أضاف الشعب المغربي اليوم مسيرة شعبية حاشدة بمدينة الرباط إلى سجله التاريخي الممتد بمناصرة قضية القدس والأقصى وغزة، وسطر من خلالها رسالته الخالدة إلى إخوانه في غزة التي تتعرض لحرب إبادة بشعة من قبل الكيان الصهيوني؛ أنه أول الداعمين المسندين وكذلك كان وما يزال ولن يحيد عن منهجه وخياره.
المغاربة يعتبرون أن فلسطين والمغرب أرضا واحدة
رفرفت الأعلام الفلسطينية في سماء العاصمة المغربية حيث توشحت الأعناق كوفيات فلسطينية، وصدحت الحناجر برسائل إلى الأخ وإلى الصديق وإلى القريب وإلى العدو، كل بما يليق به في مشاهد تعكس تجذر القضية الفلسطينية ورموزها ومقاومتها في الوجدان الشعبي المغربي.
المغاربة اليوم قالوا إنهم مع فلسطين وسيبقون معها كما أكدت ذلك تصريحات استقيناها من وسط المسيرة، حيث أكد الدكتور فؤاد هراجة الباحث من مدينة الرباط أثناء مشاركته أن المغاربة يعتبرون أن فلسطين والمغرب أرضا واحدة ويكفيهم شرفا أن هناك حيا للمغاربة في فلسطين ودليله أن التاريخ يشهد ببصمات الكفاح مع الشعب الفلسطيني”، موضحا “أننا كنا وسنبقى معه حتى تحرير كل فلسطين وتقيم دولتها كاملة من النهر إلى البحر، وسنبقى معها حتى تقيم عاصمتها وعاصمتها القدس ويطرد آخر صهيوني، وتصبح فلسطين عاصمة الإنسانية في العالم كله”.
موقف ثابت لا يتغير حتى زوال الاحتلال وتحقيق الاستقلال
جاءت هذه المسيرة لتؤكد من جديد أن الشعب المغربي، بجميع فئاته ومكوناته، كان وما يزال وسيبقى سندًا صادقًا لأهل فلسطين ولمقاومتهم، وصوتًا حرًّا في وجه التطبيع والخذلان الرسمي. وقد عبّر المشاركون، رجالا ونساء وأطفالا عن تجدد العهد مع فلسطين، ومضيهم في طريق النصرة والدعم والإسناد مهما كان الثمن حتى وقف العدوان وزوال الاحتلال وتحقيق الاستقلال.
حياة عفيف من مدينة برشيد أكدت من وسط الجموع أن دعم المغاربة لفلسطين بالمسيرات “هو أقل الواجب منا”، لافتة إلى أن دعم الشعب المغربي بفلسطين لن يقطعه تطبيع أنظمتنا التي لا تمثل حقيقة الشعوب، وخاصة الشعب المغربي الذي يرفض التطبيع جملة وتفصيلا، وتابعت في حديثها إلينا موضحة “أننا مع غزة في هذه المرحلة العصيبة التي تمر منها، ونحن نخجل من أنفسنا أننا لا نجد غير حناجرنا لنصدح بها ونعبر عن غضبنا”، وشددت على أن هذه القضية منصورة طال الزمان أم قصر وإن لك ينصرها القريب فسينصرها البعيد”، وعبرت عن أملها الكبير في الله عز وجل بالنصر القريب.
القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للمغاربة
هتف المتظاهرون بشعارات قوية تُدين المجازر اليومية التي يرتكبها الاحتلال في حق المدنيين العزّل، وتُحمّل المجتمع الدولي مسؤولية صمته المخزي. كما رفعوا لافتات تطالب بوقف العدوان فورًا، ومحاكمة مجرمي الحرب من قادة الكيان الصهيوني أمام المحاكم الدولية.
أما أيمن بنزاير من مدينة وجدة الذي توشح كوفيته، فقد أكد أن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للمغاربة منذ ظهور العدو الصهيوني، وقد دعمها المغاربة لأنها قضية دينهم فضلا عن أنها قضية عادلة، ويسعون بكل جهودهم لإسناد هذا الشعب لنيل حريته والتخلص من الاحتلال النازي الغاشم الذي يجد احتضانا من قبل المنتظم الدولي رغم خرقه لكل الأعراف والقوانين الإنسانية والدينية للأسف. وأكد المتحدث أن المغاربة دائما يعبرون بكل الوسائل والسبل عن خدمتهم للقضية ولا أدل على ذلك من المسيرات المليونية والأطباء المغاربة الذين يتطوعون بزيارتهم لغزة. وشدد على أن المغاربة جميعا لو أتيحت لهم الفرصة لتطوعوا في غزة لمساندة إخوتهم هناك.
الصهيونية عدو مشترك
شكلت المسيرة، بحجم المشاركة وزخم الشعارات، امتدادًا لمسار نضالي طويل جسّده المغاربة لعقود، من المسيرات المليونية إلى حملات الدعم والمقاطعة، في تجلٍّ جديد لهذا الارتباط العميق بقضية فلسطين، باعتبارها قضية الأمة الأولى، ومِحكًّا دائمًا لنبض الشعوب الحية.
وعلى هذه الرسالة بصم الباحث يونس المجذوبي من مدينة القنيطرة، مؤكدا أن خروج المغاربة اليوم ليؤكدوا بصوت واحد أنهم مع القضية الفلسطينية كما كانوا دائما وضد الإبادة الجماعية التي يشنها الكيان الصهيوني أمام مرأى وصمت المجتمع الدولي. وأشار المجذوبي إلى أن رفض التطبيع كان شعارا بارزا في هذه المسيرة لأنه أضحى يشكل خطرا على الهوية المغربية، مشددا على أن الصهيونية تجاوزت خطورتها الشعب الفلسطيني وأصبح بلدنا مستهدفا بقوة. وقال إنه قد آن الأون لينخرط الجميع بقوة من أجل إيقاف هذه الجريمة، “وإلا فإن كل من صمت فهو شريك في هذه الجريمة”.