من المسؤول عن الانقلابات التي تزحف اليوم على إفريقيا؟ ذ. حمداوي يجيب

Cover Image for من المسؤول عن الانقلابات التي تزحف اليوم على إفريقيا؟ ذ. حمداوي يجيب
نشر بتاريخ

أكد الأستاذ محمد حمداوي، مسؤول مكتب العلاقات الخارجية لجماعة العدل والإحسان، أنه “لا يمكن بأي حال من الأحوال تصور تبدل الأحوال إذا حل استبداد مكان استبداد آخر أو كان أسوأ منه” جوابا على سؤال: الانقلابات التي تزحف اليوم على إفريقيا هل هي الحل الوحيد لمواجهة الأنظمة الدكتاتورية القائمة التي أذلت الأفارقة وجعلت الناجين من الغرق منهم متسكعين على أعتاب أوروبا؟ افتتح به تدوينة نشرها يوم 30 غشت 2023.

وثنى بسؤال آخر هو: من المسؤول عما يحدث؟ سرد جوابا عنه الأطراف التي تتشارك المسؤولية، معتبرا أن أولها “الأنظمة الدكتاتورية المصرّة على الحكم بالحديد والنار، وأيضا بالفساد وشراء الذمم، والتي لا تتراجع عن قبضتها الاستبدادية إلا وهي محشورة في الزاوية بانقلاب عسكري! ولا من عاقل يتوفر على حد أدنى من النضج والوطنية الحقة والرحمة به وبشعبه يقف وقفة ويقول كفى، ويشرع في مرحلة انتقالية ديمقراطية حقيقية تنجيه وتنجي البلد وتنجي الشعب، وتوفر على الجميع استمرار المأساة، واستمرار الدوران في الحلقة المفرغة!”.

النخب والقوى الحية أيضا عليها مسؤولية كبيرة – يضيف الأستاذ حمداوي – “وجزء منها غير يسير يلهث وراء فتات المستبدين ويوظَّف شر توظيف ضد الأوطان ويعطل كل انتقال نحو الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. ولو تكتلت هذه النخب وتحدَّت الظلم، وضغطت عليه متّحدة وموحّدة لكانت قدوة للشعوب، ولألجأت الأنظمة المستبدة إلى تنازلات حقيقية في مسارات ديمقراطية توفّر على الشعوب طاقاتها وأعمارها، ولأسهمت فعليا في الوقف المبكر لنزيف المعاناة والتخلف المستمر..”.

الطرف الثالث المسؤول عما يقع اليوم من انقلابات في عدد من الدول الإفريقية، حسب الأستاذ حمداوي، هو الشعوب، فهي “أيضا مسؤولة عن معاناتها وهي راضية وخاضعة لتسلط حفنة من الأفراد الدكتاتوريين تلعب بها لعقود، وبخيراتها وبمصالحها، ولو قامت هذه الشعوب وبصقت فقط على هؤلاء الظلمة المستبدين لأغرقتهم بلعابها! فكيف لو صرخت في وجوههم صرخة واحدة ثابتة مصرّة على انتزاع الحق المشروع. ولن يكلف الشعوب بالتأكيد ذلك ربما عشر من مات منهم جوعا أو غرقا، أو بالأسقام والأمراض نتيجة الإهمال الطبي!”.

وجعل عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان “القوى الخارجية” آخر الأطراف المسؤولة في الترتيب، معللا ذلك بقوله: “لأنه فعلا العامل الأخير، حتى ندحض التعلق الكلي بنظرية المؤامرة فيما يحدث لإفريقيا أو لغيرها”.

وأوضح في هذا الشأن أن “هذه القوى الخارجية الداعمة والحاضنة للمستبدين غالبا هي القوى المستعمِرة سابقا التي كما يقال خرجت من الباب لتعود من النافذة، لتستمر في استنزاف خيرات إفريقيا ودعم الإهانات لشعوبها من قبل عملائها الموظفين لهذا الغرض. وظنت بجرمها هذا أن دوام الحال تجاوز المُحال، وعمدت إلى ترسيخ جبروتها الاستعماري المصادِر لثروات الأوطان ولحقوق أبنائها في العيش الكريم وفي الحرية والديمقراطية. وتعاملت بعنصرية رهيبة في هذا المجال عندما تعمل بصرامة على احترام القواعد الديمقراطية والشفافية واحترام القانون والقضاء في بلدانها ولا تتردد بدعم التلاعب بذلك كله وتطبيق نقيضه تماما في إفريقيا!”.

ليستدرك بقوله: “لكن عجلة التاريخ ودورة الحضارات لا ترحم، ومهما طال ليل الظلم وظلمات الطغيان، فلابد له أن ينجلي ولابد لقيد الاستبداد أن ينكسر، وتنال، بإذن الله، الشعوب المقهورة حقوقها المسلوبة مهما طال مخاض ذلك أو قصر”.