من سيسي إلى مرسي

Cover Image for من سيسي إلى مرسي
نشر بتاريخ

بين يدي القصيدة

منذ عهد بعيد، قال الشاعر الكبير، أبو الطيب المتنبي:

وَكَمْ ذَا بِمِصْرَ مِنَ المُضْحِكَاتِ

وَلَكِنَّهُ ضَحِكٌ كَالبُكَا

وذلك في حق كافور الأمير. فهل كان المتنبي إسما على مسمى؟ فقد أصبح هذا البيت كالمثل المأثور، على مر الدهور. فها هو شاعر النيل، حافظ إبراهيم، يعيد تكراره في شعره:

وكم ذا بمصر من المضحكات

كما قال فيها أبو الطيب

وقد استعرت منه الشطر الثاني وقلت مرة أخرى:

وَلَكِنَّهُ ضَحِكٌ كَالبُكَا

كما قالها حقا الشاعر

إن ما يحصل اليوم في مصر، شر المضحكات على الإطلاق. وكلام الشاعر الكبير أبو الطيب، ليس مجرد موافقة، إنه تصديق لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إن من الشعر لحكمة”.

أغرب ثورة في التاريخ، ثورة السلطة على المنتخب، بل ثورة السلطة على الشعب، ثورة حشدت لئام الفلول، وأيتام المعزول، وأصحاب المصالح، والشعب الكادح، والمال السيال،… وخرجت ببيان شعبي ثوري تاريخي: الشعب ألغى نفسه وعين مكانه الحاكم الفعلي، لأنه قدر مصر، ومخلصها من الديمقراطية، التي ترفع الصغير وتضع الكبير، وله الحكم والتدبير، لا يسأل عما يفعل وهم يقتلون…

من هؤلاء القوم، من يجلس للحكم أربعين أو يزيد، من الفساد والاستبداد. ولا يتهمون بشيطنة الدولة. وحزب الإخوان، ممنوعون من الاقتراب، متهمون بأخونة الدولة وهي خراب… إن أكبر خطأ ارتكبه الإخوان، هو قبولهم برئاسة شكلية، ووضع مرتبك متهالك… ثم ظنهم البسيط، أن الغرب والشرق، سيهتز من أجل الشرعية. فوقعوا بين فكي كماشة، عمياء صماء، تحت سمع العالم وبصره…

من سيسي إلى مرسي

سيسي وهذي سلطتي ومكاني
وبها أدمر من أبى وعصاني
الله أرسلني بسيف قاطع
في الحلم، أقطع دابر الإخوان
أنى يكون لهم علي ولاية
وأنا الحري بموقع السلطان
لي آية: (اقتل أخاك ولا تخف)
ماذا أريد بسائر القرآن

*

أسفي على مرسي الذي قد زادني
رتبا على رتبي بلا إمعان
مرسي الذي أعطى لإسمي شهرة
يا ليته ما اختارني ودعاني
لا ليس مرسي إنه لو تعلموا
للحكم حكم قاهر السلطان
يا ليتني ما ذقته وعشقته
فضراوة الكرسي كالإدمان

*

فلتعذروا من عاش يحلم نفسه
في موكب من أعظم الفرسان
والسيف يقطر بالدماء زكية
للعابدين بساحة الميدان
وجمالها وجلالها قد هزني
متمايلا كشقائق النعمان
لكنه حلمي الذي صدقته
حلم عظيم باهظ الأثمان

*

ذي فرصتي والغيب والدنيا معي
وجميع أهل الفن والأديان
والشعب أين الشعب قد غيبته
فإذا به حالي أنا ولساني
فأنا المسبح والمسبح باسمه
مهما فعلت فغاية الإحسان
ماذا سيبدي ضائع ومقيد
إلا الخضوع لقبضة السجان

*

بشرى لكم يا أهل مصر بثائر
وشريعة من غابر الأزمان
من دون أي مخالف ومعارض
وحكومة وتطلع وأماني
من دون أي سيادة وسياسة
وتحرر وتحضر ومباني
سأمد كفي مثلكم متوسلا
أرجو العطاء لأفقر الأوطان

*

قسما لإن خالفتموا أمري فلن
تحضوا بأمن دائم وأمان
إنى سآتي مصركم بعدوكم
من كل أرض دون أي تواني
سأزيد من أسمائهم وصفاتهم
متوحشون بهيئة الإنسان
ويؤول كل الأمر لي وحدي أنا
وحدي أنا لا نطق بعد بياني

من قال إن الحكم قد أمسى لكم
يا مؤمنين بثورة الإخوان
من قال إن الحكم قد أمسى لكم
والكل يخشى صمتكم وكلامكم
من مكة للقدس للفتكان
قد أعدموا البنا وسيد قبلكم
ورموهموا بالعنف والكفران
لا تحلموا أبدا بأية ثورة
وأنا أنتم في الهوى أخوان