مسيرة الرباط.. هيآت مجتمعية وسياسية بارزة تجدد إجماعها المبدئي والتاريخي حول القضية الفلسطينية

Cover Image for مسيرة الرباط.. هيآت مجتمعية وسياسية بارزة تجدد إجماعها المبدئي والتاريخي حول القضية الفلسطينية
نشر بتاريخ

جدد المغاربة اليوم في مدينة الرباط تأكيدهم على ما يجمعهم بالقضية الفلسطينية من روابط دينية وتاريخية وإنسانية، تجلت في المسيرة الشعبية الوطنية التي دعت إليها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع مع مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين.

مسيرة اليوم المليونية الحاشدة بمدينة الرباط، هي بمثابة وثيقة جديدة تنضاف إلى السجل التاريخي الحافل للشعب المغربي بالدعم والنصرة والمؤازرة سياسيا ومجتمعيا ومدنيا على أن القضية الفلسطينية هي قضية وطنية جامعة لكل المكونات ومن شذ عن هذا الموقف فهو لا يمثل إلا نفسه، كما صرح بذلك عدد من رؤساء وممثلي الهيآت المجتمعية والمدنية والسياسية الحاضرة في المسيرة.

فتح الله أرسلان: المسيرة فندت البروباغندا الإعلامية التي تحاول جعل التطبيع أمرا عاديا

وعلى تلك الرسالة  أكد نائب الأمين العام لجماعة العدل والإحسان وناطقها الرسمي، فتح الله أرسلان، الذي شدد على أن “البروباغندا الإعلامية التي حاولت أن تقوم بها جهات لتؤكد أن المغرب قد انساق مع التطبيع وأنه تقبله وأن الأمر أصبح عاديا، هذه المسيرة بمختلف تلاوينها ومختلف التوجهات الحاضرة فيها؛ السياسيون والنقابيون والأطفال والشيوخ والنساء والرجال، كلها تقول بلسان واضح إننا ضد التطبيع، وإننا لا يمكن أن نقبل بأن نمد يدنا إلى مجرم يقتل أبناءنا ويستبيح حرمات أقصانا ومقدساتنا، ويهدم البيوت على رؤوس إخواننا وأخواتنا”.

هذه هي الرسالة الأساس لهذه المسير بعد التضامن المطلق وغير المشروط مع إخواننا في غزة، وبعد الإدانة الشديدة للجرائم التي يقوم بها الكيان الصهيوني في كل فلسطين وعلى رأسها غزة، وفق تصريح الناطق الرسمي باسم الجماعة.

وتابع أرسلان موحا أن هذه المسيرة هي صيحة، والمظاهرة حيث هي تقول للعالم إن المغاربة ليسوا كما يسوق لهم في الإعلام، فهم ضد التطبيع، ويرفضون التطبيع بكل أنواعه وبكل أشكاله.

عبد الصمد فتحي: هذه المسيرة تجسد وحدة المغاربة في مقاربتهم السياسية والإديولوجية لكل ما يتعلق بفلسطين

عبد الصمد فتحي، رئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، وعضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، اعتبر أن وقوف أبناء المغرب صفا واحدا بكل مشاربهم وانتماءاتهم وخلفياتهم، يؤكد أن القضية الفلسطينية هي قضية تجمع كل المغاربة.

فتحي في تصريحه لنا من مقدمة المسيرة، أكد أن هذه التظاهرة التي حج إليها المغاربة من كل المدن إلى الرباط عاصمة المغرب الأقصى دفاعا عن المسجد الأقصى، لا تجسد إلا وحدتهم في مقاربتهم السياسية والإديولوجية تجاه كل ما يتعلق بهذه القضية.

وتابع فتحي يقول: “نحن صف واحد لنقول للخاص والعام بأننا يد واحدة وصف واحد مع المقاومة وضد العدوان الصهيوني في تحالفه مع قوى الاستكبار العالمي، ولنقول بأننا ضد التطبيع الذي يعطي الضوء الأخضر للكيان الصهيوني للقيام بالمزيد من الجرائم التي ترتكب على شعبنا في أرض فلسطين”.

أوس الرمال: هذا أرفع استفتاء على أن المغاربة كانوا وما زالوا مع القضية الفلسطينية وضد التطبيع

فالمغاربة بكل أطيافهم مهما اختلفوا، كما ذكر أوس رمال، رئيس حركة التوحيد والإصلاح في تصريح لنا، فإن قضية الأقصى وفلسطين والمقاومة ومقاومة التطبيع تأتي لتوحدهم وتجمعهم على كلمة واحدة.

وهذا أرفع دليل لهؤلاء الذين يريدون أن يصوروا المغرب أو بعض المغاربة على أنهم مطبعون، يقول رمال، ثم يضيف: ّنقول لهم: خسئتم، المغاربة الحقيقيون هم هؤلاء الذين بعد طوفان الأقصى خرجوا في طوفان المغرب الأقصى مجتمعين”.

وتابع رمال يقول: “هذا أرفع استفتاء على أن المغاربة كانوا وما زالوا مع القضية الفلسطينية وضد التطبيع والمطبعين، لذلك خرجنا، ولن نتردد دائما في الخروج في مثل هذه المحطات مع كل إخواننا وكل أخواتنا من المغرب قاطبة لنقول: إن التطبيع مرفوض وإن المطبعين في هذا البلد ليسوا في مكانهم، وأن الأصل في المغاربة هم هؤلاء الذين خرجوا اليوم في هذا التعبير وفي هذه المسيرة”.

علي بوطوالة: القضية الفلسطينية تجسد إجماع جميع فئات الشعب المغربي.

وبصم على بوطوالة الأمين العام لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي على الرسائل ذاتها، موضحا أن الشعب المغربي يعتبر القضية الفلسطينية قضية وطنية، وهي القضية التي تجسد إجماع جميع فئات الشعب المغربي.

وسنبقى دائما بجانب الشعب الفلسطيني حتى تتحرر كامل أرضه من النهر إلى البحر، يقول بوطوالة، ثم يضيف: “ونحن نؤيد تأييدا مطلقا المعركة التاريخية لـ “طوفان الأقصى” ونتمنى التوفيق والنصر والتمكين للشعب الفلسطيني في جميع المعارك التي يخوضها”.

فهذه المسيرة المليونية، يضيف المتحدث، تأتي لتؤكد مرة أخرى لمن ما يزال يحتاج إلى تأكيد أن الشعب المغربي قاطبة مع الشعب الفلسطيني في جميع المعارك وجميع المحن التي يتعرض إليها. فالنصر للمقاومة وإنها لمقاومة حتى النصر.

مصطفى المعتصم: كلنا فلسطينيون ولا قيمة للعملاء الخونة

ورأى مصطفى المعتصم، الأمين العام لحزب البديل الحضاري، أن الشعب المغربي من خلال هذه المسيرة “يعبر اليوم بإجماع كل فئاته السياسية والثقافية والاجتماعية عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني”.

وتابع: “الشعب المغربي هنا ليقول: كلنا فلسطينيون، ولا قيمة للعملاء الخونة، الذين سيُرمَون إلى مزبلة التاريخ، نحن هنا لنتضامن مع شعبنا في فلسطين، ولنترحم على شهداء أقصانا، ولندين التطبيع، ولندين الصمت الدولي، ولندين التحالف الصليبي الجديد والصهيونية”.

نحن هنا لنقول: فلسطين حرة وستبقى موحدة من النهر إلى البحر.، وفق تصريح الأمين العام لحزب البديل الحضاري لنا من مقدمة هذه المسيرة.

عبد الحميد أمين: الشعب المغربي كله مع طوفان الأقصى ومع المقاومة في عهدها الجديد

من جهته نائب الكاتب العام لحزب النهج الديموقراطي العمالي، عبد الحميد أمين اعتبر أن هذه المسيرة التي يشارك فيها عشرات الآلاف، ولم نصل بعد لإعطاء إحصاء رسمي لعدد المشاركين فيها، وربما تصل إلى مئات الآلاف، تبين أن الشعب المغربي كله مع طوفان الأقصى، ومع المقاومة المسلحة الفلسطينية في وجهها الجديد، وفي عهدها الجديد.

ويرى أمين في تصريحه لنا من وسط المسيرة، أن الشعب المغربي ضد التطبيع، وهذا هو شعار المسيرة “الشعب المغربي مع طوفان الأقصى وضد التطبيع”، واستغرب مما أقدم عليه “مجموعة من المطبعين كان عددهم 12، يوم أمس قبل المسيرة بيوم وطالبوا بمنع هذه المسيرة؟”.

وشدد أمين على أن هذا الحدث بين اليوم وأمس “يُظهر أن الشعب المغربي في واد والمطبعين في واد آخر. الشعار والتوجيه الذي نخرج به هو أن مسيرة اليوم هي بداية المطاف وليست نهايته. الشعب الفلسطيني ما زال يُقتل، بهذا يجب أن نستمر ابتداء من الغد، يجب أن يستمر المغاربة في الخروج للشارع من أجل دعم الشعب الفلسطيني”.

منيب نبيلة: فلينظر العالم إلى ما وقع قبل 7 أكتوبر وبعده أيضا لتكتمل الصورة

من جانبها، قالت نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد إن مسيرة اليوم كلها رسائل للدولة المغربية والمغاربية والعربية والمسلمة وإلى المنتظم الدولي من أجل إيقاف التقتيل الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، مشددة على أنه آن الأوان لإحقاق الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني كي يبني دولته المستقلة وعاصمتها القدس مع تحرير الأسرى وعودة اللاجئين.

منيب في تصريحها لنا أثناء مشاركتها في مليونية الرباط، قالت إنه لا يمكن لنا أن نخضع لهذه البروباكندا العالمية التي تريد أن تجعل يوم 7 أكتوبر بداية القصة ونهايتها، فلينظر العالم إلى ما وقع قبل السابع من أكتوبر وبعده أيضا لتكتمل الصورة. وتابعت “نحن هنا لنقول للدولة المغربية إن التطبيع هو ضمن مخطط صهيوني من أجل تحييد عدد من الدول ليسهل عليه عزل القضية الفلسطينية والقضاء عليها نهائيا”.

وبينما شددت منيب على أنه لا يمكن القول بالسيادة الوطنية في غياب سيادة الشعب والأخذ برأي الشعب، أكدت في المقابل أن “اليوم بالفعل أظن الشعب المغربي قاطبة بكل قواه شارك في هذه المسيرة ليعبر بصوت واحد على استنكاره للمذابح والمجازر الجهنمية التي يرتكبها الكيان الصهيوني الغاشم، الذي يحاول ترحيل فلسطينيي غزة من أرضهم بعد قتل ما يزيد عن ألفي شهيد مع الدمار الشامل والقصف بالفسفور…”

جمال العسري: هذه المسيرة دليل قاطع على أن فلسطين في قلب المغاربة

جمال العسري، المنسق الوطني للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، قال في تصريح لنا إن رسائل مسيرة اليوم التي دعت إليها الجبهة ومجموعة العمل واضحة، أهمها أن “القضية الفلسطينية تثبت مرة أخرى أنها تستطيع جمع المجتمع المغربي بكل تلويناته؛ الهيئات السياسية والنقابية والحقوقية والجمعوية، رغم اختلافاتهم حول مجموعة من القضايا، فعندما تحضر فلسطين يحضر التضامن، وتحضر الوحدة، وهذا دليل قاطع أن فلسطين في قلب المغاربة”.

ووجه العسري نداء وطلبا عاجلا إلى مسؤولي الدولة، “الذين يوجدون في واد والشعب المغربي في واد آخر”، مفادها أن مسيرة اليوم رفعت شعارا واضحا مفاده أنها مع “طوفان الأقصى” وضد التطبيع.

وشدد العسري على أن هذه المسيرة هي “استفتاء على أن ما وقعتم عليه كان خطأ قد يصل إلى درجة الخطيئة، والمطلب الوحيد والأوحد الآن هو تمزيق معاهدة التطبيع وإلغاء كل ما نتج عنها من معاهدات واتفاقيات بين مؤسسات حكومية ومؤسسات شبه عمومية”.

أحمد ويحمان: التطبيع أسقطه طوفان الأقصى

“هذا هو الاستفتاء، وهذا هو صوت الشعب المغربي، ومن أراد أن يعرف موقف الشعب المغربي الحقيقي فها هو يمشي على الأرض”، هكذا أجابنا أحمد ويحمان بصوته المرتفع المزلزل عن دلالات مسيرة الرباط اليوم.

ويحمان، رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، وعضو سكرتارية مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين أحد مُنَظِّمَيْ هذه المسيرة، قال: “هذا هو الاستفتاء الذي لو نظموه بشأن التطبيع لحصل على نقطة 0,00001، وكل صوت غير هذا لا يلزم إلا صاحبه ولا علاقة له بالشعب المغربي”.

وتابع المتحدث يقول: “صوت الشعب المغربي ها أنتم يا أيها الناس، ويا عالم، يقول: فلسطين أمانة والتطبيع خيانة، فلا معنى لبقاء الماخور الذي يسمى مكتب الاتصال الإسرائيلي مفتوحا بعد هذه المسيرة. على المطبعين أن يتعقلوا ويعودوا إلى شعبهم وإلا سيدفعون الثمن، فالتطبيع سيسقط لا محالة، التطبيع أسقطه طوفان الأقصى”.