محمد (2) خاتم الأنبياء

Cover Image for محمد (2)
خاتم الأنبياء
نشر بتاريخ

هذه الدنيا أتاها بشيرٌ

إنّه الحقّ يفوح شذاهُ
تسعد الأرواح بالدين يحلو

يهتف القلب ويلقى مناهُ
فرآه المسلمون جلّيا

واضح التغيير فيه رضاهُ
فاستجاب القلب والسمع لبّى

للإله الحقّ خرّت جباهُ
لم يجب عن دعوة الحق قومٌ

ضلّلوا الناس وبالكفر فاهوا
وأصاب المصطفى بعد بعثٍ

عقباتٌ فالإله ابتلاهُ
صبر العبد ووفّى عهودا

أحسن الفعل وفتحٌ تلاهُ
لم يودّعه العظيم تعالى

صانه من كائدٍ وحماهُ
وسرى بالليل نحو مقامٍ

فيه صلّى والجموع تراهُ
يتباهى الأنبياء بعبدٍ

حلّ فيهم ذكرهُ ودعاهُ
يا إماما قام فينا يصلّي

يختم الأمر بصدقٍ وفاهُ
هو رمزٌ للفلاح كريمٌ

خاتمٌ رب السماء اجتباهُ
وارتقى العبدُ إلى الله أنسا

إذ دعاه ربّه في سماهُ
وأقرّت أنبياء الإله

بعد ترحيبٍ بدينٍ آرتضاهُ
فالتقى آدمَ بعد عروجٍ

سلم العبد عليه دعاهُ
وأراه الله أرواح خلقٍ

سعداءٌ عن يمينٍ أراهُ
عن شمالٍ أشقياء تبدوا

يا شقاءً من شكاه شقاهُ
باح يحيى بنبوة عبدٍ

قد رعاهُ ربه واصطفاهُ
وكذا عيسى أقرّ بدينٍ

فيه خيرٌ للعباد ارتآهُ
يوسفٌ سلم على المصطفى

يرضى بما سُرّ منه الإلهُ
ضمّ إدريسُ نبي الله يعلو

صوته السمح بذكر تلاهُ
ورأى هارونَ طلق المحيا

ينصر الدين ويحيي نداهُ
وكذا موسى رآه يلبّي

يذكر العهد لأمرٍ رآهُ
ثم إبراهيم حيّى نبينا

في سماءٍ قد أقرّ دعاهُ
للرضى في سدرة المنتهى فيــ

ــها الإله خصّه والتقاهُ
لم يطأها ملكٌ أو رسولٌ

كانتِ الفضل له إذ دعاهُ
أفرد القرب له دون خلقٍ

في مقامٍ زاد فيه سناهُ
فرض الله عليه صلاةً

ترفع العبد وفيها رضاهُ
هي قربٌ من الله أنسٌ

من رعاها فالإله رعاهُ
صلةٌ بالله فيها نجاة

وارتقاءٌ للمجيب يراهُ
وبراءٌ من نفاق وكفر

ونجاة ٌ من جحيمٍ تلاهُ
ودعاءُ للعباد وسلمٌ

خُلُقٌ عالٍ وسمتٌ جلاهُ
ووقارٌ بين أهلٍ وصحبٍ

وبلاغٌ للهدى ونداهُ
واحتمالٌ للأذى وانتصارٌ

لضعيفٍ ملّ منه شقاهُ
واقتحامٌ للصعاب ورفقٌ

بيتيمٍ والبلاء رماهُ
هي ذكرٌ واصطبارٌ وبذلٌ

واجتهادٌ في العلوم قضاهُ