من المسيرة الشعبية بالدار البيضاء: “لن ننسى لن نرتاح وغزة تستباح”.. المغاربة يتعاهدون على المضي في درب النصرة

Cover Image for من المسيرة الشعبية بالدار البيضاء: “لن ننسى لن نرتاح وغزة تستباح”.. المغاربة يتعاهدون على المضي في درب النصرة
نشر بتاريخ

مرة أخرى، لبى المغاربة نداء الواجب والنصرة، واستجابوا لدعوة الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع. فقبل الساعة الخامسة عصر يومه الأحد 19 ماي، موعد انطلاق المسيرة، عجل آلاف سكان مدينة الدار البيضاء ونواحيها وبعض المدن المغربية ينسِلون من كل شارع صوب ساحة النصر يطلبون رضى الله تعالى. جاؤوا بأعداد غفيرة؛ شيبا وشبابا وأطفالا، فرادى وعوائل وجماعات، من كل الحيثيات الاجتماعية والمهنية، يعبرون شكلا وموضوعا عن تضامنهم المطلق وإسنادهم الدائم لإخوتهم في الدين والعقيدة ولمقدسات الأمة الإسلامية ومآثر المغرب التاريخية في فلسطين؛ التي تحكي الماضي التليد للمغاربة الذين كانت لهم اليد الطولى في الدفاع عن الأقصى المبارك والمشاركة في فتح بيت المقدس الشريف وكسر شوكة الصليبيين تحت لواء الناصر صلاح الدين الأيوبي.

على طول شارع للا الياقوت، اصطف المتظاهرون، المجموعة تلو الأخرى، يهتفون عاليا “عهد الله لن نخون.. فلسطين في العيون، عهد الله لن نخون.. الأقصى في العيون”، “كلنا فدا فدا.. فلسطين الصامدة”، “بالروح بالدم.. نفديك يا فلسطين”، “الشهيد خلا وصية.. لا تنازل عالقضية”..

واليوم، وقد دنس الصهاينة الأرض وأمعنوا في الفساد والإجرام، يخوضون حرب إبادة جماعية ضد الغزاويين؛ يقتلون النساء والأطفال والشيوخ، ويدمرون المباني بما فيها تلك المحمية بموجب القوانين الدولية، ويعتقلون ويعذبون، وقد أغلقوا المعابر وسدوا كل المنافذ تجويعا وتعطيشا لمن أخطأته آلة البطش البربرية.. سار المتظاهرون، وهم يقدمون الاعتذار لإخوانهم في فلسطين، يجودون بجهد المقل، في عهد استأسد فيه الباطل بحماية الدول الغربية ومشاركة الإدارة الأمريكية، ولسان مقالهم يصدح “يا ثوار في كل مكان.. ثوروا ضد المريكان”، “إدانة شعبية.. لأمريكا الإرهابية”، “يا محكمة يا دولية.. هادي إبادة جماعية”..

متوشحين الكوفية ورافعين الأعلام الفلسطينية، حيا المشاركون في المسيرة كتائب المقاومة الفلسطينية التي تسطر أرفع مشاهد الإقدام والبطولة، ومن ورائها الحاضنة الشعبية المجيدة؛  “حيوا كتائب غزة.. هزت إسرائيل هزا”،”زغردي أم الشهيد واهتفي أحلى نشيد.. نحن في الساحة رجال نحن لا نخشى الوعيد.. نحن نار نحن نار نحن عزمنا حديد”.. وطالبوا بوقف الحرب وفتح المعابر؛ “باراكا من الدمار.. على غزة ارفعوا الحصار”، “أوقفوا المجازر.. وافتحوا المعابر”، “يا للعار يا للعار.. غزة تحت النار”، “لن ننسى لن نرتاح هادي غزة تستباح.. لن ننسى لن نرتاح ورفح فالاجتياح”..

وللتأكيد على أن المغرب وفلسطين شأن واحد، رفع المتظاهرون شعارات: “المغرب وفلسطين.. شعب واحد مش شعبين”، و“شعب المغرب ينادي بلسانك يا غزة.. مرادنا لازم يكمل بتحرير الأقصى”.

ولحكام العرب المتخاذلين أبرق المتظاهرون رسائلهم عبر الأثير: “يا حكام الهزيمة.. اعطيو للشعوب الكلمة”، “يا حكام الذل والعار.. فين هي الكرامة.. فين هي الشهامة.. فين هي العروبة”، “قولوا لتجار السلام فلسطين عربية.. لا تفاوض لا سلام لا حلول انهزامية”، “فلسطين تقاوم.. والأنظمة تساوم”، “لا استسلام لا تطبيع.. فلسطين ماشي للبيع”..

وخصت الجموع الحاضرة الدولة المغربية بجانب كبير من شعاراتها الرافضة لمعاهدة التطبيع والداعية لقطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الاحتلالي؛ “لا لا ثم لا.. للتطبيع والهرولة”، “يا للعار يا للعار الصهيوني وسط الدار.. لا للعار للعار الصهيوني مستشار”، “المغرب أرض حرة.. والصهيوني يطلع برة”. دون إغفال شعارات تشجب تنظيم مهرجان موازين في الوقت الذي تستعر فيه الحرب في فلسطين، فتم رفع شعار طويل مطلعه “آش بغينا بموازين..”.

ومما ميز مسيرة البيضاء اليوم، حضور أصحاب البذلة البيضاء الذين خرجوا يتضامنون مع زملائهم في قطاع الصحة بغزة، وهم يتعرضون لبطش الاحتلال الذي يستهدف الطواقم والبنيات والآلات الصحية المحمية بموجب القوانين الدولية في عجز تام للمنتظم الدولي عن ردعه.  إضافة إلى الحضور النسائي القوي الذي استأثر بمجموعة خاصة؛ مكونا وتسييرا ورفعا للشعارات.

وعرفت المسيرة أيضا إبداعات شبابية؛ لوحات تمثيلية تشير إلى المآسي التي يعيشها أهل غزة. وبطاقات تعرف بتاريخ القضية، وتنقل بعض ما يجري على الأرض، وأخرى تحمل أقوالا منكرة لمسؤولين أمريكيين، ورابعة تدعو إلى المقاطعة..

بعد حوالي ساعتين ونصف من المسير، التأم الجمع قريبا من القنصلية الأمريكية، بعد وضع السلطات الأمنية حزاما يمنع الوصول إليها، حيث ألقيت الكلمات الختامية من طرف منسق اللجنة المحلية للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع  بالدار البيضاء، الأستاذ عبد المجيد الراضي، الذي أكد أن أكبر عدو للشعوب هو أمريكا، إذ هي التي تمول الكيان الصهيوني بالمال والسلاح والعتاد، وتوفر له الغطاء السياسي، وتبرر جرائمه المفضوحة… وأوضح أن الشعب المغربي عبر منذ 7 أكتوبر عن موقف أساسي ضد التطبيع، “واليوم نقول إنه آن الأوان لإنهائه بشكل رسمي ونهائي، لأن بقاءه إلى حد الآن يجعلنا في مصاف الدول المساندة للكيان الصهيوني الخاذلة للشعب الفلسطيني”، مشددا في رسالة أخيرة للنظام المغربي على أن استمرار المسيرات الشعبية والوقفات في كل المدن هو بمثابة استفتاء قاطع على رفض التطبيع، وأنه لا مسوغ للمضي في الاتجاه المعاكس لتوجهات الشعب…

من جانبه اعتبر الدكتور بوبكر الونخاري، عضو السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع ونائب منسق الجبهة المحلية بالدار البيضاء، أن الشعب المغربي منذ السابع من أكتوبر صدح بشعارين؛ الأول هو مباركة طوفان الأقصى ودعم المقاومة والتضامن مع الشعب الفلسطيني، والثاني مركزي وداعم للأول، وهو “الشعب يريد إسقاط التطبيع”، ولن يتوقف الشعب إلى تحقيقه.

ومن رسائل المسيرة الشعبية بالبيضاء، يضيف الونخاري: “نقول للأمريكان إن الأسطوانة المشروخة التي تكررونها أن الصهاينة من حقهم الدفاع عن أنفسهم هي أسطوانة مشروخة وقد سقطت منذ السابع من أكتوبر، وتأكد سقوطها أمام ما يعرفه العالم من حراك مناهض للصهيونية ولجرائمها، وسقط بخاصة أمام الحراك الطلابي في الجامعات الأمريكية، بما تأكد معه أن الرواية الصهيونية سقطت في معاقلها المفترضة”.