كشف الأستاذ نور الدين الملاخ في تدوينة بحائطه في الفيسبوك أمس ما اعتبره مفارقة في مدينة مراكش بين الأمس واليوم، موضحا أن المدينة التي كانت بالأمس قبلة للمهرجانات الدولية والمؤتمرات الباذخة، أصبحت اليوم بؤرة “ضيف غريب حل في صدور أبناء المدينة، الذين لجأوا لمستشفياتها التي لم تعد قادرة على استيعاب الأعداد الهائلة من المصابين بجائحة كورونا”.
وانتقد الملاخ إيداع الأموال التي كانت تجمع في هذه المناسبات في “صناديق سوداء غير صندوق البهجة”، مردفا أن ما يشهد على ذلك اليوم هو “مستشفى ابن زهر (مستشفى المامونية- الأطلال- المجاور لأفخم فندق في شمال إفريقيا) الذي أصبح قبلة لمئات المصابين لكن دون رعاية ولا علاج”.
وفي تدوينته التي عنونها بـ “مراكش تستغيث” أوضح المتحدث أنه من المفروض أن يكون لمدينة سياحية كمدينة مراكش، “صندوق يصرف لتقوية البنية التحتية للمدينة، وتجهيزها بكل ما يلزمها لجعلها منارة مشعة بين قريناتها في الشمال والجنوب”.
وكتب الملاخ يقول: “بالأمس، مدينة مراكش قبلة لـ: المهرجان الدولي للسينما: الذي توزع فيه الجوائز على من يصنعون ثقافة الكراهية! ومهرجان الضحك: الذي يجتمع فيه من يضحكون على الدقون!، والمؤتمرات الدولية من أجل المناخ والصحة والاقتصاد: التي تسلط الأضواء على مهندسي القرارات…!”
وتابع يقول: “يجند لإنجاح تلك المحطات شباب حباهم الله بالكرم وحسن الضيافة، وتزين الشوارع بالأضواء، وتهيأ الرياضات والفنادق وتقام الحفلات والأهازيج والفلكلور لإمتاع الضيوف وتجمع الأموال الطائلة “، وأردف موضحا أن هذه الأموال تودع في “الصنادق السوداء” التي لا تعود بالنفع على المدينة.
وأشار إلى الحس المهني العالي للأطقم الطبية في المدينة، التي تفانت في تقديم خدماتها الصحية “رغم عوز الإمكانات”. مردفا أن هذه الأطقم تصرخ بأن “الوضعية كارثية، والمراكشي البسيط تحت وطأة المرض وقهر الحجر”.
لن ينسى أحد شهر غشت 2020 يقول الملاخ؛ حيث “ارتفاع عدد الإصابات بالمرض وارتفاع عدد الوفيات وعجز الدولة عن إيجاد حلول لهذا المشكل العويص، فإلى الله المشتكى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم”.