مجلس الإرشاد ومؤسسات الجماعة.. رعاية واحتضان ومشاركة

Cover Image for مجلس الإرشاد ومؤسسات الجماعة.. رعاية واحتضان ومشاركة
نشر بتاريخ

يتحمل مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان مسؤولية عملية وميدانية ورمزية كبيرة في حمل مشروع الجماعة وفي التعريف به وفي السعي لترسيخ مبادئه في القلوب والعقول وعلى أرض الميدان. وفي ما يلي جوانب من تجليات هذه المسؤولية الجليلة كما رصد بعضها موقع الجماعة نت خلال 2016:

زيارات توجيه واحتضان

على امتداد رقعة البلاد، وفي كل المناطق والمدن والمداشر، يسعى مجلس إرشاد الجماعة إلى التواصل مع أعضاء الجماعة ومع أجهزتها ومؤسساتها في كل مستوياتها، تحت مظلة الصحبة في الله والتزاور في الله والمحبة فيه سبحانه والصلة في ذاته، رعايةً واحتضانا ومشورة ونصحا وانتصاحا وانفتاحا على كل ما يقوي أواصر القلوب، ويمتن أركان البناء، ويربط برباط المحبة بين المومنين مهما اختلفت حيثياتهم التنظيمية أو الاجتماعية أو العمرية أو المهنية.

وسواء أتعلق الأمر بالأمور التنظيمية التدبيرية وما تحتاجه من إدارة ومراجعة وتقويم، أو بالسير التربوي وما يقتضيه من تأسيس وتوجيه وتذكير، أو بمجال عمل الدائرة السياسية وما يتفرع عنها من لجن ومؤسسات، فإن من مهمات قيادات الجماعة السهر على أن يسير الجميع في الاتجاه الذي ارتضته الجماعة مما خطه الإمام المجدد رحمه الله في مشروعه التغييري الكبير. وهذه مهمات كالجبال تفرض على هذه القيادة حركة دؤوبة في المجتمع ومع الشعب من ناحية، وداخل الصف صحبة ومحبة ورعاية واستماعا وانفتاحا من ناحية ثانية. جهود تتطلب أسفارا طويلة على امتداد البلاد، ولقاءات ماراطونية مرهقة، وتهمما دائما لا راحة معه، وعملا بالليل والنهار تزيد من وطأته تشابك العلاقات التنظيمية الداخلية مع مقتضيات الوجود الميداني في المجتمع ومقتضيات العلاقات مع رموز وأطياف المجتمع المدني.

رعاية خاصة بالمؤسسات المركزية

وتمثلت رعاية واحتضان مجلس الإرشاد لمؤسسات الجماعة خلال 2016 وخاصة المركزية منها في كثير من المناسبات؛ كان من بينها على سبيل المثال لا الحصر حضوره أشغال المجلس القطري السنوي للهيئة العامة للتربية والدعوة للجماعة “مقتد” تحت شعار: “يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط”) المائدة 8)، يومي ـ12 و13 نونبر 2016. أشغال استهلت بكلمة أمين الهيئة العامة للتربية والدعوة الأستاذ أبو بكر بن الصديق، وعرضت فيها الهيئة تقريرها العام للسنة المنتهية على أنظار المجلس القطري الجامع الذي ناقشه وصادق عليه، وتوجت بكلمة توجيهية للأمين العام للجماعة الأستاذ محمد عبادي. كما تمثلت هذه الرعاية حين حضر منتدبون عن مجلس الإرشاد المجلس الجامع للهيئة العامة للعمل النسائي للجماعة في دورته الرابعة يومي 19 و20 نونبر 2016، تحت شعار قول الإمام المجدد عبد السلام ياسين رحمه الله: “طريق الجهاد طويل، يريد عملا ممنهجا…”.

ذات الحضور والمشاركة والتهمم ستشهده الدورة 20 من المجلس القطري للدائرة السياسية التي انعقدت تحت شعار “مع الشعب: اصطفاف مسؤول من أجل التغيير المأمول”، إذ واكب أعضاء من مجلس الإرشاد أشغال الدورة وفي جميع أطوارها وجلساتها ونقاشاتها على مدار يومين كاملين. وكانت الدورة 17 لمجلس شورى الجماعة يومي 14 و15 يناير 2017م مناسبة أخرى مهمة حضر أشغالها مجلس الإرشاد في أجواء ربانية تميزت بالجدية وروح المسؤولية في النقاش والتعبير عن الآراء وعرفت تدارس التقرير العام وتقييم بناء الجماعة والورقة الإطار للوثيقة التصورية لعمل المرأة في مشروع الجماعة، والمنظومة التربوية التأهيلية في صفوف الجماعة.

مسارعة إلى محطات التربية

وقبل أن يوجه القادة من معهم من الرجال والنساء إلى منابع الخير ومناهل العرفان وعيون الإيمان والإحسان، يعطون بعملهم الأسوة العملية في طرق أبواب القرب والمعرفة، وفي سلوك طريق التزكية الروحية التي لا جهاد بدونها ولا نجاح ولا فلاح.

فبالموازاة مع التحرك الميداني والزيارات التواصلية، تسارع قيادة الجماعة وتسابق بانتظام إلى محاضن التربية ورباطات التربية، وتحرص على أن يكون لها الحظ الأوفر فيها. وأحرص ما تحرص عليه هذه القيادة الاعتكافات الرمضانية في العشر الأواخر من رمضان، والرباط العشري الصيفي السنوي، الذي يمتد على مدى عشرة أيام بلياليها، والرباطات الفصلية، ومجالس النصيحة، حيث تجتمع القلوب على الله، وعلى ذكر الله تعالى، وعلى تلاوة آياته، وعلى التسبيح له، وعلى الصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم، وعلى الاستغفار بالأسحار، وعلى القيام بين يديه، وعلى التبتل إليه، وعلى التذلل لدى عتباته، وعلى التماس رحمته، وعلى طلب مدده، واستجداء عونه، وسؤال توفيقه.

متابعة وتوجيه

تحملا للمسؤولية في حمل مشروع الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله، ومن أجل تبليغه إلى الأجيال المتعاقبة على الجماعة، وتحفيزا للإرادات وتذليلا للعقبات وشحذا للهمم، وتوجيها للجهود في ما يدر النفع على الدعوة، يسعى مجلس إرشاد الجماعة إلى احتضان المبادرات التنظيمية والإعلامية والتربوية والميدانية في هذا السبيل، وإلى السهر على تنفيذ مخرجات المجالس الشورية للجماعة في كل القطاعات، وعلى صعيد أعضاء وعضوات الجماعة على حد سواء.

ولا تنحصر هذه الجهود في تطوير الحركية الداخلية للجماعة، بل تتسع وتتمدد لتشمل العمل الميداني العام بما فيه من صعوبات وتحديات، وبما يتطلبه من حضور دائم ومتابعة دقيقة للأحداث والمستجدات الاجتماعية والسياسية والثقافية. بل تتعدى هذه الجهود إلى متابعة قضايا الأمة بما تقتضيه من تهمم ومن تضامن في عالم أصبح قرية صغيرة يؤثر أي حدث في أي جزء منها على كل أجزائها.