قد رأى فرعون في نومه ما
أذهب الجفن وعنه كراهُ
إذ رأى مصرا أتها التهابٌ
وسلا البعض وألفى حماهُ
فدعا أتباعه مستجيرا
يرتجي منهم هناه تلاهُ
فسر الحلم ذوو مدركاتٍ
أرهبوه ثمّ زادوا أساهُ
سوف يأتي قائدٌ فيه عسرٌ
يحمل الهلك لمصرٍ صداهُ
فقضى من يومه بقضاءٍ
يضمن السعد له وبقاهُ
يقتل الأولاد يبقي إناثا
فانقضى العون وخارت قواهُ
غير الحكم بأمرٍ بديلٍ
يقتل الحول وحولا جفاهُ
فرأى هارون نور حياةٍ
عام عفوٍ واستقامت دناهُ
ثم أعيى الله طاغوت مصرٍ
أحكم الأمر وكان قضاهُ
أشرقت دنيا الظلام بصبحٍ
مستنيرٍ قد هداه الإلهُ
إذ أتى موسى عليه سلامٌ
من إله صانه ورعاهُ
ثم أوحى الله: هيا اقذفيه
في مياهٍ خشية من أذاهُ
ثم لبّت أمه بعد وحيٍ
واحتمت بالصبر ترجو لقاهُ
فالتقاه في حمى الله خصمٌ
قد أراه قتله ونكاهُ
راجعته زوجه ترتجيه
نفعه في جنسه وجداهُ
أشفقت أمه من خوفها إذ
كادت الأم تجلّي دعاهُ
ألهم الله لها برجوعٍ
صدق الوعد الذي قد حكاهُ
لم يشأ هذا الصبي رضاعا
رفض الإرضاع زاد بكاهُ
أرشدته أخته نحو أمٍ
كي تفي من ثدي أمّ شفاهُ
فاستجاب الإبن للحضن شوقا
حيث يقضي سؤله ورجاهُ
رده الله إليها سليما
كي تقر العين مما تراهُ
وعده الحق يقول له كن
فيكون الوعد فيه قضاهُ
فالتجئ لله ترجو خلاصا
يوم عسرٍ ترتجيه نَداهُ