خرج المغاربة مجددا هذا اليوم، الأحد 06 أبريل 2025، في مسيرة شعبية بمئات الآلاف في مدينة الرباط، لتسجيل ملحمة جديدة في مسار النضال الوطني الشعبي ولتأكيد الموقف القائم الدعم المطلق للشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه في محنته وفي نضاله من أجل دحر الاحتلال، وأيضا لتجديد رفض التطبيع باعتباره “معركة حقيقية في المغرب” على حد قول الأستاذ عبد الحميد أمين اليوم في هذه المسيرة، وباعتباره “قضية استراتيجية” على حد قول الدكتور رشدي بويبري.
وحضر موضوع التطبيع في مسيرة اليوم من خلال الشعارات التي صدح من خلال الحاضرون برفضه والدعوة إلى إلغائه، كما حضر في اللافتات والصور المرفوعة والأشكال التعبيرية التي زخرت بها المسيرة، فضلا عن حضوره بقوة في الكلمات والتصريحات الصحافية للقيادات والقوى الوطنية الحاضرة.
الدكتور رشدي بويبري عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان في حديثه معنا من مقدمة المسيرة الشعبية اليوم بالرباط، قال إن الناس يتحدثون عن التطبيع في المغرب، “وهو في الحقيقة مفهوم قاصر على أن يعبر عن الوضعية الحقيقية للحضور الصهيوني داخل الدولة المغربية، ومحاولته اختراق المجتمع المغربي”.
والمسيرة التي نظمتها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع اليوم في الرباط كما ذكر الأستاذ عبد الحميد أمين عضو السكريتارية الوطنية للجبهة، هي من أجل قضيتين أساسيتين، أولاهما التضامن مع الشعب الفلسطيني في محنته ونضاله ضد الصهيونية والإمبريالية، والثاني هو مناهضة التطبيع.
وإذا كانت التضامن مع الشعب الفلسطيني تحصيل حاصل في النضال الشعبي المغربي، فإن مناهضة التطبيع يؤكد أمين في حديثه معنا في مسيرة الرباط “هو المهمة الرئيسية لنا كجبهة، لأن إسقاط التطبيع هنا في المغرب أكبر خدمة يمكن أن نؤديها للشعب الفلسطيني”.
وبينما أكد الأستاذ أمين أن “المعركة ضد التطبيع هي معركة حقيقية” لفت إلى أن الجسم المناضل في المغرب والقوى الحية لحد الآن ما تزل مقصرة في أشكال النضال ضد التطبيع، وتابع يقول: “يجب كجبهة أن نبدع أساليب نضالية أخرى أكثر جرأة وأكثر جماهيرية لدعم الشعب الفلسطيني وخصوصا إسقاط التطبيع لأنه عدونا الرئيسي في المغرب”.
الأستاذ بويبري أكد أن “عملية اختراق عميقة للبنى الأساسية للدولة المغربية” تمت منذ سنوات طويلة في مستوياتها المختلفة، لافتا إلى أن الحديث عن الاختراق الصهيوني هو حديث عن “مشروع استكباري استعماري تدميري، رأينا آثاره في مجتمعات عربية مثل مصر والأردن، ورأينا كيف استطاع أن يغيب ويغير هوية الدولة العربية في هذه البلدان”.
فالاختراق الصهيوني إذن مشكل كبير جدا وخطير جدا، وقضية استراتيجية يضيف المتحدث، مشددا على ضرورة وقوف الجميع في وجهها، وأضاف “نحن لا نزايد على الدولة المغربية، فنحن نتحدث عن اختراق سيؤثر بشكل عميق على مستقبل هذا البلد، والنتائج التي سيؤدي إليها بدأت معالمها تظهر، إلى تغيير عميق في طبيعة الدولة المغربية التي تشكلت عبر التاريخ”.
وإذ تحدث الأستاذ بويبري عن أهداف الاختراق الصهيوني بما هي سعي إلى “تغيير الهوية الاجتماعية والثقافية والسياسية للبلاد، وفي نفس الوقت هو مشروع استعماري يفتك بالمقومات الذاتية للدولة المغربية”، فهو يتفق مع الأستاذ أمين في التشديد على أن مقاومة هذا الاختراق تبقى قضية كل مناضل حر شريف في هذا البلد.