر رفح، ادعموا أهل غزة”.

الأستاذة لطيفة عذار، زوج فضيلة الأستاذ محمد عبادي الأمين العام لجماعة العدل والإحسان، أكدت لنا بدورها “أننا في المغرب نعتبر قضية فلسطين قضيتنا، ونساء المغرب لا يملكن إلا أن يعبرن عن وقوفهن الكامل واللامشروط مع المرأة الفلسطينية والطفل الفلسطيني وشعب غزة كله”، معتبرة أن “العدو الصهيوني قد تجاوز كل الحدود وخرق كل القوانين ومع ذلك فإن العالم بأكمله يتفرج”، وتوجهت إلى الأنظمة العربية بقولها “ماذا تنتظرون كي تتحركوا؟ كي توقفوا التطبيع مع هذا الكيان المجرم؟” وطالبت الحكومة المغربية “وبإلحاح؛ أن توقف مهزلة التطبيع وأن تطرد ممثلي الكيان الصهيوني الغاصب المجرم الفاشي من بلادنا”.

وختمت الوقفة بكلمة حيت فيها الأستاذة خنساء هدوي، فاعلة جمعوية وعضو المجلس الوطني للقطاع النسائي لجماعة العدل والإحسان، نيابة عن نساء مدينة الرباط ونواحيها “تحية الصمود والشموخ والإباء إلى جميع أطياف المقاومة الباسلة وعلى رأسها كتائب الشهيد عز الدين القسام التي رفعت رؤوسنا شامخة فخرا وعزا ومجدا في زمن تكالب فيه على الأمة الأعداء، ولأخواتنا المجاهدات في غزة العزة وفي كل ربوع فلسطين الحبيبة من البحر إلى النهر”، وأشادت بجهادهن على درب “أمنا خديجة وعائشة وأم عمارة وأسماء بنت أبي بكر المخلدة قولتها: يا بني إن كنت على الحق فامض لما قتل عليه أصحابك، يا بني ما يضر الشاة سلخها بعد ذبحها”، ودعت نساء فلسطين للاستبشار فالعاقبة خير بموعود الله ورسوله “فأحداث اليوم تعيد صياغة التحالفات والولاءات وفق المنهج القرآني، فلا أمن ولا أمان لهذه الأمة إلا حين يكون ولاؤها لله ورسوله ولعموم المومنين وبراؤها ممن عادى الله ورسوله والمومنين”.

وأحالت المتحدثة على قول الله تعالى: إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ لتشدد على أن “ديارنا هي ديار المسلمين في كل بلد مسلم وموالاة من أخرج إخواننا وظاهر على إخراجهم هو موالاة لأعداء الله ومن الموالاة أعداء الله تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني الغاشم”، الذي عدّت أنه “لن يجر على المغرب سوى الويلات في كل المجالات وأهمها ملف الصحراء الذي بسببه المعلن صيغت الاتفاقية المشؤومة، فلا أمريكا اعترفت بمغربية الصحراء ولا كيانه اللقيط الذي لا يشرفنا أصلا اعترافه وهو المحتل لأوطان غيره”.

ومن الواجب الذي تقتضيه موالاة الله ورسوله والمومنين أيضا “أن نقف يدا واحدة في وجه التطبيع رصدا لمفاسده ونشرا للوعي في صفوف أبناء وطننا الحبيب وضغطا في الميادين والساحات إلى أن تسقط الاتفاقية المشؤومة ونتحرر من دنس وعار المشاركة في غدر إخواننا في غزة العزة”.