مجلس شورى جماعة العدل والاحسان ينعقد في دورته الثامنة عشرة

Cover Image for مجلس شورى جماعة العدل والاحسان ينعقد في دورته الثامنة عشرة
نشر بتاريخ

                                                                   بسم الله الرحمن الرحيم

                           والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وآله وصحبه وإخوانه

 

جماعة العدل والإحسان

مجلس الشورى

                                                     بيان

​انعقدت بفضل الله، الدورة العادية الثامنة عشرة لمجلس شورى جماعة “العدل والاحسان” يومي السبت والأحد 25 و 26 ربيع الثاني 1439 الموافق ل 13 و14 يناير 2018. وقد جاءت هذه الدورة في سياق محلي هام، فالمغرب يعيش على ضوء أزمة متواصلة عنوانها الانغلاق السياسي وهيمنة السلطوية وارتفاع منسوب الاحتجاج الشعبي على السياسات العمومية. فالأوضاع الاجتماعية في تدهور متنام ومستمر، كما لا يزال الهجوم على قيم الأمة وثوابتها الدينية في تصاعد مع تعطيل وظيفة المسجد والعلماء واحتكار النظام المخزني للشأن الديني ومؤسساته وحرمان القوى المقاومة للاستبداد من كل أدوات الفعل الباني في المجتمع. وبالجملة يمكن القول إن الدولة في هذا البلد مستمرة في مراكمة الفشل في تعاطيها مع مطالب المغاربة، بكل حيثياتهم، في الكرامة والحرية والتوزيع العادل للثروة الوطنية. وهذا الفشل يؤدي ثمنه الشعب المقهور الذي تتضاعف عليه كلفته مما يعمق من معاناته يوما بعد آخر.

أما على المستوى الخارجي فالعالم بأسره يشهد مخاضا كبيرا وعلى رأسه الأمة الإسلامية؛ إذ عرفت هذه السنة هجمة أخرى من لدن الاستكبار العالمي على مقدسات الإسلام والتي تجلت في اعتراف رئيس أمريكا بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني الغاصب، مع استمرار دعم الحكومات الغربية للأنظمة المستبدة في العالم العربي والتغطية على جرائمها وانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان واعتداءاتها على حرياته.

كانت فقرات هذه الدورة فرصة تدارس من خلالها أعضاء وعضوات 

مجلس الشورى مجموعة من التقارير حول أوضاع الجماعة وسير مختلف مؤسساتها وإنجازاتها والوقوف على التحديات والآفاق التي يستشرفها عملها. كما تم التصديق على بعض التعديلات القانونية الخاصة ببعض مؤسسات الجماعة بعد المناقشة التي اتسمت بالمسؤولية والجدية والتياسر والمحبة والشورى. وتم توسيع مجلس الارشاد بانتخاب عضويين جديدين هما الأخوان الكريمان الأستاذ رشدي بويبري والدكتور عبد الصمد الرضا.

وسجل المجلس، بالمناسبة، ارتياحه العام لليقظة والحيوية التي ميزت أداء مؤسسات الجماعة وسيرها العام في مختلف المجالات خلال هذه السنة، رغم التضييق والحصار المخزني. كما أشاد المجلس بالجهود المباركة لكل أبناء وبنات الجماعة وعطاءاتهم المتواصلة. ونحمد الله الوهاب على فضله وعطائه ونسأله المزيد.

وقد توجت هذه الدورة بكلمة جامعة ألقاها السيد الأمين العام الأستاذ محمد عبادي ركز فيها على معاني المسؤولية وكونها أمانة عظيمة يجب إعطاءها حقها. كما أشار إلى الحاجة إلى العطف على الإنسان الذي عملت الحضارة المادية على إفراغه من حقيقته وجوهر وجوده. وأوصى الأستاذ محمد عبادي بتعميق التواصل مع الغير واحترامه وقبول النصح منه.

وفي الأخير أكد مجلس الشورى على ما يلي:

1 / تنديده باستمرار المخزن، ومن يدور في فلكه، في إهدار الفرص والإصرار على الزج بالمغرب في المجهول، من خلال اعتماد سياسات غير عادلة لا تحقق تنمية ولا استقرارا حقيقيا ومن خلال الدفع بالمقاربة القمعية إلى الواجهة في التعامل مع المطالب المشروعة للشعب المغربي.

2 / مساندته الكاملة للاحتجاجات الشعبية التي تعبر عن مظلومية حقيقية لأبناء وبنات هذا الوطن. وترحُّمه على شهداء هذه الاحتجاجات (الحسيمة، الصويرة، جرادة، سبتة)، ومطالبته بالإطلاق الفوري لسراح كل معتقلي الحراك المغربي.

3 / تضامنه الكامل مع كل المعتقلين السياسيين المظلومين في سجون المخزن، ومع كل المتابعين من ناشطين وحقوقيين وإعلاميين.

4 / إدانته لاستمرار اعتداء المخزن على ما تبقى من حقوق المواطن المغربي: ارتفاع مهول في الأسعار، إلغاء مجانية التعليم، استمرار الاقتطاعات من الأجور.. إلخ.

5 / تضامنه الكامل مع الشعب الفلسطيني الأبي ومقاومته الشريفة حتى تحرير أرضه واسترجاع حقوقه كاملة غير منقوصة. سائلين الله عز وجل أن يتقبل شهداءهم ويشفي جرحاهم ويرد غائبهم ويفك أسر معتقليهم. كما يندد المجلس بقرار الرئيس الأمريكي، الذي مثل اعتداء صارخا وخطيرا على حرمات الأمة وحقوقها.

6 / إشادته بالهبة المباركة التي عرفتها الأمة إثر قرار الرئيس “ترامب” الغاشم ودعوة المجلس لتطوير الفعاليات التضامنية وتنويعها واستمرارها. كما لا تفوت المجلس بالمناسبة إدانة التخاذل المستمر للحكام المفروضين قسرا على الشعوب الإسلامية وتواطئهم الدائم والمفضوح مع الغاصب والمحتل.

7 / تنويهه بالاستجابة المهمة التي أبداها كثير من الفضلاء تجاه دعوات الجماعة ومشاركتهم لها في العديد من مناسباتها. ويجدد دعوته الصادقة والملحة لكل القوى الحية في البلد، بمختلف انتماءاتها الإيديولوجية والسياسية، لتوحيد الجهود ورص الصفوف في أفق تأسيس ميثاق متوافق عليه والاتفاق على أرضية مشتركة تواكب هذه المرحلة التاريخية المهمة وتستجيب لتطلعات الشعب المغربي الأبي. 

حرر بسلا يوم 26 ربيع الثاني 1439 الموافق، 14 يناير 2018.