أثارت مشاركة جنود من لواء “غولاني” الإرهابي التابع لجيش الاحتلال الصهيوني، في مناورات “الأسد الإفريقي 2025” التي يحتضنها المغرب بشراكة مع الولايات المتحدة ما بين 12 و23 ماي 2025، موجة استنكار عارمة على منصات التواصل الاجتماعي، وسط تنديد هيئات وشخصيات سياسية وحقوقية بارزة اعتبرتها “سقطة جديدة” تمثل اختراقا خطيرا للبلد وتجاوزا مستهجنا للإرادة الشعبية المغربية، وإهانة لمشاعر المغاربة المتضامنين مع القضية الفلسطينية، في وقت يتعرض فيه الشعب الفلسطيني لمذبحة دموية متواصلة في غزة.
انتقادات دولية: “العالم يراقب”
أبرز التفاعلات الدولية جاءت من فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي تساءلت عن حقيقة الحدث، مشددة على أنه إذا تأكد الأمر “فسيعد ذلك مستوى جديدا من الانحطاط وانتهاكا للالتزامات الدولية المتعلقة بالتحقيق وملاحقة الأفراد المتورطين في جرائم فظيعة”، وطالبت المقررة الأممية السلطات المغربية باحترام سيادة القانون، وقالت إن “العالم يراقب.”
If confirmed, this would mark a new threshold of depravity — and a violation of the international obligation to investigate and prosecute individuals implicated in atrocity crimes. 🇲🇦I urge Moroccan authorities to uphold the rule of law.
— Francesca Albanese, UN Special Rapporteur oPt (@FranceskAlbs) May 20, 2025
The world is watching. https://t.co/mpsAEFaL34
وتفاعلا مع المقررة الأممية، كتب الصحافي المغربي سليمان الريسوني، يقول: “لقد تأكد ذلك سيدتي فرانشيسكا..”، وأضاف: “الوحدة الإسرائيلية التي قتلت 15 سائق سيارة إسعاف، ومئات الأطفال والنساء الفلسطينيين، تتدرب في المغرب.”
وفي تغطية إعلامية دولية أشار موقع ميدل أي إيست البريطاني إلى أن هذه المشاركة الإسرائيلية هي المرة الثالثة التي تشارك فيها “إسرائيل” في مناورات “الأسد الإفريقي”، لكنه لفت إلى أن المشاركة هذه السنة كانت علنية على عكس العام الماضي، الذي “أُبقيت فيه المشاركة الإسرائيلية بعيدة عن الأضواء لتجنب الغضب الشعبي المغربي”.
وأضاف الموقع أن “صور الجنود الإسرائيليين في المغرب تعرضت لانتقادات شديدة على الإنترنت، بما فيها صورة تُظهر جنودًا من لواء جولاني وهم يرفعون العلم الإسرائيلي وشعار وحدتهم”.
ردود مغربية غاضبة: “طعن للضمير الوطني”
وفي السياق نفسه، أعرب القيادي بجماعة العدل والإحسان، والناشط السياسي حسن بناجح عن سخريته مما وصفه بـ”المفارقات الفاضحات!” بعد تداول الخبر، حيث نشر الصورة المتداولة للواء جولاني ملوحين بعلم وحدتهم والعلم الصهيوني مرفقة باليافطة الرسمية لمناورات “الأسد الإفريقي” في أرض المغرب، ونشر صورة معها عن خبر تصويت البرلمان الإسباني بالأغلبية لصالح قانون “حظر بيع الأسلحة لإسرائيل” وعلق على المقارنة بين الخبرين بأنه “عجب عجاب”.
أما الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني، فكتب متسائلا باستغراب من هذه الدرجة التي بلغتها “قلة حياء المسؤولين المغاربة، وهم لا زالوا يدّعون أنهم لم يخونوا القضية الفلسطينية ولم يفرطوا فيها؟”.
وربط عبد المومني بين هذا الخبر وبين واقعة دولية سابقة فقال: “لا أدري لماذا تذكرني هذه المأساة بيوم ذهب وفد رسمي مغربي إلى جنيف لتقديم تقرير عن تقدم حقوق الإنسان في البلاد، وصُدِم العالم أجمع عندما تعرف ثلاث ضحايا للتعذيب (جمال بنعُمَر والمرحومان ادريس بنزكري والصديق لحرش) على رئيس الجلادين الرسمي، قدور اليوسفي، عضوا في التمثيلية المغربية…”.
من جهته وصف الناشط الإعلامي المغربي عمر آيت لقتيب استقبال “إرهابيي لواء جولاني الجبناء قتلة النساء والأطفال في بلادنا العزيزة الغالية قاهرة المحتلين !” بـ”العار”، متسائلا: “أي وهْدة وانتكاسة هذه يُسقط فيها المخزن بلادنا، هل يعقل استقبال قتلة إرهابيين خنازير، العالم كله يعتبرهم مجرمي حرب”، وختم يقول: “اللهم براءة من هذا وكل من له به صلة…”.
هيئات مغربية: مشاركة وحدة إجرامية “فضيحة أخلاقية”
وأصدرت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع بيانًا شديد اللهجة، استنكرت فيه مشاركة ما وصفته بـ”جيش الاحتلال الصهيوني المجرم”، في مناورات عسكرية على الأراضي المغربية. وقالت إن هذه المشاركة “تعد توغلا في التطبيع الرسمي مع العدو، واستفزازا لمشاعر المغاربة وخيانة للقضية الفلسطينية”.
بدورها، اعتبرت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة مشاركة وحدة “غولاني” المتورطة في المجازر، “تطبيعا مرفوضا وتواطؤًا مع آلة الإبادة الصهيونية”. وقالت إن تمرينا عسكريا من هذا النوع، على أرض عربية، في الوقت الذي تقصف فيه غزة وتحاصر، يمثل “فضيحة سياسية وأخلاقية لا تغتفر”.