نحو منهاج للعمل النقابي.. أي قضية وأي استراتيجية؟ قراءة في المفاهيم المؤطرة لكتاب “العمل النقابي في السلوك الدعوي” للأستاذ مبارك الموساوي

Cover Image for نحو منهاج للعمل النقابي.. أي قضية وأي استراتيجية؟
قراءة في المفاهيم المؤطرة لكتاب “العمل النقابي في السلوك الدعوي” للأستاذ مبارك الموساوي
نشر بتاريخ

مقدمات ضرورية

1- في أهمية الكتاب

تنبع أهمية المؤلف الذي بين أيدينا من اعتبارات ثلاثة أساسية:

– اعتبار القضية المعروضة للنقاش والتي هي القضية النقابية التي لها تاريخها الطويل في صناعة الواقع الاجتماعي والسياسي تنظيرا وممارسة.

– اعتبار الطرح الذي يتقدم به الباحث في عرض المسألة النقابية من خلال ربطها العلائقي بموضوع السلوك الدعوي على مستويي القضية والاستراتيجية، وهو اعتبار له أهميته بالنظر إلى ندرة التأليف في المجال النقابي عموما، وفي المجال المرتبط بالمسألة النقابية في التصور الإسلامي خصوصا مما يظهر القيمة المضافة للكتاب على مستوى التأليف في هذا المجال.

– اعتبار المؤلف نفسه الذي يجمع جانبين متكاملين في شخصيته؛ جانب الباحث الدارس المفكر المنظر، وجانب المجاهد المناضل المنخرط الفاعل في مشروع تجديدي ناهض، فإن كتب عن الموضوع النقابي فليس عن ترف فكري قاعد، إنما عن خبرة علمية وعملية أدى ثمنها سجنا من حريته واضطهادا في حركته.

2- في إشكالات القراءة

تمثل العناوين عموما عتبات نصية موازية كاشفة منفتحة على التأويل، وعنوان الكتاب يطرح إشكالات مهمة تجمعها أسئلة متداخلة:

– ما الذي يربط الأرض بالسماء في طرفي العنوان؟ ما العلاقة التي يمكن أن تجمع بين العمل النقابي وهو فعل حركي نضالي أرضي مرمى غايته الدفاع عن مصالح العامل المادية والمعنوية وبين الدعوة بما هي رسالة لربط الناس بالخالق وبالمصير وبالجزاء؟

– لماذا الحديث عن العمل النقابي في السلوك الدعوي وليس عن العمل النقابي والسلوك الدعوي؟ لأن هذه ال “في” الرابطة بين الطرفين تحول دلالة الموضوع كليا من البعد العلائقي الارتباطي بين طرفيين متوازيين متناظرين إلى بعد علاقة الجزء بالكل والعنصر الفرد بالمجموع. مما يجعل من العمل النقابي فعلا منخرطا في حركة أعم هي حركة السلوك الدعوي.

– لماذا الحديث عن السلوك الدعوي عوض التصور الإسلامي أو العمل الدعوي أو المشروع الدعوي؟ ثم لماذا لا يتم قلب الأمر ليكون الحديث عن السلوك الدعوي في العمل النقابي إذا استحضرنا جانب المشروع المجتمعي العام الذي تنهض عليه كتابات الباحث بما هو مشروع دعوة للعالم بمعناها العام؟

– ما الدلالة التي تأخذهما مفردتا القضية والاستراتيجية؟ هل نحن بصدد بناء معنى ما ومضمون ما وجوهر ما للممارسة النقابية؟ وهل نحن بصدد التأسيس لأفق معين لهذه الممارسة بناء على تصور واضح ووعي نظري مضبوط وآليات عمل مفصلة؟

تضعنا هذه الأسئلة /الإشكالات في قلب آلية القراءة، فمع باحث رصين مسلح بلغة مكثفة بجمل ذات نفس طويل للجانب التنظيري الفكري فيها حظ واسع تكون قراءة الكتاب قراءة خطية كرونولوجية متتبعة للمضامين والأفكار والقضايا قراءة غير ذات جدوى، مما دفعنا لقراءة الكتاب قراءة تبحث في الدلالات التي تأخذها المفاهيم المستعملة بالنظر إلى أن الكلمات أردية للأشياء، والمفاهيم نظارات للرؤية ولغة للتواصل على أصالتها ودقتها ووضوحها تتضح المعاني وتتدقق الدلالات وتتأصل التصورات.

3- في الرهان العام للكتاب

على المستوى التوثيقي، صدر الكتاب عن مطابع إفريقيا الشرق لسنة 2014 في 114 صفحة من الحجم المتوسط، تتصدره آية قرآنية كريمة هي الآية 75 من سورة النساء.

على المستوى البنائي الهيكلي يتكون الكتاب من مقدمة ومدخل تأسيسي وأربعة فصول وخاتمة وملحق وفهرس للموضوعات.

يتناول الفصل الأول جوهر العمل النقابي في السلوك الدعوي من خلال نقد النقابية في الخطاب الغربي، ونقد الخطاب النقابي الفتنوي، ثم بيان معنى النقابية في السلوك الدعوي.

أما الفصل الثاني فيتصدى للحديث عن الأهداف الكبرى الجامعة للسلوك النقابي الدعوي وعن مبادئه الناظمة. ويختص الفصل الثالث بعد رصد سياق العمل النقابي في السلوك الدعوي بالحديث عن الخطوط الأربعة المحددة لمجالات العمل النقابي، ويصل بنا الفصل الرابع إلى عرض تصور يتجاوز انكماش العمل النقابي في جزئيات النضال الهامشية المشتتة إلى موقع النضال الكلي من خلال استراتيجية النهوض المجتمعي.

لعل الرهان الذي ترفعه هذه الفصول يكمن في اقتراح تصور للممارسة النقابية التي تتوخاها حركة الدعوة في الواقع العام في المجتمعات الإسلامية) عبر رسم الأصول الضابطة للعمل النقابي في السلوك الدعوي في أبعاده الفردية والجماعية، خاصة أمام هذا السريان العام للدعوة في كل مجالات الحياة وأمام تحدي الخروج من مأزق النقابية السائدة). هذا الاقتراح لذلكم التصور ينضبط لمبدأ جليل عند الباحث هو مبدأ الوضوح باعتباره شرطا حاسما في التحليل وفي استشراف المستقبل تجاوزا للغموض الذي أدت الأمة ثمنه غاليا 1 . الوضوح في:

– عرض القضية من نفس إسلامي وجودي واقعي.

– نقد الخطاب الفتنوي ومبادئه.

– نقد تجربة العمل الإسلامي النقابي.

أولا: المفاهيم الضابطة للنقابية في السلوك الدعوي

1- مفهوم التجديد وقاعدته

إن السياق المحتضن للنقابية في السلوك الدعوي هو سياق التجديد الشامل)

يتأطر عرض قضية النقابية ضمن طموح عام تضبطه: 2

– حركة مشروع مجتمعي تجديدي تحرري.

– استراتيجية النهضة المجتمعية التي تؤسس عمليا لواقع الحرية والكرامة والعدل للجميع.

وعليه فلا يمكن قراءة الفاعلية النقابية كما يطرحها الباحث إلا ضمن سياق العملية التجديدية الشاملة لمشروع الدعوة إلى الله عز وجل، من هنا كان الحرص شديدا على بيان دلالة التجديد بما هو عملية متكاملة وشاملة “تقطع كلية مع التصورات السابقة التي أدخلت الفعل النقابي نفقه المسدود) 3 .

إن عرض القضية النقابية ضمن سياق التجديد بالمعنى الذي تقدم من خلال استراتيجية النهضة المجتمعية عبر مشروع مجتمعي تجديدي تحرري يمنح العملية التغييرية:

– أفقا هائلا يحدد المجهود المطلوب.

– وضوحا في هذا الأفق وفي المنطلقات.

– قوة دافعة للاقتحام وللعمل. 4

2- مفهوم أصالة المؤسسة وقاعدته

• يجب أن تكون المؤسسة المجتمعية من جنس المجتمع خارجة من صلب حركة الأمة:

متى استقام فهمنا على أن المؤسسة المجتمعية في مجتمع إسلامي تأخذ هذه الصفة حينما تكون منخرطة جملة وتفصيلا في خدمة قضاياها الأصلية الحقيقية سنكون فعلا نبني مجتمعا، ونبني تاريخا ونصنع مستقبلا قويا) 5 .

من هنا حديث الكاتب عن ضرورة السلوك الأصيل في بناء المؤسسات المجتمعية)، ويكون مفهوم الأصيل هنا هو كل ما يستمد جوهره من الإسلام، يتم هنا تجاوز ظاهرة الانبهار بالغرب، لبناء وعي أسمى تستمد فيه المؤسسات المجتمعية أصالتها من انخراطها في جوهر ما يكون الحقيقة الوجودية لهذه المجتمعات. 6

يقول الباحث موضحا هذا المعنى: إن النقابية الناجحة هي التي تصدر عن مؤسسة أصيلة في ولادتها وفي أفق حركتها، أي ليست ردة فعل عن واقع متأزم وقاهر، ولا وليدة أزمة، ولا هي موضة نضالية، ولكنها تعبير عن لحظة تاريخية في مجالها مع الوعي بتفاصيل الواقع في كل أبعاده ومساراته وما يطلبه من وسائل حركية وتصورية لبناء المستقبل) 7 .

يتجاوز الباحث بهذا المعنى المقدم هاجس التأصيل الشرعي للعمل النقابي الذي ظل هاجسا كبيرا على مدى زمن طويل ليربط قوة المؤسسة المجتمعية بقوة المجتمع ذاته واستجابتها لتحديات المرحلة الآنية والمستقبلية.

ثانيا: أي معنى للنقابية في السلوك الدعوي؟

إن الهجمة العامة العارمة على القيم تحريفا ومسخا، والنهب المتوحش لمقدرات العالم احتواشا وتبذيرا وتفقيرا يفرضان:

– مساءلة تجربة الممارسة النقابية في مجتمعاتنا الإسلامية ما بعد الاستعمار من حيث قدرتها على التأسيس لممارسة منسجمة مع تطلعات الأمة وحقيقة وجودها. 8

– تغييرا جوهريا في معنى وبنية النقابية لتكون حاضنة لمنظومة القيم الشاملة التي تنقلها من معنى النضال إلى معنى الجهاد الكلي لصناعة مستقبل العالم على قاعدة الحرية والعدل والكرامة. 9

1- معنى السلوك الدعوي

بدل مفهوم التصور الإسلامي يستعمل الباحث مفهوم السلوك الدعوي لأنه في نظره يضمن “الكشف عن حقيقة المطلوب” على مستويي الفهم والعمل. وهو هنا يعمل على: 10

– تجاوز معنى الوعظ المنعزل عن فهم ومعايشة الواقع وإيجاد أجوبة لأسئلته المؤرقة.

– تجاوز الالتباس الحاصل في الخطاب الدعوي بين المطلب المادي والمطلب الروحي الدعوي أمام تسلط واحتكار الدولة للمجال السياسي وبناء ما يشبه الكهنوت الديني الذي يكتفي بهوامش الإفتاء الفقهي الضيق.

– بيان التمايز الجوهري بين حركة الدعوة وباقي الحركات المجتمعية السياسية والاحتجاجية.

ليضع لهذا المفهوم الدلالة التالية: إنه الفعل التغييري الواقعي الفردي والجماعي الذي يعرض القضية المصيرية على الإنسانية ضمن مشروع مجتمعي متكامل متفاعل إيجابيا مع الوقائع والأحداث، يستمد أنموذجه وجوهره من حقيقة جوهر الإنسان بما هو عبد لله كما سطر ذلك الوحي عبر تاريخه الممتد من خلال توفير الأرضية العدلية للاختيار الحر لهذا الإنسان بعيدا عن أي قهر أو قسر) 11 .

بهذا المعنى تتأصل دلالة الدعوة وتتجدد وتتضح بما هي نهوض فردي وجماعي فاعل مبادر مؤثر على قاعدة تجديد يخاطب وجود الإنسان في كينونته ضمن واقعه وحياته وتدبير معاشه ليرفع أعينه إلى المقام السني والمكان العلي من حيث هو مخلوق عبد لله.

2- معنى العمل النقابي

يقوم الفهم الجديد المتجدد للنقابية (الجديدة السليمة) على انتقاد:

– المعنى الغربي للنقابية القائم على العنف والعنف المضاد.

– معنى النقابية كما مورست بعيدا عن جوهر الأمة ودينها.

– الممارسة المستنسخة للتصورات الغربية أو اليسارية مع تنقيحاتها.

– واقع الممارسة النقابية حاليا في ظل أنظمة الاستبداد.

ليجعل من ذلك منطلقا لفهم جديد لمعنى النقابة يتحدد في:

– كونها مؤسسة مجتمعية خادمة للقضية الجماعية الكلية للأمة فتكتسب أصالتها من جنس مجتمعها وانخراطها في قضيته الكبرى.

– ممارسة مجتمعية فردية وجماعية على قاعدة الانخراط الإيجابي في حركية المجتمعات على قاعدة التجديد الذي يخدم مستقبل الإسلام. 12

وهو معنى يجعل العمل النقابي غير مجرد عن قضية الدعوة؛ إذ إن ذلك التجريد يجعله عملا خارج التاريخ) وخارج سياق الحركة المجتمعية)، ويقطع عنه الأصل الرابط في “الانجماع”، ويحوله إلى مجرد تكتل بشري لا مضمون معنوي ولا عملي له. 13

إنها دلالة جديدة تجعل من النقابية نموذجا إنسانيا متكاملا، لا يقف عند الاعتبار المادي في التعامل مع الإنسان، بل يتجاوز ذلك موظفا إياه في صناعة الفضاء التربوي والحركي الدال على الله تعالى والخادم لقيم العدل والمساواة) 14 .

لا يعني هذا أن تصبح النقابة راعية الدعوة بمعناها الشامل والكامل)، إنما وجب على النقابة الوعي بوظائفها في موقعها من حركة الدعوة بناء واقتراحا وضغطا. 15

ينضبط الفهم المقدم من لدن الباحث إلى:

– ضابط تصوري يعي طبيعة العلاقة الأصلية بين أبناء المجتمع ومؤسساته، بحيث تصبح روح هذه العلاقات هي الناظمة للسلوك الفردي والجماعي).

– مبدأي الشمولية والكلية في النظرة إلى الإنسان بتجاوز النظرة البهيمية إليه والنظرة التنموية 16 .

وعلى هذا الفهم المتقدم تتأسس للعمل النقابي قضيته وتنهض استراتيجيته.

ثالثا: العمل النقابي: القضية والاستراتيجية

1- أي مضمون وأي قضية للعمل النقابي؟

يقتضي النفوذ إلى جوهر العمل النقابي في السلوك الدعوي نقد الخطاب الفتنوي تصورا وممارسة، وهو ما يفرض إدراك عمق الأزمة النقابية الكامنة في القطع بين هذا العمل وبين ما يشكل العمق الجوهري والوجود التاريخي لهذه الجماهير، وذلك للإجابة عن القضية الأساسية قضية كيفية الجمع بين هم المعاش وهم المصير، عبر البحث عن طرائق التنسيق في سياق واحد بين المطلب الفردي والجماعي للأمة. 17

من المضامين الكبرى المؤسسة لقضية العمل النقابي:

– إن حقيقة الإنسان العامل حاسم في إعطاء مضمون لحركته وفعله واشتغاله وعمله.

– محورية العمل على الخط التربوي الدعوي بأخذ البعد الإنساني القيمي لبناء معاني الأخوة القائمة على معنى الإنسان المخلوق المكرم ومعنى الاستخلاف في الأرض لإقامة العدل.

– توفير الشروط الأرضية المادية المؤدية إلى الحرية الكاملة للاختيار الحر للإنسان.

وتكمن أهمية هذا المضمون القضوي للعمل النقابي في السلوك الدعوي بهذا المعنى في تحقيقه لخاصيتين:

• خاصية القوة تصورا وإرادة.

• خاصية الوضوح اقتحاما واقتراحا. 18

على ضوء هذا المضمون وتلكم القضية يحدد الباحث أهدافا للعمل النقابي ومبادئ وخطوطا وضوابط عملية.

أ‌- الأهداف

يحدد الباحث هدفين أساسيين:

– الإسهام في بناء جماعة المسلمين بديلا عن مفهوم المجتمع المدني لصناعة مجتمع تسوده المعاني الجامعة للعمران الأخوي.

– الإسهام في بناء دولة الإسلام انطلاقا من مجال اشتغالها جمعا للقلوب والإرادات والأفهام والطاقات على خطوط عمل متكاملة.

يعالج الباحث ضمن هذا العنصر القضية المعضلة قضية العلاقة بين النقابي والسياسي، وهو إذ لا يجعل من شأن النقابة حمل الهم السياسي المباشر فإنه يرى أن علاج الوضعية النقابية في مجتمعات الاستبداد واللاديموقراطية مدخله سياسي لبناء شرط الحرية، الشرط الأساس لأية ممارسة مجتمعية قوية على أساس الوعي بالموقع في الحركة الدعوية. 19

ب‌- المبادئ

يتطلب الحديث عن مبادئ العمل النقابي في السلوك الدعوي نقد مبادئ الاستقلالية والديمقراطية والتقدمية والجماهيرية التي يرفعها الخطاب الفتنوي إلى مرتبة الإطلاقية والقداسة، رغم أنها وليدة ظرفية تاريخية وفهم تنظيري فلسفي لسياقات مختلفة.

يميز الباحث بين مبادئ كلية جامعة ومبادئ تنظيمية.

يحدد المبادئ الكلية الجامعة في:

– الوضوح الكاشف والحافظ لسياق الحركة في مستويات المرجعية والغاية والمقاصد والأهداف والوسائل كلية وفرعية؛ أي الوضوح في الفكر والممارسة.

– الإحسان بمعانيه الثلاثة المتكاملة معرفة لله وإتقانا للعمل وبرا بالخلق بمعناه الشامل.

– المسؤولية بما هي اقتحام للعقبات نحو الهدف المرسوم صمودا مهما كان الثمن بعد إعمال الشورى الجامعة.

ويحدد المبادئ التنظيمية المنبثقة عن المبادئ الكلية والتي هي معاني لها في الحرية والقوة والاستقلالية. 20

ج- الخطوط

يتم تصريف مضمون ومعنى العمل النقابي من خلال مفهوم خط العمل الذي ارتضاه الباحث بديلا عن مفهوم المجال بما يتضمنه مفهوم الخط من قصد ودقة واستقامة وسيرورة متقدمة لا تعرف التراجع إلا لضرورة بنائية عملية. 21

هذه الخطوط أربعة هي:

1- الخط النقابي المطلبي الاجتماعي.

2- الخط المهني التخصصي.

3- الخط الثقافي الإعلامي التواصلي.

4- الخط التربوي الدعوي.

د- الضوابط العملية

على أساس التمايز والانسجام بين المبادئ الكلية ومبادئ التنظيم تظهر مبادئ عملية تفصيلية هي:

– نبذ العنف والرفض العابر.

– المشاركة المسؤولة المحكمة لعقلية الواجب.

– الواقعية مطلبا وشعارات.

– رفض الحوار الغامض.

– عدم الرضى بأنصاف الحلول.

– رفض الارتجالية.

– التكافل الاجتماعي.

2- العمل النقابي واستراتيجية النهوض المجتمعي

يبني الباحث فهمه للبعد الاستراتيجي للعمل النقابي على أساس نقد ذلكم التحول في الخط النضالي للعمل النقابي، وبناء على هذا النقد يطرح تصورا استراتيجيا يقوم على نقل النقابة من مواقع النضال الجزئي إلى موقع النهوض المجتمعي اعتمادا على عناصر أساسية.

تقتضي استراتيجية النهوض المجتمعي التي يعرضها الباحث الوعي ب:

– المشروع المجتمعي الذي يؤطر الحركة النقابية.

– النظرية السياسية الموجهة للممارسة العملية.

– النظرية النقابية التي تفصل البعد السياسي.

– الوعي النقابي الذي يمكن من إنجاز المهام وتحقيق الأهداف والمطالب. 22

إن هذا الوعي ضروري لتجنب السقوط في العمل ضمن استراتيجية الاستبداد وأيضا لتجاوز واقع العمل النقابي الذي يتحرك في مواقع نضالية جزئية هامشية مع ما يعنيه ذلك من تحول عن مواقع النضال الكلي وإهدار لجهود ولطاقات لا تكون في مستوى التضحيات ولا النتائج التي لا تتجاوز مستوى السقف السياسي المرسوم لها سياسيا.

يحدد الباحث جملة من العناصر الأساسية لاستراتيجية النهوض المجتمعي هذه هي:

– الثبات على قاعدة الواجب النقابي والصمود المسؤول في خط النضال المطلبي الاجتماعي.

– النضال على قاعدة رفض الاستضعاف لا قاعدة الصراع الطبقي.

– صناعة تحالف استراتيجي قطاعي.

– امتلاك وعي نقابي مؤطر بوعي سياسي.

– الوعي بالواجب الدعوي الرسالي ووظيفة الأمة التاريخية. 23

خلاصات عامة

يعالج الكتاب من منظور نقدي مجدد قضايا مهمة في مجال العمل النقابي من قبيل:

– القراءة التاريخية لسيرورة العمل النقابي في التجربة الإسلامية.

– التحولات الجوهرية في تاريخ الممارسة النقابية.

– العلاقة بين السياسي والنقابي.

وهي قضايا تعرض على نحو تجديدي رصين لإشكالية موقع العمل النقابي في حركية السلوك الدعوي خطابا وتنظيرا وسقفا واستراتيجية في أفق نهضة مجتمعية شاملة تحقق أرضية الحرية الضامن للاختيار الحر والمسؤول للإنسان.

إن ما يعرضه الباحث يحتاج إلى مزيد من الدراسة والتوضيح، ولعل هذا ما يغري بمزيد من القراءات المفتوحة لمصنف تحتاج خصائصة التنظيرية ولغته المفهومية وبعده النقدي إلى صبر وأناة ندعو الباحثين للإسهام في جلائها تطويرا وإغناء.


[1] كتاب العمل النقابي في السلوك الدعوي مبارك الموساوي مطابع أفريقيا الشرق / 2014 ص 4-9 -15.\
[2] نفسه ص 99.\
[3] نفسه ص 53-54-55.\
[4] نفسه ص56.\
[5] نفسه ص 67.\
[6] نفسه ص 9-10-11.\
[7] نفسه ص 13.\
[8] نفسه ص 4.\
[9] نفسه ص 94-95.\
[10] نفسه ص 4-5-99.\
[11] تعريف تركيبي ص 5 – 25.\
[12] نفسه ص 25.\
[13] نفسه ص 27.\
[14] نفسه ص 27.\
[15] نفسه ص 40-41.\
[16] نفسه ص 34-35.\
[17] نفسه ص 102 – 24.\
[18] نفسه ص 101-102.\
[19] نفسه ص 36-37.\
[20] نفسه ص 50.\
[21] نفسه ص 57 وما بعدها.\
[22] نفسه 70-71.\
[23] نفسه ص 93 وما بعدها.\